قال الدكتور محمد سالم أبوعاصى، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن من حاولوا تقديم تفسير جديد للقرآن، مثل طه حسين، وأمين الخولي الذى تحدث عن تجديد النحو والشعر وضرورة تجديد تفسير القرآن، لم يتجاوزا في حق القرآن.
وأردف أبو عاصى: “ممكن نوفق بين الإثنين، الوحي هداية والعقل هداية، بالعقل نفهم مضامين الوحى، وأرى أن تلك المحاولات ليست تجاوزًا فى حق القرآن، لكن لدينا مشكلة نفسية، أن كل ما يصدر عن عالم مستشرق نظنه مؤامرة على الإسلام ونتهمه أنه بوق للمستشرقين”.
وأكد أن طه حسين ليس بوقًا للمستشرقين، بل له كلام جميل جدا، ودقيق جدا فى تحليل الشعر والسيرة.
وقال إن تفسير الإمام محمد عبده، ورشيد رضا، للقرآن، لم يكن مقبولا فى عصرهم، وكان مرفوضًا من المدرسة الأزهرية والتي لها سطوتها على المجتمع.
وأضاف إن تفسير الإمام محمد عبده لم يقبل إلا بعد رحيله، وبدأت الناس تلتفت للمدرية الإصلاحية التي أنشأها، عكس مدرسة الأفغاني.
وأردف: “هذه الأفكار من 50 سنة كانت كفر ومردودة، وقالوا إن محمد عبده قال في تفسير: “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل والطير الأبابيل”، أنه قصد الجراثيم، وكفروه، وقد انخدعت بهذا الاتهام لفترة، وأثناء تحضير الماجستير قرأت في تفسيره أنه لم يقل هذا وكتبت أيضا عند نسختي الرجل بريء من هذا”.
تابع، إن الدكتور مصطفى محمود، طغى عليه الروحانيات عند تفسيره للقرآن، ولا يمكن القول أن كل كلامه غلط أو كل كلامه صح، بل لديه آراء في التفسير صحيحة، وأخرى غير مقبولة.
وأضاف أن هناك الكثير من الآيات لا تتوفر فيها الشروط الواجب توفرها في التفسير، مثل الخروج عن اللغة، والخروج عن السياق أو عن الإطار العام للقرآن.
وأردف: “نسب إلى مصطفى محمود، ولا أدرى مدى صحته، أنه قال عندما تنظر إلى المرأة في الشارع أنت تنظر إلى خلق الله في الجمال، إذا كانت امرأة جميلة، وهذا طبعا لا يساعده السياق ولا الإطار العام للإسلام”.
ولفت إلى أنه جنح كثيرا بالقرآن للنظريات العلمية وهي نظريات متغيرة، كما أنه ليس لديه تفسير كامل، فلا يمكن القول إنه استطاع أن يبدع، لكنها محاولة فيها المقبول والمردود.