الانشغال بعيوب النفس ، نلاحظ ان الكثير من الناس ينشغلون بعيوب غيرهم ولا ينشغلون بعيوب انفسهم ،فالشخص الذى يركز مع عيوب غيره ويترك عيوبه هو انسان ليس لديه ثقه فى نفسه فدائما ينتقد عيوب الناس وينسى عيوبه ،فحاولة ان تركزو فى عيوبكم وتحاولو ان تصلحوها لتعيشو سعداء مع من حولكم ،فدائما الانسان الذى يرى عيوب غيره يرى دائما انه على صواب وكل من حوله خطا ،ففى هذه المقاله نوضح عيوب النفس وطريقه حل هذه المشكله.
النهى عن الانشغال بعيوب الناس
لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ)رواه مسلم .
قال النووي رحمه الله”:اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الذَّمّ إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ قَالَهُ عَلَى سَبِيل الْإِزْرَاء عَلَى النَّاس , وَاحْتِقَارهمْ , وَتَفْضِيل نَفْسه عَلَيْهِمْ , وَتَقْبِيح أَحْوَالهمْ .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ لَا يَزَال الرَّجُل يَعِيب النَّاس , وَيَذْكُر مَسَاوِيَهُمْ , وَيَقُول : فَسَدَ النَّاس , وَهَلَكُوا , وَنَحْو ذَلِكَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ أَيْ أَسْوَأ حَالًا مِنْهُمْ بِمَا يَلْحَقهُ مِنْ الْإِثْم فِي عَيْبهمْ , وَالْوَقِيعَة فِيهِمْ , وَرُبَّمَا أَدَّاهُ ذَلِكَ إِلَى الْعُجْب بِنَفْسِهِ , وَرُؤْيَته أَنَّهُ خَيْر مِنْهُمْ” انتهى.
وقال ابن عبد البر رحمه الله :هذا معناه عند أهل العلم أن يقولها الرجل احتقارا للناس وإزراء عليهم وإعجابا بنفسه ، وأما إذا قال ذلك تأسفا وتحزنا وخوفا عليهم لقبح ما يرى من أعمالهم فليس ممن عني بهذا الحديث ، والفرق بين الأمرين : أن يكون في الوجه الأول راضيا عن نفسه معجبا بها حاسدا لمن فوقه محتقرا لمن دونه ، ويكون في الوجه الثاني ماقتا لنفسه موبخا لها غير راض عنها ”
لماذا لا نرى إلا الأخطاء
فالإنسان –لنقصه وحب نفسه – يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه، فيدركه مع خفائه ، فيعمى به عن عيبٍ في نفسه ظاهر، ولو أنه انشغل بعيب نفسه عن التفرغ لتتبع عيوب الناس، لكف عن أعراض الناس وسد الباب إلى الغيبة.
وكثيرا ما ننتبه للأعمال السيئة ونغفل عن الأعمال الحسنة التي قد تكون أكثر بكثير من السيئة وما انتبهنا!!
يقول سعيد بن المسيب : ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا فيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، ولا تذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم.
ويقول الإمام أبو حاتم بن حبان:الواجبُ على العاقل لزومُ السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، ومع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره، أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه. وإن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه“.
التفكير بخواطر سيئة وخبيثة والاسترسال فيها
يجب التذكّر بأنّ السماح للعقل بالإكثار من التفكير بأمور سيئة سيبعد المسلم عن درب الصواب والهداية، وسيؤدي في النهاية إلى تحوّلها لأفعال على الواقع، وإن لم يشغل العبد عقله وفكره بالحقّ سيشغلانه بالباطل، والواجب التعوذ من الشيطان كلّما خطر على بالة فكرة سيئة ومحاولة الانشغال بأمر نافع.
الشعور الدائم بالنقص
فالحديث عن أخطاء الآخرين، والإسراف في ذكرها، ولوك اللسان بها ، يدل على مرض عضال في النفس وهو الشعور الدائم بالنقص ؛ فيبحث عن الأخطاء، كأنها هواية عنده؛ فهو يفرح بها إذا وجدها ويضخمها إذا عرضها، وهو يذكر دائمًا الخطأ، ولا يذكر أبدًا الصواب، ولذا تبرز شخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية، فإذا عُرف بأنه مشغول بتضخيم عيوب الآخرين والطعن في الناس، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه وحقارتها وأن حجم نفسه صغير؛ لأنه يعتقد أنه لن يعلو قدره إلا على أنقاض الآخرين، فدائماً يحاول أن يحطم الآخرين، ويكثر نقدهم ويذكر عيوبهم، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه وثقته بنفسه ضعيفة، وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير وحقير، فلذلك يشتغل بعيوب الآخرين.
لا تنشغل بعيوب الاخرين فانشغل بعيوبك فقط ، للمزيد من الظواهر الاجتماعيه وجميع اقسام موقع لحظات تابعونا تجدو كل ما هو جديد ومميز.