أين تقع سامراء اصل التسمية بهذا الاسم التاريخ الموقع الجغرافي هي دولة عربية اقتصاد الدولة اللغة والدين السائد بين الدولة مناخ الدوله مساحة الدولة وعدد سكانها علي موقع لحظات
سامراء
سامراء هي واحدة من المدن العراقية التاريخية ذات الطابع المتميز العريق، وتقع هذه المدينة على ضفّة دجلة الغربية، وهي تتبع لمحافظة صلاح الدين، كما أنّها تبعد ما مقداره مئة وخمسة وعشرين كيلو متراً إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد، وعلى حدودها الشمالية تقع مدينة تكربت، وعلى الشرقية بعقوبة، وعلى الغربية الرمادي.
تمتدّ مدينة سامراء العراقية على مسافة من الأرض تقدر بنحو واحد وأربعين كيلو متر تقريباً، من شمالها إلى جنوبها، أمّا عرضها فيمتد على مسافة تقدر بما بين أربعة وثمانية كيلو مترات. وقد استوطنت هذه المدينة منذ القدم، وقبل الإسلام، حيث تعود أصول استيطانها إلى زمن الساسانيين والمناذرة، وقد اتّخذ البعض من هذه المدينة مكاناً للتحصن خلال فترات الصراع والحروب ضدّ دولتي الروم، والفرس.
تاريخ سامراء
بنى الخليفة المعتصم الذي حكم خلال الحكم العباسي هذه المدينة في العام مئتين وواحد وعشرين من الهجرة النبوية، وقد اتّخذ منها عاصمة الدولة، حيث صارت سامراء التي تحرف اسمها عن (سرّ من رأى) عاصمة الدولة بعد أن كانت بغداد هي العاصمة، وفي العام مئتين وخمسة وأربعين للهجرة، تمّ بناء المئذنة الملوية التي تعتبر من أبرز معالم المدينة، وقد ظلت عاصمة الدولة العباسية لمدّة ثمانية وخمسين عامة، وقد تعرضت هذه المدينة العظيمة لهجمات المغول والصفويين، إلا أنّها شهدت عمراناً وإعماراً في عهد الخلافة العثمانيّة، ولكن هذا الإعمار كان بسيطاً وضئيلاً، وفي العام ألف ومئتين وتسعة وتسعين تمّ بناء أوّل مدرسة في سامراء، وقد كانت مدرسة ابتدائيّة، أمّا أوّل جسر على نهر دجلة يربط بين طرفي المدينة فقد بني في العام ألف ومئتين وأربعة وتسعين من الميلاد.
خلال الغزو الأمريكي الغاشم على العراق، دارت معركة دموية بين أبناء المدينة الأشاوس وبين القوات الأمريكية، حيث استمرت هذه المعركة لمدة من الزمن وصلت الثلاثة أشهر، تم خلالها القضاء على الغزاة المحتلين، وفي العام ألفين وثمانية بدأ الهدوء يعود إلى هذه المدينة شيئاً فشيئاً، وذلك بعد فرض السيطرة عليها من قبل قوات الشرطة، بالإضافة إلى حماية أبناء العشائر العراقية لها، وقد ساهم ذلك في إعادة إعمار المدينة، وترميم المعالم، والآثارات، والمدارس، ومختلف المرافق الأخرى، وقد أسهمت منظمة اليونيسكو في عملية الإعمار هذه.
تضم مدينة سامراء ضريح كل من الإمام علي الهادي، والإمام الحسن العسكري، ومكانة هذين الضريحين عالية ومرتفعة لدة المسلمين الشيعة، فهما الإمامان العاشر والحادي عشر من أئمة الشيعة الاثنا عشرية، إلى جانب وجود أضرحة أخرى هامّة كضريح السيدة حكيمة وهي أخت الإمام علي الهادي، وأخيراً إمام السيدة نرجس التي يعتبرها الشيعة والدة الإمام المهدي المنتظر.
المعتصم بالله باني مدينة سامراء
الخليفة العباسيّ المعتصم بالله ثامن الخلفاء العباسيّين، ويُكنَّى بأبي إسحاق، وهو محمّد المعتصم بالله بن هارون الرّشيد، وُلِد في عام 179 هجرية الموافق لسنة سبعمئة وستّ وتسعين ميلادية في بغداد، توّلى الحكمَ على الشّام ومصر خلال فترة خلافة المأمون، ويُذكَر بأنّ المعتصم بالله قد بويع في اليوم ذاته الذي توفّي فيه أخوه المأمون في طرطوس.
حَمَل أبو إسحاق لقب المعتصم بالله في العاشر من شهر أغسطس من عام 833 م، ويُذكَر بأنّه تميّز بالقوة والشجاعة الكبيرتين، وانفرد عن غيره من الخلفاء بأنّه كان يستعين بالجنود الأتراك للفصل بين المنافسات الشّديدة بين العرب والفرس.
خلافة المعتصم بالله
تميّزت فترة خلافة المعتصم بالله بالاهتمام الكبير بامتلاك الجنود الأتراك واستقطابهم من مُختلف مناطق آسيا الصُّغرى؛ وخاصّةً سمرقند وخوارزم، حتّى بلغ عددهم في بغداد أكثر من عشرة آلاف جنديّ تركيّ، ويُشار إلى أنه قد تطلّع إلى بناء مدينة سامراء إثر الازدياد الكبير في عدد الجنود، وشيَّدها عام 221 للهجرة لتُصبح عاصمةً لدولته.
يشير التاريخ العباسيّ إلى أنّ المعتصم بالله تمكّن من إكمال ما بدأه الخليفة المأمون في إخماد الثورات الداخليّة والفتن التي صَعُبَت عليه؛ حيث تكلّلت جهوده بالنجاح في القضاء على ثورة الهنود الزُط التي كانت تُهدّد كافة أنحاء البلاد وخاصّةً في جنوب العراق، ومن ثمّ أمرهم بالجلاء إلى الأناضول، بالإضافة إلى القضاء على ثورة بابك الخرمي، وثورة محمّد بن القاسم وغيرهم.
يَحمِل المعتصم بالله لقب الخليفة المثمن؛ نظراً للدور المهمّ الذي لعبه الرّقم ثمانية في حياته، وتمثّل ذلك بوصفه الخليفة العباسي الثّامن، وتوليه الحكم لمدة ثماني سنوات وثمانية أشهر، بالإضافة إلى قيامه بثمانية فتوحات عسكرية؛ وولد في عام 108 للهجرة، وتوفّي عن عمر يناهز 48 عاماً تاركاً وراءه ثمانية أولاد وثماني بنات، وكان ذلك في الثامن من شهر ربيع الأول من عام 277 للهجرة.