مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم بعض من قصائد الشاعر علي جعفر العلاق , ونتمني أن ينال أعجابكم .
جرح
جرح حَمَلت على جَبيـني رمله
وفرشت شهوته
على أعصابي
أطعمته حطب البكاء
فما ارتوى يوما…
ولا اشتكت اللظى
أحطابي
أطعمته وجهي
وعشب مرافئي
جرحا
وأغنية
ووحشة غاب
جرجرت في ليل البكاء
قصائدي
وعجنت من حطب الجنوب ربابي
وحملت من أمي
عباء دمعها
ووهبت وحشتها الفسيحة
ما بي…
ومررت
في ليل الطفولة
مسرعا
وتركت وجهي
في رماد
خابي
قد كنت نهرا
أستحم برمله
ليلا
وأترك في يديه
ترابي
قد كنت قبرة
تلملم ثوبها
وتنام،مثل الوشم، تحت ثيابي
وغدا
إذا رش النعاس غباره
فوقي
وأوغل في الرحيل
ركابي
وغدت شبابيك الأحبة
مرّة
وهفا عتاب موحش
لعتاب
تبقين أغنية الطريق،
ما بين حنجرتي
وبين كتابي…
عاشقان
الغيوم الخفيفة
تجرفها الريح صوب النهر
غابة
ومساء قديم
فندق
وغيوم تمسح أذيالها
بالشجر….
كانت الريح باردة
ما تزال تهب
فتدفع للنهر غيما جديدا
وسيدة
تتشبث من هلع ممتع بفتاها
……
مطر فوق معطفها
مطر فوق أحلامها
مطر شفتاها
…..
مطر عالق بالشجر
والرياح تهب على عاشقين
يغيبان في خضرة الريح طورا
وطورا،
يذوبان تحت المطر
الرياح تهب على الليل
شوق قديم
يسيل على الصخر
فوق النوافذ،
في الريح،
بين ثنايا الشجر…
المناضد يغلسها الليل،
وامرأة تلألأ من شغف
يتضوع منها الشذى
ورذاذ السهر …
تلك النافذة البار
صاخبة
والرياح تهب:
هنالك جوع قديم
وكأسان مترعتان
وقنطرة
من حجر
تتصاعد
من حولها
ظلمة
سمك هائج
ونعاس قديم
يجئ مع الليل
ممتزجا
بأنين الشجر …
النسيم
خفيفا
يهب على الفجر:
تحت الندى
ترتخي الآن قنطرة
من حجر
قدحان
تغطيهما رغوة الليل
جمر قديم،
سرير
عشيقان منطفئان
وحولهما قبة
من شظايا السهر….
مائدة الشاعر
من سأدعو إلى جلستي؟
من يشاركني
خضرة الروح
أو مطر المائدة؟
لا نبيذي نبيذهمُ،
لا هواهم هواي،
ولا تلكم الغيمة الصاعدة
تستثير طفولتهم،
شجر خامل
وأرائك من خشبٍ
ونفاقٍ قديميْن،
يا ورق الضوء،
يا دفء غزلانه الشاردة
أين أصبحتما؟
صدأ في الأصابع،
أم صدأ في القصائد
يقضم
أجراسها الباردة؟
ذا نسيم المراعي
يهبّ على قدحي:
مطر الغائبين حواليّ،
مائدتي الآن
مكتظة،
شجر الليل يفتح
للريح، غائمة، ساعديْه
خضرةٌ
فظةٌ
في يديْه
يهبط الأصدقاء الطريون
من شجر الوهم
يقتادهم حزنُهم
أم طفولتهم
صوب ناري؟
أَتَحفُّ بهم
خضرتي
أم
غباري
مائدتي تلك
أم بلدٌ آهلٌ؟
خضرة الروح، أم مطر المائدة؟
ها هم الشعراء النديّون
كالغيم،
يغمرهم صخبي وهواي،
تحفّ بهم
وحدتي الحاشدة..
مرايا الروح
شجر أخرس
أم مائدة
تنحني، جرداء، ما بينهما؟
أم رماد
يتنامى:
– هل هما
حقا هما؟
مرة
كان عراء المائدة
غائما،
كان فضاء المائدة
شجرا من لغة
ممطرة،
رجلا،وامرأة
متقدة..
مضيا،
أعني: مضينا
لم يعد غير رماد عراء
عالقين
في مرايا الروح، أو بين
اليدين
لم يعد غير صدى:
-كيف أنتهينا؟
لم يعد بستاننا الريان
ريانا، ولا جمر يدينا
كيف؟
أعني: أين؟
بل أعني: متى
كنا التقينا؟
علاقة منتهية !
|