اسلاميات

كيف نحارب الرشوة

الرشوة هي أن يدفع الفرد مبلغا ماليا من أجل الحصول على حق ليس له أو حتى يخلص نفسه من واجب مفروض عليه أو أن يدفع الفرد مبلغا ماليا من أجل الحصول على حقه من الحكام أو الظالمين والرشوة من الآفات الاجتماعية الخطيرة وخلال هذة المقالة سنتعرف علي معنى الرشوة واسباب محاربتها .

مفهوم الرشوة

سنتعرف في هذة الفقرة عن معنى الرشوه .

إنّ الرشوة من كبائر الذنوب المحرمة التي حرمها الإسلام، وهي تعني ما تم دفعه لتحقيق منفعة بالباطل من الأموال أو الأشياء المادية الأخرى، وتم تحريم الرشوة لأسباب كثيرة ففيها إبطال للحق وإظهار الباطل،

 

وضياع حقوق الناس من الذين لهم سلطة أو نفوذ، وقضاء الحاجات على حساب الناس الضعفاء مادياً، وفيها التملص من أداء الواجب بإخلاص وضمير، وصدق.

 

مع الرشوة يعمّ الفساد بين العاملين وتضيع الواجبات، وتتفشى الرذائل والفواحش في المجتمع، كما ينتشر الظلم بين أفراده، حيث إنّ مال الرشوة مال حرام تم الحصول عليه بطريقة غير شرعيّة،

 

كما تؤدي الرشوة إلى القضاء على الكفاءات في العمل والمجتمع، مما تعمّ الفوضى وينهار المجتمع في أي لحظة. لعن الله تعالى أطراف الرشوة، الراشي، والمرتشي، والرائش، فالراشي هو الشخص الذي يقدم الرشوة، والمرتشي من أخذ الرشوة، والرائش هو الوسيط بين الراشي والمرتشي،

وأيضاً قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن الرشوة هي السحت: (لا يَدْخُلُ الجنةَ لحمٌ نبت من السُّحْتِ، وكلُّ لحمِ نبت من السُّحتِ؛ كانتِ النارُ أوْلَى به) [صحيح]،

 

فالرشوة هي أكل الأموال بالباطل وهي ما نهى عنه الله تعالى في قوله: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) [البقرة: 188].

طرق محاربة الرشوة

محاربة الرشوة تقوم على مجموعة من الجوانب هي:

 

الجانب السياسي إصدار قرارت وقوانين صارمة وحقيقة من السلطة السياسيّة وذلك لمكافحة الرشوة، وتجهيز هئية مستقلة وموثوفة لمكافحة الرشوة.

توظيف موظفين أكفاء في المناصب والوظائف الوسطى والعليا، بحيث يكونوا قدوة حسنة للموظفين الأقل منهم درجة.

 

تحقيق المساواة والتكافؤ في فرص العمل بين الموظفين والعاملين، كما يجب إعطاء الصحافة حريّة الرأي والتعبير وذلك حتى تمارس دورها في مراقبة المسؤولين وكشف الرشوة والفساد لديهم.

 

الجانب الإداري مراقبة الموظفين بطريقة فعالة، وذلك من خلال منح مناصب القيادة والإدارة إلى الأشخاص الذين يتمتعون بقدر عالٍ من المسؤوليّة، بالإضافة إلى قيام جهاز التفتيش والرقابة المستقل بمراقبة أداء الموظفين بشكل دوري.

 

اتباع أسس الموضوعيّة والعلميّة في اختيار الموظفين، فهذه الطريقة تحقق مبدأ المساواة والتكافؤ في فرص العمل أمام الناس، وهذه الطريقة أيضاً تمكن من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

 

تطبيق مبدأ العقاب والثواب، وذلك من خلال تطبيق عقوبة رادعة بحق جميع الموظفين المرتشين وطردهم من عملهم، وإثابة الموظفين النزيهين بتكريمهم وترفيعهم.

 

الجانب الاقتصادي زيادة رواتب الموظفين وذلك حتى يتحسن مستوى معيشيتهم ويتمكنوا من العيش الكريم، فالجدير بالذكر أن أبرز أسباب التعامل بالرشوة تدني الرواتب في وقت غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة.

 

توزيع الثروات والدخل القومي بشكل عادل، فهذه الطريقة تحد من نسبة التفاوت بين طبقات المجتمع. تطوير القوانين والأنظمة الاقتصاديّة، وذلك حتى يتوفر مناخ استثماري مناسب يساهم في تطوير الاقتصاد الوطني.

 

الجانب الاجتماعي تربية الأفراد وخاصة المسؤولين والموظفين على الأخلاق الدينيّة، والخوف من الله في العلن والسر، وإشعارهم بمراقبة الله لهم، فهذه الطريقة من أنجع الطرق في محاربة الرشوة، وذلك لأنها تنشئ أفراداً هم من يفرضون الرقابة على أنفسهم.

 

تثقف الأفراد بأنواع الجرائم التي يعاقب عليها القانون وخاصة الرشوة، كما يجب تبصيرهم بالمخاطر المترتبة على التعامل بالرشوة، كما يجب رفع المستوى الثقافي للأفراد، ويجب القضاء على الأميّة والجهل، وتدريب الأفراد على أن المصلحة العامة أكثر أهميّة من المصلحة الشخصيّة.

 

التشديد في عقوبة الرشوة القانونيّة والاجتماعيّة، وذلك من خلال ربط لفظ العيب والحرام بمصطلح الرشوة، بحيث تصبح نظرة الأفراد للمرتشي نظرة اشمئزاز.

أسباب انتشار الرشوه

سنتعرف معا في هذة الفقرة عن اسباب انتشار الرشوة

 

ضعف الرقابة في الدولة، فلا تتعرض مؤسساتها إلى مراقبة ومساءلة قانونية.

 

عدم وضع المسؤول المناسب في المكان المناسب.

 

غلاء الأسعار وما يقابلها من انخفاض معدل الأجور، الأمر الذي يؤدي إلى قبول بعض الأشخاص للرشوة، نتيجة لحاجتهم المادية لا سيما إذا قلّ لديهم الوازع الديني.

 

عدم تساوي توزيع الثروة المالية بين الناس، وتركّزها في أيدي قلّة من الناس، مما جعل تباين طبقي حادّ بين الناس، مما أدى إلى شعور بعض الموظفين بالحقد والحسد على الأغنياء لكونهم أكثر غنىً، وبالتالي فهؤلاء الموظفين يعبّرون عما يشعرون بأخذهم للرشاوي من الأغنياء.

 

يفتقر عدد كبير من الأشخاص إلى الثقافة العامة بشكل عام والثقافة القانونية أو الإجراءات الإدارية بشكل خاص، مما يدفع الموظف لاستغلال هذا الجهل في تعقيد إجراءات المعاملة، واضطرار المواطن البسيط إلى دفع الرشوة لتيسير معاملته.

حكم الاسلام في الرشوة

سنتعرف في هذة الفقرة عن حكم الشرع في أخد الرشوة

أخذ الرشوة من السحت، ومن أشد الحرام، ومن أخبث المكاسب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي ولعن الرائش ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏مسنده‏‏]‏ –

وهو الساعي بينهما -، واللعن يقتضي أن الرشوة كبيرة من أعظم كبائر الذنوب، وهي من السحت‏.‏ والله جل وعلا قال في اليهود‏:‏ ‏{‏سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية 42‏]‏‏.‏

 

قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏ [‏سورة البقرة‏:‏ آية 188‏]‏،

وهذه الآية على أحد التفسيرين تعنى في الرشوة وتحذر منها‏.‏ فالرشوة حرام بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أكل منها؛ فقد أكل سحتاً، واستعمل حرامًا يؤثر على أخلاقه وعلى دينه وعلى سلوكه‏.‏

 

وقد جاء في الحديث‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا ربي‏!‏ يا ربي‏!‏ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنّى يستجاب له‏؟‏‏!‏‏” ‏[‏رواه مسلم في ‏صحيحه‏‏‏]‏‏.

 

‏ وهذا حديث صحيح، بيّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن أكل الحرام من الرشوة وغيرها؛ أنه يمنع قبول الدعاء، وأن آكل الرشوة أو غيرها من الحرام لا يستجاب له دعاء، وهذا خطر عظيم؛ لأن أحدًا لا يستغني عن الله عزّ وجلّ طرفة عين،

فإذا قطع الصلة بينه وبين الله؛ ورد دعاؤه؛ فما قيمة حياته‏؟‏‏!‏ وأيضًا؛ الرشوة ما فشت في مجتمع؛ إلا وفشا فيه الفساد، وفشا فيه الخلل، وتشتت القلوب، والإخلال بالأمن، وضياع الحقوق، وإهانة أهل الحق، وتقديم أهل الباطل،

وهذا يحدث في المجتمع ضررًا بيّنًا؛ فالرشوة من أخبث المكاسب، وأثرها على الفرد والمجتمع من أسوأ الآثار‏.‏

 

فعلى المسلم أن يتوب إلى الله إذا كان يتعاطى شيئًا من ذلك، وعلى من عافاه الله منها أن يسأل الله عز وجل الثبات على الحق، وأن يديم عليه العافية؛ فإنها جريمة كبيرة، ومعصية ظاهرة، وهي غش لولاة الأمور، وغش للنفس، وغش للمجتمع، ويجب على ولاة الأمور أن ينكلوا ويردعوا المرتشين والراشين؛

 

كما لعنهم الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم‏.

 

أثار الرشوة علي المجتمع

 

ضعف أواصر الثقة بين أفراد المجتمع.

 

تقلّ جودة الخدمات المقدمة للمواطن؛ فمثلاً مواد البناء على سبيل المثال عند استيرادها،

إذا ما دخلت فيها الرشوة فقد يترتب عليها استيراد أدوات ذات جودة رديئة بسعر رخيص ومن ثم بيعها للمواطنين،

بأسعار غالية لتحقيق أعلى ربح ممكن، وتقديم إيحاء للمواطن بأن المادة ذات جودة عالية لارتفاع ثمنها.

 

كل أشكال الفساد الناجمة عن وضع الشخص غير المناسب في المنصب أو الوظيفة أو غيرها.

 

تحدثنا فى هذة المقالة عن الرشوة واسبابها وحكم الشرع فيها للمزيد زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى