قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن كلمة الإسلام لها مدلولين، وعدم التفريق بينهما يحدث الخلط وعدم الفهم.
وأوضح خلال حديثه ببرنامج “أبواب القرآن” تقديم الإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناتي “الحياة” و”إكسترا نيوز”، أن كلمة الإسلام في المعنى اللغوي تعنى الاستسلام والانقياد والتسليم.
وأردف:”كل من انقاد واستسلم لله فهو مسلم، والمعنى الآخر المعنى العلمي، اسم علم، وهو الإسلام الدين الذي جاء به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام”.
ولفت إلى أن الفهم الشعبوي للآيات القرآنية أن كلمة الإسلام تعني الدين الذي جاء به سيدنا محمد، وهذا أيضًا قال به كثير من المفسرون في تقسير “ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه”، و”إن الدين عند الله الإسلام”.
واستطرد: “لكنا إذا قبلنا بها المفهوم، فماذا عن موقف السابقين الذين عبدوا الله على شعائر أخرى أو رسالات أخرى؟، لذا نجد أن الإسلام بالمعنى العام وليس بمعنى الاسم العلم، والسياق دل على هذا التفسير، “وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إذا من بعد ما جاءه العلم بغيا بينهم” إذن الإسلام جاء في سياق كلام عن أهل الكتاب، إذن هو هنا بمعناه العام الذي يندرج فيه كل من أسلم وجهه لله”.
ولفت إلى أن بعض المعاصرين، فسروا “ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، أن المراد بها الإسلام الذي نزل على سيدنا محمد، وبالتالي أي إسلام آخر او رسالة أخرى، أو دين آخر مرفوض تماما.
وأشار إلى أن سياق الآية قبلها ” وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة” ثم “ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه” ثم “وله أسلم من في السماوات والأرض”، وهذا السياق يؤكد أن الإسلام في الآية معناه الانقياد والخضوع.
وختم: “يعني من لم يقبل الدين أو الرسالة السماوية أيا كانت وأعرض عن الخضوع والاستسلام والانقياد لله فلن يقبل منه، أما حصر المعنى في أن المراد بالإسلام الرسالة التي جاء بها سيدنا محمد بهذا المعنى تكون ضيقت المدلول الواسع الذي يؤيده السياق”.
وقال أبو عاصي، إن حصر معنى كلمة الإسلام في أنها الدين الذي جاء بها سيدنا محمد، يجر التناقضات على القرآن، مضيفا، “لو قلنا الإسلام هو الدين الذي جاء به محمد فقط، ماذا عن سيدنا إبراهيم؟ وسيدنا سليمان؟، الذين جاءوا قبل سيدنا محمد، والآية تقول “وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما”، وآية سيدنا سليمان “ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين”.
وأردف: إذن الإسلام المراد به المدلول العام وهذا رأي ذهب إليه الإمام محمد عبده، وكثير ممن تأثروا به وبعض التفاسير القديمة، لافتا إلى أن السياق يكون حاسم ويقطع النزاع، المفسرين عندما يختلفوا بعضهم مع بعض، تختار ما يؤيده السياق.