مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم بعض المعلومات التي يمكن أن تبحثوا عنها , واليوم نقدم لكم بعض المعلومات عن الحي الشعبي , كثيراً ما نسمع كلمة الحي الشعبي أو نشاهد فيلماً وثائقياً، أو تقريراً مصوراً يتحدث عن الحياة في هذا الحي، أو نستمع إلى أحدهم حين يقول: (أقطن في الحي الشعبي، ولا أتصور نفسي قادراً على العيش في مكانٍ آخر)، وفي معظم مدن العالم ومنها المدن العربية الكبيرة توجد الأحياء الشعبية، ففي مصر وتحديداً في مدينة القاهرة يوجد خان الخليلي؛ أحد أحياء القاهرة القديمة الذي كان محطةً للعديد من أدباء مصر وأهمهم الكاتب المعروف نجيب محفوظ الذي ألّف إحدى رواياته التي تدور أحداثها في الحيّ وتحمل اسم (خان الخليلي)، وتمّ تحويلها إلى فيلمٍ سينمائيّ، وفي سوريا يُعتبر حي الأمين أحد الأحياء الشعبية، وسُمي بذلك نسبة إلى محسن الأمين العاملي الذي جاء إلى الحي قديماً، وسكن فيه، وفي تونس يُعتبر حي التضامن الواقع غرب العاصمة تونس، أكبر الأحياء الشعبية وأعلاها كثافةً سكانية ليس في تونس وحدها وإنذما في قارّة أفريقيا، وفي هذا المقال سنذكر مفهوم الحي الشعبيّ، وأهمّ ميزاته.
مفهوم الحي الشعبي
الحي الشعبي في مصر هو الحي التقليدي، من حيث الدروب والحواري، والطراز المعماري، وتعاملات السكان.
وهذا النوع من الأحياء يتميز عن الحي العشوائي والمناطق الحديثة في كل ما ورد، الطرق والطراز والسكان.
والأحياء الشعبية تشكلت فيها أهم صفحات التراث المصري الحديث، فعاش فيها أدباء كنجيب محفوظ وكان يعيش فيها الساسة والحكام حتى عهود قريبة، فكان المماليك يعيشون في وسط الناس الغني بجوار الفقير.
مميزات الحي الشعبي
كثافةٌ سكانيةٌ عالية؛ رغم قلّة مساحته المخصّصة للبناء، والتوسّع العمرانيّ، ويرتفع العدد السكانيّ فيه، وغالباً ما يجذب الوافدين إليه بساطة العيش، والشعور بالراحة في التعامل مع الجيران، بعيداً عن العلاقات المعقدة والفردية التي يتميز بها أهل المدينة والمناطق الحضريّة، أمذا بالنسبة للطرقات فتزدحم طيلة ساعات اليوم بالسكان، والباعة، والمشترين، وفي ساعات المساء يحلو لسكان الحي الشعبي من الرجال الجلوس على المقاهي، وتناول القهوة، وشرب الشيشة، والاستماع إلى أغاني الزمن الجميل.
تكافل الناس، وتعاضدهم؛ وغالباً ما تجمعهم المحبة، ولا تأخذ الفوارق الطبقية بينهم مكاناً، ويمارسون العديد من الأعمال بشكلٍ جماعيّ كحضور المباريات، أو تحضير أكلةٍ شعبيةٍ في المواسم والأعياد، وفي الأفراح تجدهم يداً واحدةً تصفق، وتزغرد، وتزفّ العروسين، وتبكي لفراق العروسة، وفي الأحزان والمآتم تجد دمعتهم موحدةً وحزنهم واحد؛ ولا تكاد تُفرّق بين أهل المتوفى وسكان الحي؛ لشدة ترابطهم وتماسكهم اجتماعياً.
الجذب السياحي، حيث تتمتّع بعض الأحياء بجذبٍ سياحيٍّ كبيرٍ سواءً من سكان المنطقة أم الأجانب بشكلٍ عام؛ لما تتميّز به من وجود البازارات، والمطاعم الشعبية فيها، ويعتبر خان الخليلي في مصر مثالاً حيّاً على ذلك.
الظروف الاقتصادية المُتشابهة؛ فالأغنياء ليس لهم مكانٌ في الحي الشعبي، وغالباً ما يجمع سكانه بين البؤس، والفقر، ورغم بساطة القوت اليومي لهؤلاء السكان تجدهم راضين بما قسم الله لهم من الأرزاق؛ بل إنّ البعض يُحوّل قصة حياته الصعبة إلى أغنيةٍ شعبيةٍ يستمع لها مئات الأشخاص حول العالم.
خفة الدم، وبساطة الهيئة والتعامل، فهم أشخاصٌ غير متكلفين في أسلوب حياتهم، وعملهم، ومظهرهم.