ثمن رئيس الهلال الأحمر الأردنى الدكتور محمد الحديد دور الهلال الأحمر المصرى خلال الأزمة الراهنة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الهلال الأحمر المصرى نجح في مواجهة العديد من التحديات الكبيرة لإدخال المساعدات إلى غزة منذ اليوم الأول للحرب.
وقال الحديد فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الهلال الأحمر المصري بذل جهودًا كبيرة منذ بداية الحرب لإنفاذ المساعدات لأهالي غزة رغم التحديات التي يضعها الاحتلال.
وأضاف أن هذا الدور الإنساني للهلال الأحمر المصري هو أمر طبيعي من هذه المؤسسة التاريخية صاحبة اليد البيضاء بالعديد من الكوارث العربية والعالمية”.
وأوضح أن الجانب المصري عمل ومازال يعمل على إنفاذ المزيد من المساعدات إلى القطاع في ظل الأوضاع الصعبة والظروف غير الإنسانية التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، مشيرًا إلى أن هذا الجهد الإنساني سيحكي عنه التاريخ.
ووصف العلاقة بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الأردني بالتاريخية والقوية والوطيدة التي تعمل في إطار العمل الإنساني العالمي، مؤكدًا أن التعاون والتنسيق بين الجانبين ظهر واضحًا في تلك الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وتابع أن كل من الهلال الأحمر المصري والأردني يعملان منذ بداية العلاقات في إطار فريق واحد لما فيه مصلحة الأمة العربية، حيث إن الهلال الأحمر المصري تحمل أعباءً كثيرة، كما أن هناك ضغطًا شديدًا عليه في ظل تدهور الأوضاع في غزة وتعنت سلطات الاحتلال.
ولفت إلى أنه في ظل هذه الأعباء والتحديات والضغوط التي يعاني منها الهلال الأحمر المصري لإدخال المساعدات إلى غزة، يعمل الجانب الأردني على التخفيف من حدة هذه الأعباء عبر فتح منافذ أخرى لإدخال المساعدات عبر معابر الأردن مع الاحتلال ومن ثم إلى غزة.
وحول مجالات التعاون بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الأردني، قال الدكتور محمد الحديد إن الجانب الأردني طلب من نظيره المصري أن يرسل خبيرًا في ترويج وعمل الإسعافات الأولية وكيفية العمل في هذا القطاع، وبالفعل جاء إلى الأردن خبير من الهلال الأحمر المصري وقام بتدريب الجانب الأردني في هذا الشأن.
وأشار إلى أن الهلال الأحمر المصري لديه خبرة كبيرة في هذا الشأن خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع مثل هذه الظروف وهو حرب غزة، مؤكدًا أن الجانب الأردني استفاد من هذه الخبرة.
وأعرب عن شكره وتقديره لكافة أعضاء الهلال الأحمر المصري على ما يقدمونه من عمل وصفه بالجبار في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وخصوصًا فيما يتعلق بنقل المصابين عبر منفذ رفح البري.
وحول مدى انسجام الموقف المصري والأردني بشأن الحرب على غزة، قال إن الموقف المصري الأردني الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية أفشل المخطط والفكرة المجنونة التي يعمل الاحتلال على تنفيذها منذ اليوم الأول للحرب.
وأضاف أن موقف القاهرة وعمان أوضح للعالم أن هناك غرضًا آخر لدى الاحتلال من هذه الحرب وهو تفريغ القضية الفلسطينية، حيث إن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الرافض لفكرة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية أنقذ القضية من التفريغ، مشيرًا إلى أن موقف القيادتين المصرية والأردنية خلق رأي عام دوليا رافضا للتهجير وضياع القضية الفلسطينية.
وحول دور الهلال الأحمر الأردني في هذا الوقت العصيب من الحرب على قطاع غزة، أكد رئيس الهلال الأحمر الأردني أننا نقدم كل ما لدينا من إمكانيات وتجهيزات لتقديم العون لأهالي غزة في تلك الحرب اللإنسانية من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن توجيهات الملك عبدالله الثاني الحازمة لتقديم يد العون وتسخير كافة الإمكانيات؛ لإنفاذ المساعدات للأشقاء في قطاع غزة وكذلك الضفة، منوهًا بأن الإنسانية تحتضر بعد وأد القانون الدولي الإنساني خلال تلك الحرب التي تشنها قوات الاحتلال.
ولفت إلى العديد من الانتهاكات الواقعة على المدنيين العزل والمحميين بموجب القانون الدولي الإنساني في غزة، بالإضافة إلى المستشفيات والمؤسسات الإغاثية العالمية التي خرجت عن الخدمة وتضررت جراء ما يقوم به الاحتلال.
وأكد ضرورة توفير الحماية للمدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن والطواقم الطبية؛ لتسهيل تقديم الرعاية الصحية لمحتاجيها، لافتًا إلى أن الهلال الأحمر الأردني وكافة المؤسسات الإغاثية الأردنية ومؤسسات الدولة مستمرة في تقديم الدعم الإنساني والمعنوي وإنفاذ المساعدات رغم آلة الحرب المستمرة من قبل الاحتلال.