الخروج من نصف الوردة لـ محمد عبد الباري

مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل الجديد والقديم من الشعر وعن شعراء الفصحي , واليوم نقدم لكم قصيدة ” الخروج من نصف الوردة ” للـشاعر المختلف محمد عبد الباري , ونتمني أن تنال أعجابكم , وتستمروا في زيارة موقعنا .

الخروج من نصف الوردة

أُحبكِ في أزرقٍ لا أسمّيهِ لونا
ولكن أسمّيه موتي
وفي شارعٍ لا يريدُ الوصولَ
ونافذةٍ لا تُطيقُ الجدارَ
وفي قمرٍ مولعٍ بالهدوءِ
يلوّحُ لي باستقالتِه كلما جُنّ باسمكِ صوتي
فلستُ أناديكِ إلا و يسقطُ فوقي الظلامْ
أحبكِ
في المطرِ المتخثرِ فوقِ أعالي الجبالِ
وفي الضفتينِ من النهر لا جسرَ بينهما
في البريدِ الذي لم يصلكِ
وفي الصلواتِ الأخيرةِ عادت إلى الأرضِ
من دون أيّ سماءِ
وفي قُبلةٍ علِقت في الهواءِ
لأن فماً تاهَ منهُ فمٌ في الزحامْ
أحبكِ في مهرجانِ السكوتِ
نرانا..فتلمعُ منا العيونُ انبهارا
وتخفتُ شيئا فشيئا
كأنّا قطارانِ
بعدِ المحطةِ في الاتجاهِ المعاكسِ سارا
ولم يجدا لحظةً للكلامْ
أحبكِ في غَبَشِ المنتصفْ
وفي غامضٍ لا يُسمى
يقابلني في الطريقِ
وباسم الضبابِ المكثّفِ يأمرني أن أقفْ
ولا أكملَ الشوط نحو حريرِ يديكِ ونحو الغرامْ
أحبكِ في غُربةٍ
تكبرُ الآن بينَ العيونِ وبين الشفاهِ وبين الأصابعِ
أشعرُ أن المسافةَ تركضُ بيني وبينكِ
تزدادُ ناري ونارُكِ بردا
ونزدادُ عن أولِ الحبِ بُعداً
وفي البَدءِ كان الختامْ
أحبكِ
في المستحيلِ البعيدِ – وقال ليَ اللهُ لن تبلُغه –
أحبكِ حدَ انتهاءِ الكلامِ
وحدَ انطفاءِ اللغة
والسلامَ..السلامْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top