أبو عاصي: جماعات متطرفة عابت على الشعراوي والعقاد وأبو حيان والرازي حصري على لحظات


قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن الجماعات المتطرفة تخاف من العقل، لأن ثقافتهم وتربيتهم تربية نقلية.


ولفت “أبوعاصي” خلال حديثه لبرنامج “أبواب القرآن” تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي “الحياة” و”إكسترا نيوز”، إلى أن بعضهم أعاب على الشيخ متولي الشعراوي، وقال “ثقافته الأحاديثية صفر”، و”العقاد يقبع تحت خط الفقر في الحديث”، لكن عندما تقرأ الفلسفة القرآنية للعقاد، أو تقرأ المرأة في القرآن للعقاد تجد عقل مبدع.




وأردف: “يعيبون على الرازي أنه فيه كل شئ إلا التفسير، وأبو حيان الذي عاب على الرازي، جاءه من قال له أنت غارق في النحو”.




وقال أبوعاصي، إن القرآن يشير إلى العلم إشارات من بعيد، لأنه لو تدخل في حسم القضايا العلمية تتعطل مسالك العلم، والعلم قد يصل إلى الغيب، لكنه لا يصل إلى مفاتيح الغيب، لهذا قال تعالى “وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمه إلا هو”.




وأردف: “فرق بين الغيب وبين مفاتيح الغيب، الغيب يمكن أن تصل إليه بالعلم، أما مفاتيح الغيب هي السنن الكونية التي وضعها الله بيد الله وحده، ميقدرش الإنسان يوصل للقانون اللي خلى المطر ينزل، وينزل ليه، ميعرفش القانون المحرك وراء الحدث، والعلم يعرف الجنين ولد ولا بنت، لكن لا يعرف لماذا ولد ولماذا بنت”.




وختم: “من تربى على الكتب العلمية، وعمق الخصائص اللغوية، سيدرك إن إهدار العقل إهدار للإنسان، وإهدار لتفسير القرآن”.




وقال أستاذ التفسير، إن القرآن حمال أوجه، لكن ليس على إطلاقها، ليس حمال أوجه متناقضة و”ربنا أمرنا عند النزاع نرجع للقرآن ، كيف نعود لكتاب متنازع؟ لهذا القرآن حمال أوجه شريطة ألا تتعارض وألا تتضارب”.




وأكد أن النبي لن يقول كلاما يعارض العقل، والنبي لما فسر، فسر الآيات التشريعية التي يحتاج إليها الناس، مشيرا إلى أن التفسير النقلي ليس ملزمًا، وإنما الإنسان يعمل عقله لو وجد في أقوال التابعين ما يتسق مع العقل اقبله، وما لا يتسق لا تقبله.




وذكر خلافا بين الصحابة حول أول ما نزل من القرآن، وأن العلماء اتفقوا أنهم الخمس آيات الأولى من صدر سورة العلق، بينما قال جابر بن عبدالله أول ما نزل المدثر، فقال العلماء صحابي أخطأ الاجتهاد، لهذا لازم نضع منهج وندخل العقل في فهم القرآن، لأننا بالعقل عرفنا الله وعرفنا النبوة، والقرآن خاطب عقل الإنسان لابد أن يعمل الإنسان عقله فيه.




وأردف أن هناك فرق بين التفسير والتأويل، التفسير هو البيان الواضح والتأويل أن تغوص في أعماق الفكرة، والناس تحتاج الواضح، لأنهم يريدون من القرآن التعبد بقراءته والعمل بما فيه من هدايات، أما الخوض فيما وراء ذلك لنوع أعلى من المثقفين ويفتح الآفاق للكل.




 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top