احاديث الفضل والذم

الصلاة ةالسلام علي سدنا محمد صلي الله عليه وسلم واكرثه محبه وفي قولنا ان الحمدىلله طيبا مباركا فيها والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلي الله عليه وسلام وعلي واله واصحبه وسلم تسليما كثيرا ومزيدا الي يوم الدين واما بعد من الحديث الذي قصها النبي صلي الله عليه وسلم الكثيره حديث الفضل والذم وندعو الله لنا واياكم بحسن الخاتمه
أحاديث آخر الزمان بين الفضل والذم

أحاديث آخر الزمان بين الفضل والذم

لم نقصد بطرح مثل هذا الموضوع التسلية بما يتشوف له كثيرٌ من الناس من أخبار المستقـبل، بل ولم نقصد أيضًا اجترار الكلام المكرر عن مستقبل الأمة، أو تجرع الغصص المتكررة عن آلامها وأحزانها، لكن قصدنا من طرحه أمور، منها:

1) أن نتعرف جميعًا على حال الأمة في زمانٍ نعيش كثيرًا من تفاصيله بما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، من خـلال التنبـه لما ذكره عليه الصلاة والسلام من صفات، وسرده من حوادث، وما علق عليه من أحكام.

2) أن نجتهد في وضع وسطية بين طرفين؛ طرف سيئ الظن يجعل من أحاديث ذم الزمان عكازًا يتسلق به إلى تبرير موقفه السلبي من عدم العمل للدين أو لنصرته، وطرف آخر مغرور بواقع الحال يحمل أحاديث فضل آخر الزمان على حال المداهنة الذي أقنع نفسه الدنيئة به، وجهد المقـل الذي يتمنن به ! وكلا قصد طرفي الأمور ذميم.

3) لتستبين سبيل المجرمين، وتتضح مسالكهم، ويبين منهاج المؤمنين، وتعرف حقيـقتهم، والله المستعان.

1- تكالب الناس على الدنـيا

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا، إمامهم الدنيا (في رواية أمانيهم الدنيا، وفي أخرى: ذكرهم الدنيا وحب الدنيا)، فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة، سلسلة الأحاديث الصحيحة/ المجلد الثالث/ 1163، وحسنه في إصلاح المساجد.

ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا: “ليأتين على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم، حب الدنيا، سنتهم سنة الأعراب، ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان، يرون الجهاد ضررا، والزكاة مغرما”. سلسلة الأحاديث الصحيحة/ المجلد السابع 2/ 3357.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام”، رواه البخاري، صحيح الجامع الصغير، المجلد الثاني، 5344.

ويقول عليه الصلاة السلام أيضًا: “إن بين يدي الساعة: تسليم الخاصة، وفشو التجارة؛ حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القـلم”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الثاني، 647.

• ويظهر جليًا: أن تكالب الناس على الدنيا، وانفـتاح الدنيا على الناس الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم اتصف بأمور:

1) أن الدنيا تصبح غاية الإنسان وإمامه وأمنـيته؛ فلا يتخذها مطية للآخرة.

2) أنهم يزداد فيهم طول الأمل والتصابي، ويعمرون الدنيا، ويفرطون في الواجبات الشرعية، بل يستكرهونها، والعياذ بالله.

3) أن انفـتاحهم على الدنيا لم يضبط بضوابط الشرع، بل لا يبالون بحرمة الكسب من حله، أو يراعون حقـوقًا أخرى ومصالح غير التجارات، فبمثل هذه الأوصاف أو بعضها ذم حال الناس من هذه الجهـة.

• لكن جاء أن من فضائل آخر الزمان:

ما رواه أحمد في مسنده مسلم في صحيحه عن أبي سعيد وجابر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال، ولا يعده”، وفي رواية: قال:”يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيًا، ولا يعده عدًا”.

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا”.

بل، ويقـول صلى الله عليه وسلم: “ثم يلبث الناس بعده سنين سبعاً، ليس بين اثنين عداوة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، ورُدّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرّمانة، ويستظلون بقحفها، ويُبارك في الرِّسْل؛ حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفـئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، وتكون الفرس بالدريهمات”. وقال صلى الله عليه وسلم: “طوبى لعيش بعد المسيح، طوبى لعيش بعد المسيح، يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت، ولا تشاح، ولا تحاسد، ولا تباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة، وتقع الأمنة على الأرض؛ حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتـُـفـرُّ الوليدة الأسد فلا يضرّها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها”، صححه الألباني رحمه الله في قصة المسيح الدجال.

• فتـبين من هذا أن من فضائل آخر الزمان انفـتاح الدنيا على الناس، لكن وهم على الحق قائمون بأمر الله، فرخاء العيش وشدته ليست دليل على محبة الله أو بغضه؛ إلا أنه ينظر لحال الناس من جهة تمسكهم بما يحبه الله، وتركهم لما يبغضه سبحانه.

ولكن مع ذلك: ينبغي أن لا يفرح كثيرًا بذاك الزمان ونحمد الله على ما نحن فيه:

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجوع في وجوه أصحابه، فقال: “أبشروا؛ فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها”، قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذٍ خير؟ قال: “بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ”، صحيح الترغيب والترهيب، المجلد الثالث، 3308، (صحيح لغيره).

وقال عليه الصلاة والسلام: “تلقى الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة؛ فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا، رواه مسلم عن أبي هريرة.

• وينبغي علينا أن نكثر من الصدقات:

ففي الصحيحين من حديث حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته، فلا يجد من يقـبلها، يقول الرجل: لو جئت بها بالأمس لقبلتها، فأما اليوم فلا حاجة لي بها، وقال: ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه”، صححه الألباني في تخريج أحاديث مشكلة الفقر، 130.

2 سوء العمـال

في حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقـر، يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الرابع، 1893.

وعن أبي هريرة مرفوعًا: “يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فـسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة؛ فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم كاتبًا، ولا عريفـًا، ولا شرطيًا”، رواه الطبراني، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 2665.

وعن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال:”اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم”، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري.

وعند أحمد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: “أعاذك الله من إمارة السفهاء”، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: “أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي؛ فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني، ولست منهم، ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني، وأنا منهم، وسيردون على حوضي، يا كعب بن عجرة: الصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان، أو قال: برهان، يا كعب بن عجرة: الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها”، رواه أحمد، واللفظ له، والبزار، ورواتهما محتج بهم في الصحيح، وراجع صحيح الترغيب والترهيب 2/ 2242.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عند الإمام أحمد: “سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة”، قيل: وما الرويبضة؟ قال: “الرجل التافه؛ يتكلم في أمر العامة”، راجع سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1887.

فتـبين

1) أن ظلم الولاة والعـمال من فساد آخر الزمان، وأن الواجب على المسلم عدم إعانتهم على ظلمهم، أو تصديقهم على باطلهم؛ إن لم يستطع نصحهم، وإرشادهم للخير وترك الشر.

2) أن المسلم مأمور بالصبر على ما يصيبه، فلا ينزع يدًا من طاعة، ولا يخضع للباطل أو يتبعه، وعليه كذلك الإكثار من طاعة الله عز وجل، وعدم الاغترار بالدنيا.

3) أن وجه هذا الذم متجه لمن خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وسـنته.

• وقد جاء في فضائل آخر الزمان:

من حديث أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يأتي على أمتي زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر”، سلسلة الأحاديث الصحيحة/ المجلد الثاني 957.

فهذا والذي قبله يؤكدان أن على المسلم المعتصم بأمر الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت عليهما، ولو اتجهت الرئاسات والمناصب لأهل الباطل والظلم، ولمن أعانهم على ذلك، أو داهنهم فيه.

ولكن مع ذلك: ينبغي أن لا يفـهم هذا الأمر خطـأ:

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم”، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر، انظر صحيح الجامع الصغير 2/ 6651.

وهكـذا يحفظ لهم حقـهم في الطاعة والنصيحة وجمع الكلمة:

فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:”خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم”، قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: “لا؛ ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه؛ فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدًا من طاعة”، رواه مسلم

3- قلة العـلم ونقصـانه ورفعـه

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “إنكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤاله، كثير معطوه، العمل فيه خير من العلم، وسيأتي زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، العلم فيه خير من العمل”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد السابع، 1/ 3189.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج”، قيل: يا رسول الله، أية هو؟ قال: “القتل القتل”، أخرجه أبو داود في أول كتاب الفتن والملاحم، 4255.

ومن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عته قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن بين يدي الساعة الهرج”، قالوا: وما الهرج؟ قال: “القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه”، قالوا: ومعنا عقـولنا يومئذ؟ قال: “إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الرابع، 1682.

ومنه يظهر لك

1) أن نقصان العلم ورفعـه في آخر الزمان سببٌ لوقوع الفتن والقتل والقتال بين الناس؛ فما دام العلم في النـاس والعـلماء بينـهم فهم في عافية من الفتـن.

2) أن أهل العلم طائفة عرفت بالعلم والتعليم، والتفـقه في الوحيين، والعمل والدعوة بهما، وليسوا كل خطيب مفـوه أو واعظ أو قاص أو عابد عمل بغير علم..

وجاء من فضـائل آخر الزمان:

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، من ترك عشر ما يعرف فقد هوى، ويأتي من بعد زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد السادس، 1/ 2510.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا”، وقد تراجع الشيخ الألباني رحمه الله, عن تضعيفه وأخرجه في الصحيحة برقم ( 2510 ).

• فهذا دليـلٌ على خيرية العـلم في آخر الزمان، وأهمية الالتفاف على أهله، وعدم ترك طلبه بحجة ضعف العمل به، بل يجازي الله كل أهل زمان ٍ بحسب علمهم، وقدرتهم على العمل.

ولكن ينـبغي ألا نعـجب بهذا العـلم:

فعن أم الفضل أم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام ليلة بمكة من الليل، فقال: “اللهم هل بلغت ؟”، ثلاث مرات، فقام عمر بن الخطاب وكان أواهًا، فقال: اللهم نعم، وحرضت، وجهدت، ونصحت، فقال: “ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه، ولتخاضن البحار بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن يتعلمونه ويقرؤونه، ثم يقولون قد قرأنا وعلمنا، فمن ذا الذي هو خير منا؟ فهل في أولئك من خير؟”، قالوا: يا رسول الله، من أولئك؟ قال: “أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار”، رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى، راجع صحيح الترغيب والترهيب1/ 137.

بل لا بد من حسـن الخـلق في تلقي العلم، وفي تعليم الناس ودعوتهم:

ففي أثر ابن مسعود رضي الله عنه السابق قال: “…. اعلموا أن حسن الهدي – في آخر الزمان- خير من بعض العمل”، انظر صحيح الأدب المفرد/304.

4- انتـشار الشـر وأهـله

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كيف بكم وبزمان” أو “يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا”، وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: ” تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقـبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم”، قال أبو داود: هكذا روي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، أخرجه أبو داود في أول كتاب الملاحم/4342.

وقال عليه الصلاة والسلام: “سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، إذا ظهرت المعازف والقـينات، واستحلت الخمر”، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 3665.

• وفيما سبق بيان انتشار أهل الشر في آخر الزمان بحيث:

1) تبقى حثالة من الناس لا عهود لهم ولا أمانات، يختلفـون ويتنازعون.

2) وتنتشر المعاصي، وتظهر ويعلن عنها، بل قد يستحل بعضها، والعياذ بالله.

ولكن مع هذا كله، فقد جاء في فضائل آخر الزمان

ما تواتر من قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”، رواه مسلم وغير عن ثوبان.

وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا، يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة”، رواه أحمد وابن ماجه عن أبي عنبة الخولاني، وانظر صحيح الجامع الصغير برقم7962.

وعند ابن ماجه بسند صحيح عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من ورائكم زمان صبر، للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدًا منكم”، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 2234.

• فيتعين على كل مسلم أن يكون من الطائفة المنصورة التي تقـوم بأمر الله عند فساد الناس، فأجره عند الله عظيم، وطوبى للغرباء.

• ولكن لا ينبغي مع ذلك أن يتمنى الواحد منا البـلاء، بل يدعـو الله بدفعـه عنه، وعدم وقوعه فيه:

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، ما به حب لقاء الله عز وجل”، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 578.

5 تكالب أعـداء الله على أمة الإسلام، ومقاتلتهم لهذه الأمة

جاء في صحيح البخاري رحمه الله من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اعدد ستـًا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطـًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر؛ فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفـًا”.

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقـوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قومًا وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر”.

• فتجمع أهل الكفـر والشرك من يهود ونصارى وترك وعجم – كما جاءت به الأحاديث الصحيحة – مما يكون آخر الزمان.

• ولكن مما يسـتبشر المؤمن به، ما جاء أن من فضائل آخر الزمان

ألا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء؛ لا حجر، ولا شجر، ولا حائط، ولا دابة – إلا الغرقدة؛ فإنها من شجرهم لا تنطق- إلا قال يا عبد الله المسلم! هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله، والحديث أصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة.

وعن أبي هريرة أيضًا في ملاحم المسلمين مع الروم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية…”، رواه مسلم

ولكن ننـبه هنا أنه يجب

ألا تفسـر بعض الحـوادث والنكبات التي تقـع في هذا الزمان، أو بعض الفتوحات الجزئية على مثل هذه الأحـاديث، لأن تنزيلها على الوقائع من باب الرجم بالغيب، ويؤدي إلى إضعاف إيمان الأمـة بمصداقية مثل هذه الأحاديث؛ بالتشكك فيها أو بتشـوه صورتها عند عامة الناس، وينبغي أيضًا أن لا نعتمد على بعض المنامات أو التخمينات في تفسيرها، وألا يعبث بعقـول الأمة وإيمانها من أجل دراهم معدودة تكسب من مثل هذه الروايات التي تستغلها بعض الجهـات لترويج منتجاتها

6 كثرة الفـتن: فتن الشـبهات

عن سويد بن غـفلة قال رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلىّ من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن حدثتكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب، والحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقـتلوهم؛ فإن لمن قتلهم أجرا يوم القيامة”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1124.

وقال أيضًا: “أُخر الكلام في القـدر لشرار أمتي في آخر الزمان”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1127.

وقال عليه الصلاة والسلام: “إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثا: إيمانا بالنجوم، وتكذيبًا بالقـدر، وحيف السلطان”، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1539.

وعند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: “يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم، ولا يفـتنونكم”.

• فاتضح أن كثيرًا من أهل هذه الأمـة في آخر الزمان تفـسد عقائدهم، ويخوضوا في المتشابهات في أبواب الأسماء والصفات، والقـدر، والإيمان، وألوهية الله وربوبيته سبحانه، فينبغي على المسلم أن يتعلم عقـيدته، وأن يقوم على الجزم في معتقده؛ لئلا تفسده فتن آخر الزمان.

ومما جاء من فضائل آخر الزمان:

“إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”، رواه أبو داود والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 1874.

وعند أبي داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة أيضًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله”، وعند أحمد والترمذي من حديث أنس:”مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره”، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 5854.

• فلا يزال الله يبعث أئمة هذا الدين، يجـددون ما اندرس من تعاليمه، ويوضحون للناس ما خفي عليهم من فرائضه، ولا يزال الخير باق ٍفي شباب الأمة، يتجهون إلى رياضه، وينهلون من مشاربه، يتمنى أحدهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم لو ضحى بماله وأهله، جعلنا الله وإياكم منهم، ولعل في هذا القـدر كفاية، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالح

احاديث الفضل والذم

احاديث كثيره روها لنا نبي الله عليه افضل الصلاة والسلام للبعد عن النميمه والذم والابغضاء ولكي نكون الفضل الناس علي وجه الارضي وانا نلتمس من الخلاق نبينا محمد صلي الله عليه وسلم واتمن انقل لكم بعضا منها من احد المواقع الاسلاميه هنا لتعم الفائدة على الجميع اسال الله لم كتبها الاجر والثواب بكل حرف نقرأه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top