الطواف حول الكعبة المشرفة جعل الله تعالى الكعبة المُشرَّفة مكاناً يقصده الحُجّاج والمُعتمِرون من بِقاع الأرض كلّها؛ لأداء فريضة الحجّ في أشهُر الحجّ الثلاثة، ولأداء شعيرة العمرة بغية التقرُّب من الله تعالى في باقي أشهُر السّنة، وقد جعل الله لبيته الحرام أحكاماً ومناسك خاصّةً تختلف عن باقي الشّعائر والعبادات الدينيّة، وتتمثّل تلك المناسك والشّعائر بأن يفعل الحاجّ أو المُعتمِر بعض الأعمال فور وصوله إلى الكعبة المُشرَّفة ومن ذلك سوف نتحدث عن الحج والعمرة في كل خطوة سوف يخطي بها من اي ركن من الاسلام.
ربما تشاهد: كيف تعرف اتجاه القبلة في بيتك
كم مسافة الطواف حول الكعبة
- يعتبر الطواف من أهم أركان الحج والعمرة، وهو ما أمر الله تعالى به المسلمين عند زيارة الكعبة؛
- لأنّها بيت الله الحرام والطواف حوله بمثابة طواف التّحية أي إلقاء التّحية على بيت الله.
- لأنّ أول ما تقع عليه عين الحاج أو المعتمر هو الكعبة المشرّفة على خلاف المساجد الأخرى بأداء ركعتي تحية المسجد.
- وصف الله تعالى السعي بين الصفا والمروة أنّه من الطواف أيضاً في قوله تعالى:
- (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 158].
- ويتضح من الآية الكريمة في مسألة الطواف أيضاً يخص الصفا والمروة بمقدار سبعة أشواط أيضاً.
- فما هو حقيقة الطواف وكم مسافة هذا الطواف سواء للشوط الواحد أو لسبعة أشواط؟
كيفية الطواف حول الكعبة المشرفة
من اين يبدأ الطواف
- يبدأ المعتمر أو الحاج طوافه باستقبال الحجر الأسود ويبدأ الشوط الأول بجعل الكتف الأيمن محاذٍ للحجر الأسود،
- ويبدأ طوافه ماراً بجميع بدنه من الحجر الأسود ويدور حول البيت، ويمر بالركن اليماني ثمّ ينتهي مرة أخرى إلى الحجر الأسود
- وهو المكان الذي بدأ منه ويكون بذلك قد أكمل طوفة واحدة ثم يكمل 6 أشواط أخرى ليتمّ بذلك سبعة أشواط.
- أولى للمسلم أن يقول أثناء طوافه بسم الله والله أكبر اللهم إيماناً بكتابك ووفاءً بعهدك،
- وأن يكثر من الدعاء والاستغفار لأنّ الدعاء مجاب بإذن الله تعالى، وبعد أن ينتهي من الطواف يصلي ركعتين خلف المقام الإبراهيمي،
- ثمّ يتجه للطواف بين الصفا والمروة، ويبدأ من جبل الصفا إلى جبل المروة ثمّ يعود مرة أخرى إلى جبل الصفا ليكون بذلك قد أكمل طوافاً،
- وبهذا إنّ الطواف لا يعني الدوران حول الشيء بل الذهاب من مكان معين والإياب إليه مرة أخرى.
مسافة الطواف حول الكعبة المشرفة
- كان سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل رضي الله عنهما أول من رفعا قواعد الكعبة.
- وبمقاساتها الأصلية فإنّ أقل مسافة يطوف بها المسلم بجوار جدران الكعبة تماماً تساوي محيط الكعبة.
- وذكر الأزرقي في كتابه عن المقاسات الأصلية لمحيط الكعبة ويساوي 104 ذراعاً أي الذراع الواحد يساوي 51سم.
- أي محيطها يساوي 53 متراً، وعند الطواف يضاف 10سم على الأقل مسافة عدم احتكاك الجسم بالحائط،
- ومسافة 25سم نصف عرض الإنسان ومجموع ما يبتعد الإنسان فعلياً عن الكعبة مسافة 0.68 ذراعاً وتضاف إليها 4 أمتار قياس المسعى حالياً، ومن هذا فإنّ:
هل تعرف طول الشوط من الطواف والسعي
- سألني احد الاصدقاء ذات يوم: هل تعرف طول الشوط من الطواف بالنسبة لمن يطوف محاذياً تماماً للكعبة المشرفة وهل تعرف طول مسافة الشوط الواحد للساعي بين الصفا والمروة.
- فأجبته لا اعرف الآن، وان كنت قد قرأت ذلك بالتفصيل في بعض الكتب التي أرّخت لبيت الله الحرام .
- الطواف حول الكعبة بصفة خاصة ومكة المكرمة بصفة عامة ومنها كتاب الشيخ محمد طاهر كردي يرحمه الله «التاريخ القويم لبلد الله الكريم».
- وان شئت رجعت الى احد تلك الكتب لآتيك بالجواب فقال لي: لا تفعل! فالجواب عندي..
- ان طول الشوط الواحد للطائف المحاذي للكعبة تماماً سبعون متراً وذلك يعني ان اطوال الاشواط السبعة مجتمعة تبلغ نحو نصف كيلو متر اي 490 مترا.
- وان كانت دورة الطائف حول الكعبة اكثر بعدا عنها بسبب الزحام فان طول الشوط يزداد شيئا فشيئا .
- حتى يصل اذا ما حاذى الطائف الرواق الى نحو مائتي متر للشوط الواحد وباقي الحساب عليك!
طول الشوط من الطواف والسعي
- فكيف لو ان الطائف طاف من الدور الثاني او من فوق سطح الحرم سبعة اشواط لاسيما في ايام الحج وبالذات صباح ومساء اليوم العاشر من ذي الحجة.
- الطواف حول الكعبة حيث يفضل معظم الحجاج اداء طواف الافاضة «الركن» .
- اعتبارا من الثلث الآخر من مساء اليوم العاشر من ذي الحجة قبل العودة الى منى لنحر هديهم وقضاء ايام التشريق في مشعر منى المعظم؟
- اما طول الشوط ما بين الصفا والمروة فهو نحو ثمانمائة متر، حسب قول صديقنا.
- وهو رجل تربية وتعليم واسمه محمد صافي العلوي.
- وفي حالة صحة ما ذكره فان طول الاشواط السبعة بالنسبة للساعي بين الصفا والمروة يزيد على خمسة أكيال.
- ورحم الله امنا هاجر التي حملها تلهفها وجزعها على وليدها اسماعيل وخوفها عليه من الموت جوعاً وعطشاً.
- على الركض بين هضبتي الصفا والمروة لعلها ترى قادما عن بعد فتناديه لنجدتها في محنتها العصيبة.
- حتى فَجَّر الله عز وجل مياه زمزم المباركة تحت قدمي ابنها الرضيع اسماعيل عليه الصلاة والسلام فأصبح سعيها بين الصفا والمروة لمن بعدها ركناً من اركان الحج حتى تقوم الساعة.
طول الشوط من الطواف والسعي
- الطواف حول الكعبة اما الكعبة الغرّاء نفسها فقد اختلف المؤرخون حول تاريخ بنائها، وهل بدأ بناؤها على يدي ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام ام انها كانت موجودة قبلهما بآلاف السنين..
- ومعظم المؤرخين والمفسرين يُرجحون وجود الكعبة قبل وصول ابراهيم الى مكة المكرمة واسكانه لابنه اسماعيل وزوجه هاجر في واد غير ذي زرع عند بيت الله الحرام.
- ويرون ان بناء الكعبة قد تهدم قبل وصول الخليل عليه السلام وبنيت قواعد الكعبة فجاء ابونا ابراهيم ورفع تلك القواعد بمساعدة ابنه اسماعيل
- «واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا دعاءنا انك انت السميع العليم».
- وجاء في بعض كتب التاريخ ان بئر زمزم لم تكن اول بئر حفرت في مكة المكرمة وزعموا ان ابانا ادم عليه السلام قد هبط مكة المكرمة.
- في بداية نزوله الى الارض وحفر في ام القرى بئرا، اندثرت آثارها من بعده وهذه كلها من الاخبار ولكن ليس عجبا ان تندثر بئر حفرها آدم فان بئر زمزم نفسها قد اندثرت وتلاشت معالمها عدة عقود قبل البعثة النبوية.
- ولم يعرف موقعها الا عبر رؤية صالحة رآها جد النبي عبدالمطلب فقام وبنوه باعادة احياء بئر زمزم لتبقى دافقة بالماء المبارك الى ما شاء الله تعالى.
السعى بين الصفا والمروة
- – يقطع الحجاج مسافة 3045م في السعي بين الصفا والمروة، حيث يسن للرجال الهرولة بين العلمين في السعي؛
- لفعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه من بعده ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ ) رواه مسلم (1297) من حديث جابر.
- أما المرأة فلا تهرول؛ لأنها يُقصد فيها الستر والحشمة ، وفي الهرولة تعرض لإظهار جسدها ومفاتنها.
الحكمة من الهرولة للرجال
- – كما ذكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله -: ” أنه كان في هذا المكان واد، أي مسيل مطر، والوادي في الغالب يكون نازلاً ويكون رخواً رملياً فيشق فيه المشي العادي، فيركض ركضاً ،
- وأصل السعي أن يتذكر الإنسان حال أم إسماعيل ، فإنها – رضي الله عنها – لما خلَّفها إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – هي وابنها في هذا المكان، وجعل عندها سقاءً من ماء، وجراباً من تمر، فجعلت الأم تأكل من التمر وتشرب من الماء،
- وتسقي اللبن لولدها ، فنفدَ الماء ونفد التمر، فجاعت وعطشت، ويبس ثديها، جاع الصبي، وجعل يتلوى من الجوع،
- فأدركتها الشفقة، فرأت أقرب جبل إليها الصفا فذهبت إلى الصفا، وجعلت تتحسس لعلها تسمع أحداً، ولكنها لم تسمع،
- فنزلت إلى الاتجاه الثاني إلى جبل المروة، ولما هبطت في بطن الوادي نزلت عن مشاهدة ابنها، فجعلت تسعى سعياً شديداً،
- حتى تصعد لتتمكن من مشاهدة ابنها، ورقيت لتسمع وتتحسس على المروة، ولم تسمع شيئاً،
- حتى أتمت هذا سبع مرات ثم أحست بصوت، ولكن لا تدري ما هو، فإذا جبريل نزل بأمر الله – عزّ وجل -، فضرب بجناحه أو برجله الأرض مكان زمزم الآن” .
الرحلة إلي منى
- – يقطع الحجاج من مكة إلى منى من 7 – 9 كم سيراً على الأقدام، حيث توافد جموع الحجاج،
- منذ أمس الأربعاء، على مشعر منى لقضاء يوم التروية بها، وذلك قبيل توجه الحجيج للوقوف بجبل عرفة، الركن الأعظم للحج اليوم الخميس.
- ويقوم الحجيج بين الحين والآخر بالتلبية خلال رحلة تصعيدهم من مكة إلى مشعر منى مرددين بصوت واحد ” لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك
- والملك .. لا شريك لك”.
- ويُستحب التوجه إلى مِنى قبل الزوال – أي قبل الظهر – فيُصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع، والسُنة أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية.
- وأعدت قيادة أمن الحج بالمملكة السعودية خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى،
- ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكوها من مكة، إضافة لتنظيم عملية حركة المشاة.
الرحلة من منى لعرفة
- – وفي هذة الرحلة يقطع الحجاج من منى لعرفة من 12 – 14 كم سيراً، حيث يتدفق ضيوف الرحمن منذ صباح اليوم الخميس،
- إلى صعيد جبل عرفات على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج،
- ثم ينفرون مع مغيب الشمس إلى مزدلفة.
- ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام،
- وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.
- لا يُسكَن المشعر إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
الإفاضة إلي المذدلفة
- الإفاضة إلي المذدلفة:
- – ويقطع الحجاج في الإفاضة من عرفة إلى المزدلفة من 5 – 7 كم، حيث يبدأ نفير الحجاج بعد صلاة مغرب اليوم-،
- وينفر الحجاج بعد صلاة المغرب متجهين إلى منى لقضاء أيام التشريق فى منى ،
- ثم يتجهون إلى مكة لقضاء طواف الإفاضة والتحلل من ملابس الإحرام.
- حيث انه من المتعارف عليه في مناسك الحج، بعد غروب يوم عرفة ينطلق الحاج إلى “مزدلفة”،
- ويصلى فيها صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ويبيت هناك إلى طلوع الفجر.
رمي جمرة العقبة
- – ويقطع الحجاج من المزدلفة لرمي جمرة العقبة سيراً مسافة 8 كم، حيث انه وعقب انطلاق الحاج من المزدلفة،
- ووقوفه عند المشعر الحرام– مكان بالقرب من مزدلفة- يتوجه إلى الكعبة ويدعو الله سبحانه بما شاء، حتى يسفر ضوء الفجر،
- ثم بتجه إلى منى مرة أخرى ليقوم برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات.
طواف الإفاضة
- – يقطع الحجاج في رحلة العودة إلى مكة لطواف الإفاضة تقريبًا 7 كم سيراً، حيث أنه وعقب اقدام الحاج على ذبح هديه
- (أو يقوم بشراء صك الهدي) ثم يحلق رأسه أو يقصر شعره، وبالنسبة للمرأة تقصر شعرها فقط ولا تحلقه،
- وبذلك يحصل التحلل الأصغر بمعنى يحل للحاج كل شيء عدا الجماع، ي
- عود إلى مكة والبيت الحرام فيطوف بالبيت سبعة أشواط “طواف الركن – الإفاضة -” وبطواف الإفاضة يحصل التحلل الأكبر للمتمتع والقارن والمفرد.
الإفاضة من الصحن
- فيقطع فيها الحاج نفس مسافة طواف القدم، حيث يكون طواف الإفاضة من الصحن 2800م ومن الدور الثاني تصل إلى 5600م،
- بإجمالي ثمانية ونصف كيلو مترات، حيث إنّ طواف الإفاضة للحجّ يأتي بعد أن يفيض الحجّاج من عرفة ومزدلفة،
- وذلك لقول الله سبحانه وتعالى:” وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق”، ولحديث عائشة رضي اللَّه عنها،
- قالت: “حججنا مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فأفضنا يوم النّحر، فحاضت صفية،
- فأراد النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – منها ما يريد الرّجل من أهله، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّها حائض،
- قال: أحابستنا هي؟ قالت عائشة: يا رسول اللَّه، إنّها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت،
- ثمّ حاضت بعد الإفاضة، فقال رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم: فلتنفر إذاً “، رواه البخاري.
التشريق ورمي الجمرات
- – ويقطع الحجاج في أيام التشريق ورمي الجمرات نحو 4 كم، حيث يكون اليوم الأول “الحادي عشر من ذي الحجة”
- يذهب فيه الحجاج إلى رمي الجمرات فيرمي 21 حصاة مقسمة على ثلاث جمرات “الأولى – الوسطى – الكبرى”
- فيرمي كل جمرة بسبع حصيات، فيبدأ بالأولى ثم الوسطى ثم الكبرى، ثم يعود إلى المبيت بمنى.
- اليوم الثاني “الثاني عشر من ذي الحجة” إذا زالت الشمس– قبل الظهر بثلث ساعة تقريبا–
- يذهب ويكرر ما فعل في اليوم الأول من رمي الجمرات بنفس الطريقة 21 حصاة لكل جمرة سبع حصيات،
- وهنا يجوز أن يتعجل المرء ويكتفي برمي يومين فقط،
- بشرط لا يظل في منى بل ينزل منها قبل غروب الشمس لهذا اليوم، فإن غربت عليه الشمس
- وهو في منى يظل موجودًا بها ويبيت لليوم الثالث.
- اليوم الثالث والأخير “الثالث عشر من ذي الحجة” إذا زالت الشمس فعل مثل ما فعل في اليوم الأول
- والثاني من رميالجمرات بنفس العدد 21 حصاة لكل جمرة سبع حصيات.
- وبعد الانتهاء من رمي الجمرات ينزل الحاج إلى مكة، ويطوف طواف الوداع، ويصلي ركعتين بعده،
- وبذلك يكون انتهى الحاج من مناسكه.
- وللمزيد زوروا موقعنا “لحظات”