بسم الله الرحمن الرحيم يقدم لكم موقع لحظات هذا الموضوع عن الصدق ان الله يحب الصدق والصادقين ولا يحب الكدب والكذب فهو الذي يصدقهم ويكون مؤتمناً على مشاعرهم وأسرارهم الصدق إذن هو صفة الأنبياء والصالحين
ما أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن طريق الصدق
لماذا يحب الله الصادقين
إن من أروع الأخلاق وأنبلها فضيلة الصدق في الكلام والتعامل مع الناس ، فالناس يحبون الإنسان الصادق حباً جماً ، فهو الذي يصدقهم ويكون مؤتمناً على مشاعرهم وأسرارهم ، فيتقربون إليه ويسعون إلى مصاحبته وخلّته ، فالصداقة مشتقّة من الصدق ، وبدون الصدق لا يكون معنى للصداقة والعلاقات بين الناس ، لذلك كان من صفات أنبياء الله تعالى أنّهم صادقون مع الله تعالى ومع أنفسهم ومع الناس ، فقد بلغوا رسالة ربهم بصدق وأمانة ، فلم يكذبوا على الله ولم يكذبوا على أقوامهم بل كان ديدنهم الصدق في جميع أحوالهم ، وقد تميّز نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق حتى قبل أن يبعث إلى الناس رسولاً فلقّب الصادق الأمين ، وكان من أقرب الناس إليه وأحبهم إلى قلبه عند بعثته ونشر دعوته الصحابي الجليل أبو بكر الذي سمّي بالصديق لأنّه صدّق النبي الكريم في جميع أحواله ، فالصدق إذن هو صفة الأنبياء والصالحين .
وهذا الخلق النبيل هو مما يحبّه الله تعالى في عباده ذلك بأن الصدق يحمل صاحبه على قول الحق والقبول به بدون تكبر أو استعلاء ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن طريق الصدق وما يؤدي إليه حيث قال: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا…) ، وفي المقابل فإن الكذب الذي هو عكس الصدق يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ، فالصدق إذن هو طريق لصالح الأعمال وحسنها ، كما إنه يحمل صاحبه على لزوم أهل الطاعة واجتناب أهل المعاصي ، والإنسان الصادق يصدق أهله فلا يكذبهم أو يغشهم ويسعى بين الناس بالمعروف والخير ، كما أنه ناصح أمين للحاكم يبيّن له ظلمه وجوره بصدق ، فكل هذه الأعمال التي يؤدي إليها الصدق هي مما يرضي الله تعالى ويؤدي بالعبد إلى نيل جائزة الرحمن وهي الجنة ، وإنّ الكذب يؤدي بالإنسان إلى أن يقول ما يغضب الله تعالى ، وقد يشهد الزور أو يأكل أموال الناس بالباطل .
فعلى المسلم أن يصدق ويتحرّى الصدق وأن يعلم بأنّ الصدق هو منجاة للإنسان مرضاة لله تعالى وأنّ الكذب خسران في الدنيا و الآخرة .
منزلة الصدق والصادقين عند رب العالمين
– من كلام السلف عن الصدق ومنزلة الصادقين0
الصدق خصلة محمودة، وسجية ممدوحة، والصدق: هو أن يخبر الإنسان عما يعتقد أنه الحق، وأنه مطابق للواقع بلا زيادة ولا نقصان، بلا وكس، ولا شطط، وليس الإخبار مقصوراً على القول فحسب، بل قد يكون بالفعل: كالإشارة باليد، أو هز الرأس، وقد يكون بالسكون.
أمر الله سبحانه وتعالى أهل الإيمان أن يكونوا مع الصادقين وخص المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) [التوبة: 119]0
قال كعب : والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا ، إن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد ، وقال الله تعالى : {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة : 95 – 96] قال: وكنا أيها الثلاثة الذين خلفنا عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا فبايعهم واستغفر لهم, وأرجأ رسول الله أمرنا حتى قضى الله فيه, فلذلك قال عز وجل {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس تخليفه إِيانا وارجاؤه أمرنا الذي ذكر مما خلفنا بتخليفنا عن الغزو, وإنما هو عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه.
انظر: (تفسير القرطبى جـ8صـ287)0
وقال الإمام الطبرى عند تفسيره لهذه الآية:
يقول تعالى ذكره للمؤمنين، معرِّفَهم سبيل النجاة من عقابه، والخلاصِ من أليم عذابهيا أيها الذين آمنوا)، بالله ورسوله =(اتقوا الله)، وراقبوه بأداء فرائضه، وتجنب حدوده =(وكونوا)، في الدنيا، من أهل ولاية الله وطاعته، تكونوا في الآخرة =(مع الصادقين)، في الجنة. يعني: مع من صَدَق اللهَ الإيمانَ به، فحقَّق قوله بفعله، ولم يكن من أهل النفاق فيه، الذين يكذِّب قيلَهم فعلُهم.(تفسير الطبرى جـ14صـ558)0
وأخبر الله تعالى عن أهل البر وأثنى عليهم بأحسن أعمالهم من الإيمان والإسلام وبالصدقة والصبر بأنهم أهل الصدق فقال: (…. ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر…) إلى قوله: (أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) [البقرة: 177]. وهذا صريح في أن الصدق بالأعمال الظاهرة والباطنة وأن الصدق هو مقام الإسلام والإيمان.
وقسم الله سبحانه وتعالى الناس إلى صادق ومنافق فقال: (ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم) [الأحزاب: 24]
والإيمان أساسه الصدق والنفاق أساسه الكذب فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما محارب للآخر.
وأخبر سبحانه أنه في يوم القيامة لا ينفع العبد وينجيه من عذابه إلا صدقه قال تعالى: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) [المائدة: 119]
وقال تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) [الزمر: 33]
فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله.
وقد أمر الله رسوله صلى عليه وسلم أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق فقال: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً) [الإسراء: 80]
وأخبر سبحانه عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه سأله أن يهب له لسان صدق في الآخرين فقال: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) [الشعراء: 84]
وبَشّر الله سبحانه وتعالى عباده بأن لهم عنده قدم صدق ومقعد صدق فقال: (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) [يونس: 2]
وقال تعالى: (إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر) [القمر: 54، 55]
وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).
قال الإمام النووى رحمه الله :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْبِرّ ، وَإِنَّ الْبِرّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّة ، وَإِنَّ الْكَذِب يَهْدِي إِلَى الْفُجُور ، وَإِنَّ الْفُجُور يَهْدِي إِلَى النَّار ):
قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْعَمَل الصَّالِح الْخَالِص مِنْ كُلّ مَذْمُوم ، وَالْبِرّ اِسْم جَامِع لِلْخَيْرِ كُلّه . وَقِيلَ : الْبِرّ الْجَنَّة . وَيَجُوز أَنْ يَتَنَاوَل الْعَمَل الصَّالِح وَالْجَنَّة . وَأَمَّا الْكَذِب فَيُوصِل إِلَى الْفُجُور ، وَهُوَ الْمَيْل عَنْ الِاسْتِقَامَة ، وَقِيلَ ؛ الِانْبِعَاث فِي الْمَعَاصِي .
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنَّ الرَّجُل لَيَصْدُق حَتَّى يُكْتَب عِنْد اللَّه صِدِّيقًا ، وَإِنَّ الرَّجُل لَيَكْذِب حَتَّى يُكْتَب عِنْد اللَّه كَذَّابًا ) :
قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا فِيهِ حَثٌّ عَلَى تَحَرِّي الصِّدْق ، وَهُوَ قَصْده ، وَالِاعْتِنَاء بِهِ ، وَعَلَى التَّحْذِير مِنْ الْكَذِب وَالتَّسَاهُل فِيهِ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا تَسَاهَلَ فِيهِ كَثُرَ مِنْهُ ، فَعُرِفَ بِهِ ، وَكَتَبَهُ اللَّه لِمُبَالَغَتِهِ صِدِّيقًا إِنْ اِعْتَادَهُ ، أَوْ كَذَّابًا إِنْ اِعْتَادَهُ . وَمَعْنَى يُكْتَب هُنَا يُحْكَم لَهُ بِذَلِكَ ، وَيَسْتَحِقّ الْوَصْف بِمَنْزِلَةِ الصِّدِّيقِينَ وَثَوَابهمْ ، أَوْ صِفَة الْكَذَّابِينَ وَعِقَابهمْ ، وَالْمُرَاد إِظْهَار ذَلِكَ لِلْمَخْلُوقِينَ إِمَّا بِأَنْ يَكْتُبهُ فِي ذَلِكَ لِيَشْتَهِر بِحَظِّهِ مِنْ الصِّفَتَيْنِ فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى ، وَإِمَّا بِأَنْ يُلْقِي ذَلِكَ فِي قُلُوب النَّاس وَأَلْسِنَتهمْ ، وَكَمَا يُوضَع لَهُ الْقَبُول وَالْبَغْضَاء وَإِلَّا فَقَدَر اللَّه تَعَالَى وَكِتَابه السَّابِق بِكُلِّ ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .
انظر: (شرح النووى على صحيح مسلم جـ8صـ492)0
وأخرج الترمذي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصدق طمأنينة، والكذب ريبة) [صحيح الجامع 3378]
وأخرج ابن أبي الدنيا عن منصور بن المعتمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه، فإن فيه النجاة).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم) [السلسلة الصحيحة 733]
وأخرج الإمام أحمد بسند حسن عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة؛ اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم) [السلسلة الصحيحة 1470]
أنواع الصدق
1- الصدق في القول:
فحق على كل عبد أن يحفظ ألفاظه ولا يتكلم إلا بالصدق، والصدق باللسان هو أشهر أنواع الصدق وأظهرها، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمي خيراً) [رواه البخاري ومسلم]
والصدق مطلوب في كل كلمة تخرج من فم المؤمن حتى لو كان الكلام على سبيل المزاح، فقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) [رواه أبو داود وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2648]
ولذلك فإننا نجد أن الإسلام قد انتشر في أواسط أفريقيا بل وفي كل أقطار الأرض بصدق المسلمين في بيعهم وشرائهم لدرجة أن الناس كانوا يعجبون من صدق المسلمين وتسامحهم، مما جعلهم يدخلون في دين الله أفواجاً.
فما أحوج الأمة لتلك الأخلاق والمعاملات التي جاء بها الإسلام لسعادة البشرية كلها.
2- الصدق في النية والإرادة:
وذلك يرجع إلى الإخلاص، فإن مازج عمله شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية وصاحبه يجوز أن يكون كاذباً كما في الحديث الذي رواه مسلم (إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار).
القارئ والمتصدق والمجاهد، لما قال القارئ: قرأت القرآن، والمتصدق تصدقت، والمجاهد جاهدت في سبيلك، إنما كذبهم الله عز وجل في إرادتهم ونيتهم لا في نفس القراءة والصدقة والجهاد ولذا قال سبحانه عن المجاهدين في سبيل الله: (فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم، “أي خيراً لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم”.
وقال في وصف المنافين: (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) [الفتح: 11]
وقال تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) [هود: 15، 16]
فهؤلاء نيتهم كانت وجهتها إلى الدنيا وليس في عملهم أو نيتهم شيء لله عز وجل.
3- الصدق في العزم والوفاء به:
أما الأول فنحو أن يقول: إن أتاني الله مالاً تصدقت بجميعه، فهذه العزيمة قد تكون صادقة وقد يكون فيها تردد وأما الثاني فنحو أن يصدق في العزم وتسخوا النفس بالوعد لأنه لا مشقة فيه إلا إذا تحققت الحقائق وانجلت العزيمة وغلبت الشهوة، ولذلك قال تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) [الأحزاب: 23]
ولقد زكى الله عز وجل نبيه إسماعيل عليه السلام فقال: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً) [مريم: 54]
4- الصدق في الأعمال:
وهو أن تستوي سريرته وعلانيته حتى لا تدل أعماله الظاهرة من الخشوع ونحوه على أمر في باطنه ويكون الباطن بخلاف ذلك.
وكان أحد الصحابة يقول: أعوذ بالله من خشوع النفاق، قالوا؟ وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعاً والقلب غير خاشع.
وقال مطرف: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل هذا عبدي حقاً.
* مظاهر الصدق:
1- الصدق في الحديث. 2- صدق العزم.
3- صدق المعاملة. 4- صدق الوعد.
5- صدق الحال.
الأنبياء و كمال الصدق: لقد وصف الله عز وجل أنبياءه بالصدق في كتابه العزيز، فقال عن إبراهيم عليه السلام: (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً) [مريم: 41]
وقال عن إدريس عليه السلام: (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً) [مريم: 56]
وقال عن إسماعيل عليه السلام: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً) [مريم: 54]
وقال عن كليمه موسى عليه السلام: (حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق) [الأعراف: 105] أي الصدق.
وقال عن يوسف عليه السلام: (يوسف أيها الصديق) [يوسف: 46]
وقال في حق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (وصدق الله ورسوله) [الأحزاب: 22] وقال: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين * والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) [الزمر: 32، 33]
انظرمن أخلاق الرسول: محمود المصري ص323-3721)0
* من كلام السلف عن الصدق:
قال إبراهيم الخواص: (الصدق لا تراه إلا في فرض يؤديه، أو فضل يعمل).
وقال الحارث المحاسبي: (الصادق الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق، من أجل صلاح قلبه، ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله).
وقال أبو تراب النخشي:
(إذا صدق العبد في العمل وجد حلاوته قبل أن يعمله، فإذا أخلص فيه وجد حلاوته وقت عمله كأنس بن النضر وجد ريح الجنة قبل أن يقاتل).
وقال محمد بن سعيد المروزي:
(إذا طلبت الله بالصدق، آتاك الله تعالى مرآة بيدك، تبصر كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة).
وقال أبو سليمان الداراني:
(اجعل الصدق مطيتك، والحق سيفك، والله تعالى غاية طلبتك).
وقال بعضهم: (أجمع الفقهاء والعلماء على ثلاث خصال أنها إذا صحت ففيها النجاة – ولا يتم بعضها إلا ببعض-:
الإسلام الخاص عن البدعة والهوى.
والصدق لله تعالى في الأعمال.
وطيب المطعم