حياتنا عبارة عن سجن كبير مليء بظلم السجان الذي قرر أن يكون واليا على الملايين من الناس ويحاول أن يبلغ سيطرته عليهم والله سبحانه وتعالى قد خلق كل إنسان وأودع في قلبه حب الطمأنينة والروح الطيبة ولكن ما نراه يجعلنا نتغير بشكل كبير لنكون أناسا آخرين ولا نعرف ان تحكم في انفسنا وكل منا يكون قلبة مجروح من كل انسان بيظلمه وهذا ما نتعرف علية فى هذة المقاله ازاي ندعي علي كل انسان ظالم وحكم الدعوة هيكون اية .تابعونا
الحكم الشرعي للدعاء على الظالم
اجتمع العلماء على أنّ الدعاء على الظالم جائز شرعاً، وهو من حقّ المظلوم،
ولكن يُفضّل الصّفح والدعاء للظّالم بالهداية، ولسيّدنا محمّد أسوة حسنة في هذا،
ولا يجوز التعدّي في الدعاء على الظّالم كأن يظلمك أحد بأكل مبلغٍ بسيط من المال أو ماشابه وتدعو على هذا الشخص بالموت أو على نحو ذلك، فهنا يصبح نوعاً من التعدّي والمكابرة في الدّعاء، وطلب ما هو أكبر من ظلمك، فيفضّل الدّعاء عليه وترك العقاب لله سبحانه وتعالى؛ فهو العادل والأعلم بحالك منك.
فقال سبحانه وتعالى: “(وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ويُذكر أنّ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم دعا على الّذين غرروا بأصحابه من قبائل رعل وذكوان وبني لحيان وعصية، وروى البخاري في صحيحه أنّه عليه السّلام دعا عليهم ثلاثين صباحاً.
ولهذا لا بأس أن يناجي كلّ شخصٍ ظُلم ربّه بذكر بعض الأدعية.
أدعية على الظالمين
يا ربّ أغلقت الأبواب إلّا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلّا بك يا ربّ اللّهمّ إنّي ومن ظلمني من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا
وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيّتنا، وتطّلع على نيّاتنا، وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصّننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منّا.
اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك.
اللهمّ إنّي أستغيث بك بعدما خذلني كلّ مغيث من البشر، وأستصرخك إذ قعد عنّي كلّ نصير من عبادك، وأطرق بابك بعدما أغلقت الأبواب المرجوّة،
اللهمّ إنّك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.
يا ربّ ها أنا ذا يا ربّي، مغلوب مبغيّ عليّ مظلوم، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت عليّ المذاهب إلاّ إليك، وانسدّت عليّ الجهات إلاّ جهتك، والتبست عليّ أموري في دفع مكروهه عنّي، واشتبهت عليّ الآراء في إزالة ظلمه، وخذلني من استنصرته من عبادك، وأسلمني من تعلّقت به من خلقك، فاستشرت نصيحي فأشار عليّ بالرغبة إليك، واسترشدت دليلي فلم يدلّني إلاّ عليك، فرجعت إليك يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً، عالماً أنّه لا فرج إلاّ عندك، ولا خلاص لي إلاّ بك، انتجز وعدك في نصرتي
وإجابة دعائي، فإنّك قلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، وأنا فاعل ما أمرتني به لا منّاً عليك، وكيف أمنّ به وأنت عليه دللتني، فاستجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد .
وإنّي لأعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، وأتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت، ولكن ضعفي; يبلغ بي الصبر على أناتك وانتظار حلمك، فقدرتك يا ربّي فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب على كلّ سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته.
يا ربّ إنّي أحبّ العفو لأنك تحبّ العفو، فإن كان في قضائك النّافذ وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي، وينتقل عن عظيم ما ظلمني به، فأوقع ذلك في قلبه السّاعة الساعة وتب عليه واعفُ عنه يا كريم.
يا ربّ إن كان في علمك به غير ذلك، من مقام على ظلمي، فأسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي، فخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وأعره من نعمتك الّتي لم يقابلها بالشّكر،
وانزع عنه سربال عزّك الّذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، وأخذله يا خاذل الفئات الباغية.
اللهمّ أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوّة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلّا فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركناً إلاّ وهنته، ولا سبباً إلاّ قطعته .
يا ربّ اللهمّ عليك بمن ظلمني، اللهمّ خيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقني شرّ سطوته وعداوته، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً.
يا ربّ إنّ الظالم جمع كل قوّته وطغيانه، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدّعاء، يا ربّ فاستجب لدعوة عُبيدك المظلوم وانصرني فإنّك يا كريم قلت لدعوة المظلوم بعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.
ماذا يفعل المظلوم
الظلم من أكثر الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى، وتوعد أصحابها بالعذاب المقيم في نار جهنم، ليس لشيء، ولكن الظالم يعذب الناس بدون أي وجه حق، ويحاول أن يسيطر على أفكارهم وأفعالهم ليكون بمثابة ولي عليهم
وهذا أمر مرفوض بالكامل، ولا بد من إيجاد الطرق اللازمة للتخلص من الظلم بأي شكل من الأشكال، والحديث يدور عن المظلوم، وطُرقه التي من الممكن أن يلجأ إليها في صد الظلم عنه، وإن كان بالأساس غير قادراً على صد أي ضرر قد وقع عليه، لذلك يلجأ لمن هو أكبر وأعظم ليأخذ حقه بالطريقة التي يجدها مناسبة.
الدعاء في جوف الليل وهذا ما يجب على المظلوم أن يقوم به من أجل إرجاع حقه المسلوب، وهو أن يدعو الله في جوف الليل، ويتضرع له بالقول والفعل، ويشكو لله هماً هو أعلم به من الأساس، ويحاول أن يطلب من الله ما يريده تماماً
فالله سبحانه يعلم ما نريد، ولكنه يحب عودة العبد إليه في جوف الليل يدعوه ويتضرع إليه بالشكوى، والله سبحانه يكون في السماء الأولى ينتظر أن يدعوه أحدهم بظهر الغيب ليجيب له الدعاء.
يحتسب صبره على الظلم فكلمة حسبي الله ونعم الوكيل تعني أن المسلم قد ترك الموضوع جانباً، وفوض أمره لله، ومن يفوض الله في أمر فعليه أن يتأكد أن الله لن يترك أمره حتى يرده إليه بالخير والإحسان
وأن الحق لا بد أن يعود مهما بلغ جبروت الظلم عنان السماء، والاحتساب لا بدّ أن يكون على يقين بأن الله قد توعد الظالم بالعذاب وتوعد المظلوم بالنصرة ولو بعد حين، والاحتساب لا بدّ أن يشمل الروح والقلب والنفس وكل جوارح الإنسان.
الثبات على الحق فعندما يشعر الشخص أنه يقع في الظلم دوماً، ولا يجد من يقف بجانبه، أو يشعر بأن الله يرد له الحق، تجده يجزع من أمر الله، ويحاول أن يشكك في قدرة الله على استرداد الحق، وإرجاعه لأصحابه، وهذا ما يزعزع الإيمان في القلوب الضعيفة التي لا تثبت على الحق
ولا تعترف بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على إرجاع الحق، ولكن في الوقت المناسب، فإن شعرت أنك في يوم قد تعرضت للظلم، ولم تجد المَخرج المناسب لذلك فلا تتهم رب العباد بتقصيره تجاهك
بل حاول أن تعرف أنت وجه التقصير في عبادتك حقاً، وتأكد أن حقك سيعود لك، ولكن بالطريقة التي يحددها الله سبحانه وتعالى، ويكون هو الأقدر عليها بإذنه تعالى.
دعوة المظلوم للظالم وهذا هو الأمر الذي قد يجده البعض غريباً، فهناك بعض النفوس الطيبة التي لا تحب أن تؤذي الآخرين، حتى في ظل الظلم الذي عاشوه تجدهم يحاولون أن يكسبوا الأجرين،
أجر الصبر والاحتساب والأجر الآخر أجر التوقف عن الشعور بالغضب، والدعاء للظالم بالهداية، وهذا ما يرفع العبد الدرجات العليا، وهذا هو التمثيل الحقيقي للإسلام على الأرض، فالمسلم لا يحمل في قلبه الضغينة مهما كان الظلمُ كبيراً،
ولا بدّ أن يتصور الشخص أنه قد يقع ضحية لظلم الآخرين، وعليه لا بد من المسامحة والتوكل على الله في استرداد الحق المسلوب.
دعوة سيدنا يونس وهذه الدعوة يجب أن نقوم جميعاً بدعوتها، حتى لو لم نكن نشعر بالظلم، فالمظلوم لا بدّ له أن يردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين،
وهذا اعتراف بالكامل أنه لا بد أنه قد ظلم أحدهم في يوم من الأيام ولكنه يطلب المسامحة من الله؛ لأنه جرب الظلم، ولم يكن طعمه جيداً، وأنه عانى أشد المعاناة في سبيل تحقيق الأمر الذي قام به، فعليه لا بد أن نتذكر يومياً،
ودوماً أن الله سبحانه جعلنا على الأرض لنعمر فيها لا لنجابه بعضنا البعض ونظلم أنفسنا وغيرنا. يدعو الله أن يرد حقه فالله سبحانه توعد الظالم بأن يكون عذابه شديداً، فالله سبحانه نسب لنفسه القوة والجبروت والانتقام ولكنه رفض أن ينسب لنفسه صفة الظلم
لأنها من الصفات الصعبة التي لا بد أن يرفعها من يستطيع أن يقوم بذلك عن عباد الله مهما اختلفت جنسياتهم أو دياناتهم أو أعراقه، وجعل الله دعوة المظلوم كالسهم المنطلق
الذي لا يوقفه أي أمر مهما كان قوياً أو غالباً، فهذا السهم منطلق بأمر الله سبحانه وتعالى، وهذا من حق العبد على ربه أن يرد عنه الظلم ويرفعه بكل أشكاله.
لكل ما هو مفيد ومتجدد ومتنوع زورو موقع لحظات .