الاتقان في العمل ان الاتقان في العمل من العناصر المفقوده في اغلب الدول العربيه وهي من اهم العناصر التي تؤثر علي العامل وجهه العمل لان العامل يفقد البركه من الحياه وهي من اهم الاشياء في الحياه وجهه العمل تخسر راس المال لانها تدفع الاجر بدون حق للعامل .
الإتقان والإحسان في العمل
أتقن عملك لأنه أمر الله ورسوله؛ قال تعالى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، والإحسان: هو الإتقان والإحكام، وقال صلى الله عليه وسلم: (وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحة)؛ (رواه مسلم).
وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال: شهدت مع أبي جنازة شهِدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام أعقل وأفهم، فانتُهِي بالجنازة إلى القبر، ولم يُمكَّن لها، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سوُّوا لَحْدَ هذا)؛ حتى ظن الناس أنه سُنة، فالتفت إليهم، فقال: (أما إن هذا لا ينفع الميت ولا يضره، ولكن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه)؛ (أخرجه البيهقي في الشُّعب، وانظر الصحيحة).
فالمسلم مطالب بالإتقان في أعماله التعبدية والمعاشية؛ إحكامًا وإكمالًا، تجويدًا وإحسانًا؛ قال أحد السلف: “لا يكن همُّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه، فإن أحدكم قد يُصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه” [1].
ولأن الإتقان هو معيار التميز بين المجتهد والمقصر، فكل الناس يؤدون أعمالهم، ولكن الفارق بينهم يكون في درجة إتقانهم لأعمالهم.
ولأن العبرة ليست في أداء العمل فقط، ولكن في الصفة التي أُدِّي بها العمل.
كيف يجاهد الإنسان نفسه على إتقان العمل؟
إن مما يعين العبد على إتقان العمل أن يستشعر رؤية الله تعالى لعمله؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].
كما أن الإخلاص لله تعالى سرٌّ بديع من أسرار الإتقان، وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل عن الإحسان، فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)؛ (رواه مسلم).
فإذا كان الإنسان لا يتقن إلا إذا كان رئيسه في العمل فوق رأسه، فقد مات الضمير ودفن الإخلاص!
إتقان العمل
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب العامل في الميدان تأمل معي أرشدني الله وإياك للصواب هذا الحديث العظيم الذي رواه البيهقي : ( أما إن هذا لا ينفع الميت ولا يضره ، ولكن الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن ) وفي لفظ: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه ) رواه البيهقي في السُّنن، وقال الألباني: حسَن في صحيح الجامع الصغير.
انظروا لهذا التوجيه النبوي الكريم بإتقان العمل حتى في تسوية القبر الذي لا ينفع الميت بشيء، ولكنه التوجيه التربوي الذي لا بد أن نجعله نصب أعيننا في كل عملٍ نقوم أو نُكلف به .
فشريعتنا الإسلامية حثتنا على التمييز والإتقان في العمل وأمرتنا بالبعد عن الإهمال والتقصير، وأن عملنا معروض على الخالقِ سُبحانه وتقدس: (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )).
قال ابن كثير وغيره: قال مجاهد: هذا وعيد – يعني من الله تعالى – للمخالفين أوامره، بأن أعمالهم ستعرض عليه، وعلى الرسول والمؤمنين، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة، وقد يظهر ذلك للناس في الدنيا، والرؤية هنا شاملة للعلمية والبصرية.
فعلينا أن نُراقب الله في أعمالنا وفي كل شؤوننا وفي حال التزامنا بعمل يجب علينا القيام به على أكمل وجه يُحبه الله ويُحبه خلقه، وأن لا نُدخل على عملنا – عملاً – آخر قبل إتمام عملنا الحالي إلا بعد إتمامه أو لا يكون مُعارضاً له.
تعارض الأعمال وازدواجيتها مآلها للسقوط والفشل ولا ينال من ذلك إلا التعب البدني .
ولا يخفى على الجميع أن العمل بلا إتقان لا ينفع صاحبه ولا يُنتفع به وهو مردود على صاحبه.
ولنا في حديث المسيء صلاته نموذج ( ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ ) .
الخُلاصة : الإتقان سمةٌ إسلامية وكوننا مسلمون فنحن مُطالبون بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو حياتي (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الأنعام:162].
أتقن عملاً واحداً تتميز به أفضل من قيامك بأعمال عدة ظاهرة للجميع قد تُصنفك في عِداد الفاشلين.
اتقان العمل سلوك المسلم الحق وسبيله إلى رضا الله
يؤدي الإتقان إلى الإخلاص في العمل لارتباطه بالمراقبة الداخلية، والتي تجرد العمل من مظاهر النفاق والرياء تعد قيمة «إتقان العمل» من أهم القيم التي أولتها الشريعة الإسلامية عناية فائقة لدرجة أنها لم تجعله أمراً دنيوياً تبتغي منه منفعة عاجلة فحسب، وإنما جعلته أيضاً أمراً تعبدياً يتقرب به المسلم إلى الله تعالى.
يقول د.عبد الفتاح إدريس – أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: جعل الإسلام قيمة «إتقان العمل» فرض كفاية، فإذا ما قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يقم به أحد يأثم الجميع، ومن ثم يجب أن يكون بين أفراد الأمة الصانع والمنتج والفني والعامل المتخصص في مختلف المجالات، خاصة وأن غالبية المنتجات التي تحتاج إليها المجتمعات الإسلامية تصنعها أيد غير إسلامية، مما يجعل أمتنا عالة على غيرها، وهذا يؤخذ على أفراد هذه الأمة لتقاعسهم عن أداء ما أوجبه الله تعالى.
ويشير إلى أن الله تعالى أمرنا بالإتقان ديناً ودنيا، وأمرنا بالعلم على أعلى المستويات لتحقيق نتائج مرضية، ولتحقيق المصلحة العامة والخاصة لأفراد المجتمع الإسلامي، وهو ما أكده الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – عندما قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». والإتقان من الصفات التي وصف الله بها نفسه، وأمرنا الله أن نتقن عملنا لأنه سيعرض عليه ويجب أن يكون العمل على الصورة التي نحب أن يراها ربنا ورسوله.
كما أن الإتقان هو الدرجة الأولى من درجتي الإحسان، وهو المعنى المشار إليه في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك»، كما يؤدي الإتقان إلى الإخلاص في العمل لارتباطه بالمراقبة الداخلية، والتي تجرد العمل من مظاهر النفاق والرياء، فكثير من الناس يتقن عمله ويجوّده إن كان مراقباً من رئيس له، أو قصد به تحقيق غايات له، أو سعى إلى السمعة والشهرة لأنه يفتقد المراقبة الداخلية التي تجعله يؤدي عمله بإتقان.
ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه، ترك كلمة «عملاً» من دون تعريف ولا تحديد لنوع العمل، إيحاء بأن الله تعالى يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، حتى يحسن القيام بمهنته وعباداته ومعاملاته، وهذا ما تؤكده الأحاديث النبوية الأخرى مثل قوله – صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته». خير العمل والكثير من المسلمين يهملون الوصية بإتقان العمل، مستهينين بمعناها وأثرها في رقي المجتمع وسعادته، حجتهم في ذلك الربط بين إتقان العمل والمقابل المادي، ويجب أن يعي الجميع أن غياب الإتقان والإحسان في العمل يؤثر على هؤلاء الأشخاص أنفسهم قبل غيرهم، فكم كان إتقان العمل سببا في ارتقاء الموظف في وظيفته، أو إكساب الطبيب أو المعلم سمعة طيبة بين الناس، الأمر الذي يعود عليهم بالمنفعة في الدنيا والأخرة، وفي المقابل كان غياب الإتقان سبباً في إكساب الكثيرين السمعة السيئة.
والحضارة الإسلامية قامت في الماضي على التسابق والمنافسة بين الأعمال وإتقانها في أجمل صورة بعد أن تخلق المسلمون الأوائل بأخلاق الإسلام الحنيف الذي حث على الإتقان في كل عمل يقوم به المسلم، سواء كان عملاً بسيطاً أو كبيراً.
والعمل في الدنيا أساس عمارتها، وعنوان حضارتها، والعمل المتقن ضمان للشرف والكرامة، وحماية من المذلة والمهانة، والسبيل إلى النجاح، وبالعمل المتقن نستخرج كنوز الأرض وخيراتها، وينال الإنسان حاجته من الطعام والشراب والكساء، وأكثر ما أساء إلى المسلمين تركهم إتقان العمل، مما أتاح الفرصة لغيرهم لأن يتقدموا الصفوف حتى أصبح المسلمون مستوردين من كل بلاد الدنيا إلا من بلاد الإسلام ومستهلكين غير منتجين.
الخاتمه
نتمني بعد هذا المقال ان نعمل بالاتقان وان ينال موقعنا لحظات علي اعجابكم .