قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) وهذا يبين الله لنا ان الدنيا دار امتحان ويختبر الله سبحانة وتعالي البشر بالابتلاءات ليرى كيف يتعاملون معها يحمدونة علي السراء والضراء ام يعترضون علي امر الله وسوف نعرض في هذة المقالة عن كيفية التعامل مع الابتلاءات فتابعونا .
نعريف البلاء
يعتبر ابتلاء الله لعباده في بعض الأحيان علاجاً لشفائهم من الأمراض التي تسللت إلى حياتهم، وإلى قلوبهم؛ كالحقد، والشح، والبخل، وارتكاب المعاصي من عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، وما إلى ذلك، وفي الكثير من الأحيان الأخرى يكون لرفع منزلتهم، وامتحان إيمانهم، خاصة إذا كانوا من عباد الله الصالحين
المخلصين؛ الذي يسعون جاهدين لنيل رضوان الله، والقرب منه في الدارين: الدنيا، والآخرة، ومن هنا فقد كان الأنبياء والرسل -عليهم السلام- هم أكثر الناس ابتلاءً، وامتحاناً، وهم بالتالي أرفع الناس منزلة عند الله تعالى؛ كونهم صبروا، واحتسبوا أجورهم عند الله وحده.
حثت الشريعة الإسلامية السمحة المسلم المبتلى على انتهاج نهج معين حتى يرفع الله تعالى البلاء عنه ويتكون هذا النهج من بعض الأسباب التي من شأنها إصلاح العلاقة مع الله تعالى، إلى جانب الأخذ بالأسباب الدنيوية مع التوكل على الله إن كان نوع الابتلاء يتطلب ذلك.
أسباب لرفع البلاء
1- التوبة والاستغفار
اعلموا أن الابتلاءات والمصائب التي تقع على الإنسان هي فرصة لتكفير الذنوب شريطة الصبر والاحتساب ومراجعة النفس والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، لأنه كما دلَّ كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – على أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، فبادروا بالتوبة والاستغفار، والأخذ بأسباب رفع البلاء لعل الله يخفف عنا ما نلاقي من مصائب الدنيا.
2- تقوى الله
تقوى الله .. فهي السبيل لصلاح الأعمال يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.. [الاحزاب : 70 -71]، وقوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
3- حفظ أوامر الله ونواهيه
ومن هذه الأسباب كذلك حفظ أوامر الله واجتناب نواهيه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك”، وفي رواية: “احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة”.
4- التضرع بالدعاء
ومن أسباب رفع المصائب التضرع إلى الله عز وجل والدعاء، فإن الله لا يرد من دعاه، ولا يخيب من رجاه، يقول تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.. [الأنعام:42-43]. وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}.. [الأعراف:94].
5- التصدق والإحسان
ومن أسباب رفع المصائب والابتلاءات في الأموال والأبدان هو التصدق والإحسان إلى الآخرين والتفريج عنهم، قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.. [الأعراف:56]، وقال: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.. [التوبة:91]. وقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: “إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء”.
أنواع الابتلاءات
الابتلاءُ بالضّراء:
يَعتقد الكثيرون أنّ هذا النّوع هو النّوع الوحيد من أنواع الابتلاء، مع أنّ الدّلائل تُشير إلى وجود نوعٍ آخر لا يَقل خُطورة عنه سيأتي تفصيلُهُ لاحقاً.
جوهر الابتلاء بالضرّاء هو ابتلاء العبد بما يكرهُهُ من الأمور كَفقدان عزيز، أو الإصابة بمرضٍ مُعين، أو خسارةُ الأموال، أو اندلاعُ حريقٍ في الأملاك الخاصة، أو اتهامه بالاتهاماتِ الباطلة، والعديد من الأمور الأخرى. وأمّا غايته فهي امتحانُ صبرِ المُؤمن، ومقدار توكله على الله تعالى، وإيمانه بقضاءِ الله تعالى وقدَرِه.
الابتلاء بالسّراء:
أو ابتلاء الله تعالى لِعبده بما يحبه، من مالٍ، وجاهٍ، ومنصبٍ وغير ذلك؛ فكلُّ هذه الأمور يُحبها الإنسان بل ويسعى إليها، وقد يعتقدُ بعضُ النّاس أنَّهم إذا رُزِقوا بالأموال – على سبيل المِثال – فإنّ الله تعالى راضٍ عنهم، وهم لا يعلمون أنّ هذا الرّزق ما هو إلّا امتحانٌ سيُسألون عنه عندما يقفون بين يديه يوم القيامة.
قد يكون ابتلاء ربِّ العالمين لِعبده بما يَسره في بعض الأحيان أخطر عليه من ابتلائه بما يكرهه؛ ذلك لأنّ بعض النّاس لِديهم قدرةٌ عجيبةٌ على تحمّل المصاعب والملمّات
غير أنّهم وبِمُجرَّد أنْ يُصبهم خير يَطمئنون إليه ويَنسون الله، وهذا هو الخُسران المُبين.
التعامل مع الابتلاءات
يجب على الإنسان المُبتلى أنْ يتعامل مع ابتلائه بالصبرٍ والحمد، إذ يجب على العبد المؤمن أنْ يُظهر خضوعَهُ لله تعالى في كافةِ الأوقات
وأنْ لا يُخالف ظاهره باطنه؛ كأن يجحد فضلَ الله تعالى عليه في باطنهِ في الوقت الذي يتظاهرُ فيه أنَّه دائمُ الشّكر لِله أمام الناس.
إنّ الابتلاء – خاصة من النوع الأول – لا يعني أبداً السّكون
بل يجب على المؤمن أنْ يسعى وأنْ يبذل ما بوسعه لِتغيير الحال إلى حالٍ أفضل فالله تعالى يحب العبد الذي يَعمل بكلِّ طاقته لِتحقيق الغاية من خلقه.
للمزيد من المعلومات الدينية المتجددة زورو موقع لحظات .