أثر الإيمان في حياة الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم يقدم لكم موقعنا المتميز لحظات هذا الموضوع الجميل عن أثر الإيمان في حياة الإنسان اوصى النّبي صلّى الله عليه وسلّم الصّحابي حين قال له بعبارةٍ بليغةٍ جامعة، قل آمنت بالله تعالى ثمّ استقم.للمزيد زورو موقعنا لحظات.

الخطاب القرآني للمؤمن

خاطب الله تعالى عباده المؤمنين في مواضع كثيرةٍ بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، وقد قال أحد العلماء

: (إذا سمعت ذلك فارعه سمعك فإنّه خيرٌ يؤمر به أو شرٌ ينهى عنه)، فما نادى الله تعالى عباده إلا ليأمرهم بخيرٍ لهم في دينهم ودنياهم أو لينهاهم عن شيءٍ

يسوؤهم، فالخطاب الرّبّاني هو غايةٌ في الإرشاد والتّوجيه للمسلمين، وهو خير منهجٍ وطريقٍ يستبين فيه المسلم الصّراط فلا يتنكّبها.

أثر الإيمان في حياة الإنسان

الاستقامة

أوصى النّبي صلّى الله عليه وسلّم الصّحابي حين قال له بعبارةٍ بليغةٍ جامعة، قل آمنت بالله تعالى ثمّ استقم، فمن آثار الإيمان وتوابعه أن يستقيم المسلم على أمر الله تعالى في قوله وعمله وسائر شؤون حياته، فلا يتكلّم إلا بما يرضي الله تعالى، وكذلك يحمل الإيمان الإنسان على أن يستقيم في عمله فلا يسعى بين النّاس إلا بالخير والمعروف، ويحرص على أعمال الخير ووجوهه المختلفة.

حين يتجذّر الإيمان في نفس المسلم تراه دائماً حريصاً على طاعة الله تعالى في السّرّ والعلن، ينشد من وراء ذلك رضا الله سبحانه وتعالى وجنّته، فتراه يحرص على تأدية صلاته على وقتها كما تراه يحرص على التّنفّل بالطّاعات حتى يتقرّب إلى الله تعالى.
ترك النواهي

من آثار إيمان أن يسعى المؤمن للابتعاد عن كلّ ما يغضب الله تعالى من القول والعمل، فتراه يترك آفات اللسان الذّميمة مثل الغيبة والنّميمة بين النّاس والكذب، كما يترك الحسد والتّباغض والتّجسس، ويتجنّب أذيّة النّاس أو التّعرض لهم بالشّرّ والغدر والمكيدة.
قوّة النفس

من آثار الإيمان أيضاً أنّه يصنع شخصيّةً قويةً قادرةً على تخطّي التّحديات والعقبات بكلّ قوّة ومضاء، كما تصنع شخصيّة لا تخاف ولا تجزع من مواجهة أعداء الله تعالى في المعارك والحروب، وبالتّالي يكون الإنسان المسلم درعاً واقياً إلى جانب إخوانه المسلمين يذود عن حمى أمّته رافعاً راية الدّين مرتجياً الشّهادة التي هي من أعظم ما يتمنّاه المؤمن في حياته بعد رضوان الله تعالى.
الحياة الطيبة والتمكين

قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97] فالله يزيد المهتدين هدى فتطيب لهم الحياة في طاعة الله وعلى دربه وفي بذل الجهد له وبالتوكل عليه، وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) [النور: 55] فمن صميم الإيمان السعي والاجتهاد والعمل في سبيل رفعة الإنسان والدين والقيم وهؤلاء من يمكن لهم الله بإيمانهم أسباب الدنيا ويجزيهم في الآخرة.

الإيمان

إنّ التأمّل في بديع خلق الله، من أرض، وسماء، وكواكب، ونجوم وحيوانات، وطيور، وغيرها الكثير مما

لا يعدّ ولا يحصى من مخلوقات الله، يدفعه بالإنسان للإيمان بخالقها الله سبحانه وتعالى، ويجدر بالذكر أنّ الإيمان لا يكتمل

إلا باجتماع أركان الإيمان الستة، وهي :الإيمان بالله، أي الإيمان بأنّ الله واحد لا شريك له،

وأنه خالق كلّ ما في الوجود، ولا نعبد سواه، والإيمان بالملائكة ونعني به التصديق بوجود الملائكة الذين خلقهم الله،

والإيمان بالرسل الذي يتضمّن التصديق بكلّ الرسل الذين بعثهم الله من أجل هداية الناس، وكذلك

الإيمان بالكتب السماويّة أي التصديق بكلّ الكتب التي أنزلت من عند الله، والإيمان باليوم الآخر أي التصديق بوجود يوم

يحاسب فيه الناس على أعمالهم، ولا ننسى الإيمان بالقدر الذي يتضمّن التصديق بأن كلّ ما يصيب الإنسان من خير أو شرّ هو بتقدير الله وعلمه.

الآثار المترتبة على الإيمان

إنّ المؤمن بالله حقّاً، لا بدّ أن تتجلّى عليه علامات وآثار هذا الإيمان في نفسه، ومن هذه الآثار، نذكر ما يلي:

 

التحلّي بالأخلاق الإسلامية، مثل: الشجاعة، والصدق، والأمانة، والإخلاص، والكرم، واحترام الوقت، ومعاملة الآخرين معاملة طيبة، وبرّ الوالدين، والعطف على الصغار، ومساعدة المحتاجين والفقراء.

القيام بالأعمال الصالحة، ونقصد بذلك القيام بكلّ عمل أمرنا الله عزّ وجلّ على فعلها، مثل: أداء العبادات، كالحجّ والدّعاء،

والزكاة، وتلاوة القرآن الكريم، وحمد الله وشكره بالقلب والجوارح.
الإيمان يبعث على الطمأنينة في نفس المؤمن؛

فيظلّ المؤمن مرتاح البال، مطمئنّ النفس، لعلمه علم اليقين أنّ النفع والضرّ بيد الله سبحانه، وأنّ الله هو الرزّاق الكريم،

فلا يخاف المؤمن إلّا الله سبحانه وتعالى، وفي الآية الكريمة: ” الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب”.

حسن الظن بالله واليقين بتحقيق الأهداف التي يطمح لها الفرد، فتحقيقها يرتبط بمدى حسن ظن العبد بربه، ففي الحديث القدسي، يقول الله عزّ وجلّ: ” أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء”.

يؤمن أنّ كل شيء حسن وجيّد في حياته هو من فضل الله، وأنّ ما يصيب الإنسان من شرّ هو من عند نفسه لقوله تعالى

: “وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون”، ولذلك فإنه يدعو الله بدعاء “لا إله إلّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

“؛ اعترافاً وتسليماً منه بأنّ الشيء السلبي أو المكروه الذي حصل معه، هو من نفسه ونتيجة لأفعاله أو ذنوبه،

وما أن يستغفر المؤمن الله؛ حتى تزول عنه كربه؛ كون الاستغفار يمحو الذنوب والسيئات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top