آثار التوبة النصوح

كل الناس معرضون للخطا والمعصية والتقصير في فترة من فترات حياتهم وقد يكون الخطا الذي يقترفه الإنسان صغيرا فلا يظهر له أثر على صاحبه أو ربما يكون كبيرا للدرجة التي يظهر فيها أثر الذنب على صاحبه ومهما بلغ المسلم من التقوى والقرب من الله فإنه لا يوجد في الناس بعد الأنبياء من هو معصوم عن ارتكاب الذنوب وسنتكلم في هذة المقالة عن التوبة النصوح واثارها .

التوبة النصوح

سنتعرف في هذة المقالة على معنى التوبة النصوح .

هي التوبة الصادقة التي لا يعود بعدها المسلم إلى اقتراف ذات الذنب، فيرتدع عنه بالتوبة، ويتوقف عن فعله وهي المقصودة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) .

 

والتوبة النصوح هي معيار قوي على صدق إيمان المسلم، وعبوديَّته الحقيقيَّة لله سبحانه، بها يتميّّز الصادقون من غيرهم، فإن لم تكن التوبة نصوحاً فلا فائدة ولا أثر لها.

ما هي شروط التوبة

للتوبة بشكل عام شروط ، تتمثل في:

الإقلاع عن الذنب، وذلك بتركه وترك السبل التي تؤدي إليه. الندم على فعله، ويظهر ذلك في حزنه على وقوع الذنب وقلقه وتألُّمه على ذلك.

العزم على عدم العودة إليه، ويكون ذلك بالإرادة القويَّة والهمَّة العالية، باستحقار الذنب والمعصية، ونبذ حتى كل تفكير بها.

إعادة الحقوق إلى أصحابها، ماديَّة كانت أو معنويَّة، فالحقوق الماديَّة كالأشياء العينيَّة

والأموال والأمانات التي أخلَّ في حفظها، وغير ذلك والحقوق المعنويَّة لا تُحاز وإنَّما تعاد بطلب المسامحة من الشخص الذي وقع بحقه الذنب أو المعصية

ومن أمثلتها الذنوب المتعلِّقة بالغيبة والنميمة وصورة ذلك أن يطلب المسامحة من الشخص الذي اغتابه، أو ممَّن سعى بينهم بالنميمة.

أثار التوبة النصوح

إن للتوبة النصوح أثار طيبة على الفرد وعلى المجتمع على حدسواء:

على الفرد: ففيها راحة للضمير، وطمأنينة للنَّفس، ونيل محبَّة الله سبحانه ورضوانه، وكذلك محبَّة النَّاس، ولا سيََّما فيما يتعلق منها بحقوقهم التي أعيدت بها لهم.

على المجتمع: فالمجتمع الذي تشيع فيه ظاهرة التوبة النصوح، التوبة الصادقة بين أبنائه، فهو مجتمع متماسك متحابٌّ، تقلُّ فيه نسبة الجريمة؛ لانَّ مفهوم التوبة النصوح، الصدق في التوبة، بعدم العودة إلى الذنوب مرَّة أخرى، ومنها الذنوب التي تتعلَّق بحقوق النَّاس، ومن هنا يأتي التأثير الإيجابي المتعلِّق بالمجتمع.

إنَّ إنساناً يحافظ باستمرار على التوبة، هو إنسان مستقيم في سلوكه، يحقق في ذاته وفي سيرته العمليَّة الفهم الصحيح للإسلام، فيتمثَّل فيه الإسلام سلوكاً عمليَّا متحركاً

يمكن أن يشار إليه بالبنان، وفقنا الله سبحانه لحسن التوبة وجنَّبنا الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن.

الثبات على التوية

قد تمرّ على الإنسان لحظات يضعف فيها، مما يتسبب له بالعودة والرجوع عن القرار الذي اتخذه بالإقلاع عن ذنب، أو خطأ ما كان قد استمر بفعله، والوقوع به لفتراتٍ طويلة، ومن هنا فإن الثبات على التوبة يُعتبر من أهم الأمور التي تتبع التوبة من الذنوب والمعاصي المختلفة.

من أبرز الوسائل التي تُعين على الثبات على التوبة طلب العون من الله تعالى أولاً وأخيراً، فهو وحده الموفّق لكلِّ هدىً، وكلِّ أمرٍ حسن. ويكون ذلك بالدعاء، والإكثار من الطاعات، والمواظبة على ذكر الله -عزَّ وجل- دون انقطاع، حتى يستقرّ النور الإلهي في قلب هذا العبد التائب.

يجب أيضاً الابتعاد عن المواطن التي تُذكِّر الإنسان بالعودة إلى الذنب المُقترَف، والتواجد بشكل مستمر في الأماكن النقية، التي تكثر فيها أعمال البر

وسائر الأعمال الصالحة، وبما أنّ وقت الفراغ غير المستغل يُعتبر من أكثر العوامل التي قد تؤدي إلى انحراف الإنسان عن جادة الصواب، فإنّ ملء هذا الوقت بالأعمال النافعة من الأمور التي تساعده على الثبات على التوبة والبعد عن المعاصي.

إلى جانب ذلك فإنّ مُرافقة الصالحين هي أيضاً مما يجب الاعتناء به فالصديق الصالح يأخذ بيد صاحبه نحو البر، والتقوى، أما الصديق السيئ فإنه لا يأخذ بيد صاحبه إلا إلى طريق الذنوب، والمعاصي، والآثام، ومن هنا فمن الضروري الانتباه إلى مثل هذه الأمور، وعدم الاستهانة بها، فهي طريق الإنسان نحو الصلاح، والنهضة، والارتقاء.

 

تحدثنا في هذة المقالة عن التوبة النصوح لمتابعة كل ماهو جديد من الادعية والازكار والاشعار والمنوعات زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top