منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى ادم عليه السلام وما حصل من رفض أبليس عليه لعنة الله للسجود له والاستجابة لأمر الله تعالى بحجة أنه أعظم خلقا منه منذ ذلك الحين والشيطان آخذ عهدا على نفسه أن يضل بني ادم ويبعدهم عن طريق ربهم المستقيم بتزيين الفاحشة والضلال لهم وتشجيعهم على ارتكاب الفواحش والمعاصي وهذا ما نتحدث عنة في هذة المقالة عن وساوس الشيطان وكيفية التخلص منها .
كيف نستطيع التخلص من وساوس الشيطان
علينا الإستعاذة من الشيطان الرجيم دائماً ، كما جاء في قوله عزوجل : ” و إما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم “.
قراءة المعوذتين دائماً ( سورة الفلق و سورة الناس ) ، فهي تخلصنا من الجن ، و تحمينا من عين الناس. قراءة آية الكرسي ، فمن قرأها حين يصبح ينزل عليه من الله حافظ فلا يقربه الشيطان حتى يمسي ، و كذلك من قرأها حين يمسي ينزل عليه حافظ من الله ، فلا يقربه الشيطان حتى يصبح.
علينا دائماً بقراءة سورة البقرة ، فالبيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان ، فقد قال عليه الصلاة و السلام : ” لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإنّ الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة “.
علينا بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، فقد قال – صلى الله عليه و سلم – : ” من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ” .
علينا دائما بقول : ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيءٍ قدير” مئة مرة يومياً ، فهي تكون لنا حرزاً من الشيطان ، فلا يقربنا.
علينا دائماً بذكر الله عزوجل ، فليس هنالك من سبيل يحرّرنا من الشيطان إلا ذكرُ الله عزوجل .
الإبتعاد عن الفضول الذي قد ينتابنا تجاه حياة الآخرين .
علينا دائماً قراءة القرآن الكريم ، فهو تحصيننا من الشيطان الرجيم، كما في قوله عزوجل : ” وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً “.
الشيطان عدو الانسان
يمكن تلخيص علاقة الشيطان بالإنسان بقول الله تعالى: (قالَ فَبِما أَغوَيتَني لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ)،
فهذه الآية الكريمة تخبر عن الوظيفة الحقيقيّة للشيطان، وهي إضلال البشر عن طاعة الله تعالى، وهدفه أن يدخلوا معه نار جهنّم، فالشيطان مُلازم لهم، ولا يتركهم بأيّ حالٍ من الأحوال، ولذلك فهو في عراكٍ دائمٍ معهم، سواءً أحسّوا بذلك أم لم يُحسّوا، وكلّ طاعة يؤدّيها العباد هي غلبةٌ لهم على الشيطان.
وعلى الرّغم من هذا العداء المستطير الذي يتَمَلّكُ الشيطان، إلّا أنّ الله -تعالى- لم يمنحه القدرة على غلبة الإنسان، وجعل كيده ضعيفاً؛ لأنّ الله -سبحانه وتعالى- أمدّ الإنسان بكلّ وسائل الفوز في معركته مع الشيطان الرجيم
فقد أخبرنا القرآن الكريم عن عداوته لبني آدم؛ للحذر من كيده واتّخاذه عدوّاً، قال الله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)،
وأكرم الله -سبحانه- عباده بنصرهم على كيده؛ فقال: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)،
وبيّن الأنبياءُ والرّسلُ لأقوامهم أنّ أسلوب الشيطان بالوسوسة يكون بشكلٍ غير مباشرٍ، وبطُرقٍ ملتويةٍ، فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالاً طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)،
وإنّ غاية ما يمكن للشيطان فعله بالإنسان هو الوسوسة والدّعوة للباطل، والتّبرّؤ يوم القيامة من كلّ من اتّبع دعوته إلى الضلال من بني البشر
كيفية التخلص من وسوسة الشيطان في الصلاة
اختلاس الشيطان من صلاة المصلّي هو الوسوسة التي يكاد لا يسلم منها أحد، وقد دلّ الشرع الحكيم على الوسائل الناجحة للتّخلص منها، وبيّن ما يُعين على السلامة منها، وتحقيق الخشوع في الصّلاة، ومن ذلك ما يأتي:
مُجاهَدة النّفس في دفع الوسوسة، والاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم، ثمّ التّفل على جهة اليسار، وتعويد النّفس على عدم الانسياق لتلك الوساوس، وقد اشتكى أحد الصّحابة -رضي الله عنهم- للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّ الشيطان حال بينه وبين صلاته، حتّى ما عاد يعرف ما قرأ فيها؛
فأرشده الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقال له: (ذاك شيطانٌ يُقالُ له خَنزَبٌ، فإذا أحسستَه فتعوَّذْ بالله منه، واتفُل على يسارِك ثلاثاً).
الاحتماء بالله عزّ وجلّ، والدُّعاء والتضرّع له بأن يمنع عنه تلك الوساوس، مع ضرورة استحضار معاني الآيات التي تُقرَأ في الصّلاة، فإنّ في تدبّر ما يُقرَأ في الصّلاة، أو ما يُسمَع من الإمام حفظ للقلب من حظّ الشيطان، قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
استذكار معنى الوقوف بين يدي الله -سبحانه وتعالى- وجلاله، وأنّه مُطَّلِع على صلاة عبده.
حرص المسلم قبل الشروع بالصّلاة أن يخلّص نفسه من كلّ العلائق، والشواغل، والحاجات التي يُمكن أن تشغل باله وذهنه في الصّلاة، أو يكثُر تردّدها في خاطره؛ فإنّ قطْعَ السبيل عنها أصلٌ في دفع الوسوسة، وأدعى لحضور الذّهن، وامتلاك الفكر، وتمكّن الخشوع في صلاة العبد.
ضرورة انتباه المصلّي على لذّة مناجاة الله تعالى، ومتعة الوقوف بين يديه، التي لا تتحصّل إلا بأداء الصّلاة بخشوعها والخضوع فيها، وقد أثنى المولى -سبحانه- على من كانت تلك صفتهم فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).
الإكثار من تلاوة سورة البقرة في المنزل، وتعويد اللسان على ترديد سورتَي الفلق والنّاس، وآية الكرسي، والأذكار التي تعصم من وسوسة الشيطان؛ فإنّ في ذلك حصانةً للمسلم من تمكّن الشيطان من صلاة العبد، مع التأكيد على الاحتراس من دخول اليأس إلى قلب العبد، وقنوطه من رحمه الله تعالى.
إكثار العبد من الاستغفار؛ فلعلّ سيطرة الشيطان على صلاة العبد بسبب الذنوب التي تحتاج إلى تجديد التوبة، والإنابة إلى الله تعالى.
كيف يوسوس الشيطان للانسان
تزيين الخطيئة والمعصية:
يزيّن الشيطان التبرّج ومهرجانات الاختلاط بأنّه ثقافة وفن، كما يزين الخمر بأنّها مشروبات روحيّة منعشة، ويزين الصحبة والرفقة السيّئة بالحداثة والتطوّر، والاجتماع.
تبرير الخطيئة والمعصية:
يبرر للشاب النظر إلى الفتيات وصولاً به إلى الوقوع في الزنا بأنّه أعزب، ويزين للإنسان التعامل بالربا؛ كالقروض البنكيّة بأنّه فقير أو محتاج، كما برر لأبينا آدم وأمّنا حواء أكلهما الشجرة بأنّ الله ما نهاهما عنها إلا لكي لا يكونا ملكين، ويزيّن للشباب الاسترسال في العلاقات المفتوحة بين الجنسين عبر وسائل التواصل بأنّها ثقافة وحداثة وتطوّر.
تشويه العقيدة يشوه الشيطان عقيدة الإنسان:
وذلك بإفسادها وتمييعها، ومتى ضُرب الإنسان في عقيدته فسد كلّ سلوكه.
تعظيم العادات والتقاليد دون تمييز يضفي الشيطان قداسة على العادات السيئة والتقاليد المنحرفة، كأحقيّة الشاب في الزواج من ابنة عمه، وعدم الاكتراث والاهتمام بالدين والخلق، وعدم الاهتمام بالتوجيه النبوي في تغريب النكاح.
إفساد مقاييس الحكم على الأشياء يجعل الشيطان المادة والثروة والجاه والحسب والنسب، هي المعايير التي يوزن بها الأشخاص، وتقييمها على معايير الدين والخلق الحسن.
تعظيم الصغائر وتحقير وتبسيط الكبائر يأتي الشيطان إلى العبّاد والزهاد، فيعظم عندهم بعض الأمور؛ كالتقصير في بعض السنن ، أو يُبسّط من شأن بعض الأمور، كالغيبة والنميمة، بحجّة أنّ الله غفور رحيم، فيشعل الخلاف والشجار بين النّاس بناء على ذلك.
إثارة مسائل الخلاف من الأمثلة على المسائل الخلافية الخلاف المتعلق باختلاف المطالع أو وحدتها، وتعلّق ذلك بثبوت شهر الصيام وانتهائه، أو التحريش بين الدعاة حول سبل ووسائل الدعوة والتغيير.
تشجيع البدع والخرافات من البدع والخرافات المنهي عنها في الدين زيارة قبور الأولياء والتبرّك بها، وبعض أنماط عبادات المتصوّفة، والانقطاع عن الأهل بحجّة الدعوة إلى الله.
تقليل شأن السنن والاستهانة بها يوسوس الشيطان للعبد بأنه ليس من الضروري أداء السنن لأنه غير ملزم بها.
لكل ما هو جديد ومفيد زورو موقع لحظات .