بحث عن الوحدة الوطنية ان من اهم الاشياء المطلوبه في الدول هي الوحده الوطنيه لان الوحده الوطنيه تجعل الدول بها استقرار وليس بها شغب او قلق وتجعل الدوله قويه لان جميع عناصر الدوله متفقين ومكونين وحده وطنيه.
مفهوم الوحدة الوطنية
الوحدة الوطنية هي عبارة عن اجتماع كل أفراد المجتمع في جماعة واحدة، ويجتمعون على جنسية واحدة التي تجعلهم ينتمون إلى الوطن ويشعرون بالولاء، وتعتبر الوحدة الوطنية من ابرز وأهم الدعائم الوطنية التي تجمع أبناء الوطن على شيءٍ واحد، ويكون هذا الحب دافع قوي لانتمائهم إلى الوطن، وحبهم له ودفاعهم عنه ضد أي عدو، وأيضًا هذا الحب يجعلهم يتجمعون ضد أي قوة خارجية تحاول السيطرة على الوطن، وتجعلهم يتجمعون نفس المبادئ ويتبعون نفس العادات والتقاليد، وأيضًا عندما تربط الوحدة بين أشخاص فهذا الأمر ينزع كل الحقد والشرور، والعنصرية من قلوبهم، وتستبدلها بالحب والخير، والتسامح.
أهمية الوحدة الوطنية
إن أهمية الوحدة الوطنية لا تقتصر على الفرد، ولكنها تنفع المجتمع أيضًا:
•إن ترابط أبناء الوطن ووقوفهم بجانب بعض هذا الأمر يجعل بداخلهم قوة كبيرة تساعدهم على الوقوف أمام أي عدو، سواء كان هذا العدو من الخارج أو من الداخل، وتمكنهم من حياة المجتمع وحماية أنفسهم منه، وذلك لأنه من المعروف أنه لا يمكن لفرد أن يقف ضد جماعة، ولكن يمكن لجماعة أن تتحدى جماعة أخرى، وتنتصر عليها وتسيطر عليها.
•وأيضًا الوحدة الوطنية لها دور كبير في التقليل من المشاكل الداخلية التي تعاني منها المجتمعات، والتي يكون لها دور كبير في الضرر بالوطن، ويحدث هذا الأمر من خلال التعاون والمحبة المزروعة في قلوب أبناء الوطن الذين يخافون على أوطانهم ويرغبون في الحفاظ عليه، ويعتبر هذا الأمر من أهم ما يمكن أن تقدم الوحدة الوطنية.
•تعمل الوحدة الوطنية على نشر الأمن والأمان في قلوب المصرين، حيث أن كل شخص ينام وهو مؤمن ومتأكد من أن جارة وأخيه وابن وطنه يقف في ظهره ليمنع عنه أي خطر، أو يفديه من أي طعنه تأتي من غادر.
•تعمل الوحدة الوطنية على رفع الدولة في كل المجالات، وهذا الأمر يفتح الأبواب أمام المصريين، وذلك لأن الوطن ينهض بأبنائه، وذلك لأن الوحدة الوطنية تولد في قلب كل شخص الشعور بالانتماء إلى وطنه، والشعور بالمسئولية والمودة والحب نحو كل أبناء الوطن، وهذا الأمر يكون له دور كبير في أن يطور هذا الشخص من نفسه، ويجعل يسعى للنهوض بدولته.
الفتنة الطائفية والوحدة الوطنية
ما أسوء الطائفية والتعصب الذي يحدث، قاتل الله المفسدين في هذه الأرض، الذي يرغبون في تدمير أغلى الأوطان، لقد انفجرت الكثير من الأحداث في مصر، وزادت المواجهة بين المسلمين وبين المسيحيين.
وبالرغم من كل هذا التعاون إلا أنه يوجد العديد من الناس الذي يتفرق على النار التي تشعل بين المسلمين والمسيحيين وهو صامت لا يتكلم ولا يتدخلن حيث أننا فيما مضى كنا نتفرج على الأرض المنهوبة والآن نتفرج على الفتنة الطائفة التي تحدث بيننا وبين المسيحيين، ونتفرج على الأمم التي تعلو إلى أنها أصبحت تناطح السحاب كل هذا ونحن مازلنا نتفرج، ونتفرج أيضًا على العلم وعلى الحضارة ولا نقدر على أن نتقدم ونبتكر كما يفعل العالم، ننحن نأخذ ما يعطوننا ونذهب إلى حيث يشيرون إليها وكأننا قطيع، وفي النهاية لا نرغب أن نطور أنفسنا ولا يعجنا ما يحدث، وكأن الشرطة لديها عصا سحرية لتسحب بها الجهل من عقول الناس، ولم يتحرك أي أحد على الرغم من أننا جربنا التحرك الجماعي وأسقط النظام الذي لا نرغب به، والآن لم يتحرك أحد.
ولا أحد ينظر الآن إلى أن ما يحدث ما هو إلا مؤامرة، يجب علينا أن نتأكد من أنها مؤامرة عندما ننظر إلى الأحداث التي حدثت في الماضي، ويجب علينا أن نتأكد أن في كل الوقت الذي مضى لم تفلح المؤامرات في تدمير مصر وإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، ولن يتمكن أحد من إشعال نار الفتنة بينهم، ومن الواضح أن الشيء الوحيد الذي نجح به هؤلاء المتآمرون، أنهم تمكنوا من التوصل إلى أصحاب النفوس الضعيفة، وتمكنوا من إشعال النار في أنفسهم.
لقد نسي المتآمرون أنه لا يوجد أي اضطهاد للأقباط في نواحي مصر، بل المصريون أن الأقباط هم أغنى من في مصر، وهذا ليس من باب الحقد عليهم بل، ونحن نرى أن محلات المسيحيين ويعمل بها المسلمون، والعكس والعكس.
وفي الختام أود أن أقول أنه مما حاولت إسرائيل وكل من تحالف معها، ومهما خططوا واعتقدوا أنهم قادرين على تدمير مصر، فإن هذا التأمر سوف يسقط أمام المصريين، وأمام الوحدة والترابط التي تحدث بينهم.
الوحدة الوطنية في الإسلام
لقد قال الله عزَّ وجلْ: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[آل عمران:103] لقد وضح الله أهمية الدور الذي تلعبه الوحدة الوطنية في الإسلام حيث أنها لها دور في بناء المجتمع، وفي بناء الأفراد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ أنتِ أحبُّ البلادِ إلى اللهِ، وأنتِ أحبُّ البلادِ إليَّ، ولولا المشركونَ أهلَكِ أخرجوني لمَاَ خرجتُ منكِ»
واجبات المواطن نحو الوطن
من أهم الواجبات التي يجب على المواطنين أن يقوموا بها لبلادهم والتي هي تكون عبارة عن نوع من الوحدة الوطنية :-
• حب الوطن والوفاء له والشعور بالانتماء إليه، وتبادل المودة والحب مع كل المواطنين، ويتشارك كل المصريين في الخير الذي يأتي للوطن، كما أنهم يقفون معًا عندما تهددهم المخاطر، وهذا الأمر يكون كافي للانتشار الوحدة الوطنية بين المواطنين.
• عدم إعطاء فرصة للأي شخص يحاول الإيقاع بين المواطنين، ويحاول نشر الفتنة بين المسلمين والمسيحيين؛ لأن مثل هؤلاء الأشخاص ما يرغبون في شيء إلا تخريب الوطن، وإسقاط اقتصاد الوطن.
• خدمة المجتمع، واجب على كل مصري أن يقوم بخدمة وطنهن وأن يعمل على تطوير ورفع اقتصاد البلد؛ لأن هذا الأمر سوف يعود بالخير على جميع المواطنين وليس على الفرد وحده.
• أيضًا يجب على كل المواطنين أن يحافظوا على نشر الأمن والأمان في كل البلدان، وإبعاد الأذى عن المواطنين والحفاظ على أموالهم وعلى أعراضهم، وأيضًا الاستعداد لتضحية الشخص بكل ما يملك من أموال، ودماء، وأرواح فداء الوطن.
• عدم مخالفة أي قوانين تضعها الدولة، وتوعية على المواطنين على المحافظة على القوانين ومعاقبة كل شخص يخالفها، حيث أن هذا الأمر يحمي البلاد من الخراب، ومن الفتنة والتفكك التي تحدث به.
• القضاء على أي قضية قد تؤثر على الفتن، ووئد الإشاعات التي قد تؤثر على المجتمع وهي في المهد، حتى نحافظ على مجتمع آمن وملئ بالتسامح والمودة بين المواطنين الذي يحرصون كل الحرص على الحفاظ على بلادهم.
• دفع كل الضرائب والرسوم التي تفرضها علينا الوطن.
• بذل المواطنين مجودهم لرفع الوطن، وللحفاظ على الوحدة الوطنية به وذلك يحدث من خلال التعاون والتسامح، والعمل بجديه حتى يرتفع اقتصاد مصر.
• الدفاع عن قضايا الوطن، والحفاظ عليها والتخلص من كل شخص يحاول تخريب الوطن، ولا يحترم القواعد والقوانين المتبعة به.
• حماية كل حريات المواطنين، والدفاع عن هذه الحريات.
• العمل على حماية كل ممتلكات الدولة، والحفاظ على كل مرافقها.
• تأدية كل مواطن للخدمات التي هو مطالب بها مثل الخدمة العسكرية.
• نصح كل شخص مسئول، وكل ولي أمر لكي يحافظ على هذه الدولة.
• عدم تجاهل الانتخابات، والمشاركة بها والتصويت حتى تكون النتيجة عادلة.
إن هذه المهام التي قمنا بذكرها هي واجبة على كل مواطن يجب أن يقوم بها لكي يحافظ على الوحدة الوطنية في البلاد، ولكي يعمل على رفع المجتمع الذي يرتفع بأبنائه، لأن هذا الأمر سوف يكون له دور كبير في القدرة على سد غارات الأعداء.
الوحدة الوطنية في مصر عبر التاريخ
يشهد التاريخ على أن الوحدة المصرية هي أصل العراقة، حيث أن مصر هي من أول البلاد التي عرفت معنى كلمة الوحدة الوطنية، وقد عاشت بها ونقلتها إلى كل بلاد العالم، حيث أن الوحدة في مصر قد سبقت فتوحات عمر بن العاص بقرون، وقد جاء وهو يحمل معه راية السلام مما زاد من الوحدة الوطنية في البلاد.
عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية في مصر عبر التاريخ واجب علينا أن تحدث عن محمد علي الذي قام بتأسيس الدولة الحديثة، هذا الشخص العظيم الذي كان يعمل بالتسامح والمساواة بين المصريين منذ بداية تولية حكم مصر وذلك في 1805، حيث أن محمد علي تولى الحكم في الوقت الذي كانت به مصر في حالة كبيرة من الاضطراب، وقد وصلت إلى أسوء درجات الضعف الاقتصادي، ومن أفضل ما قام به محمد علي هو أنه لم يفرق بين المسلم والقبطي، وذلك لأنه كان مؤمن كل الإيمان أن كلًا منهما لديه الكثير ليقدمه إلى هذه البلد، فقد ساوى بينهم في الحقوق وفي الواجبات، فكان يعطي الأقباط مناصب كما كان يعطي المسلمين، وهذا يعتبر من أهم الأمور التي كان لها دور في تطوير محمد علي وفي رفع شأنه، ويمكن أن يكون هذا السبب هو الذي جعل مصر تعيش في فترة ازدهار في عصر محمد علي، وأيضًا من أهم المظاهر التي توضح مدى تسامح محمد علي هو أنه لغا على الأقباط الذي الذين كانوا مقيدين به، كما أنه لغا عنهم الكثير من القيود التي قيده الأقباط، وكان يوافق على كل طلباتهم من تطوير وإعادة بناء كنائسهم، وكان هو أول حاكم يعطي الأقباط رتب مهمة في البلد مثل رتبة “البكوية”، وأيضًا عين البعض منهم كمستشارين.
أما في عصر سعيد باشا كان له دور كبير في نشر التسامح بين المسلمين والأقباط، ومن أهم ما قام به أنه فرض الخدمة العسكرية على الأقباط، وأيضًا أنه خلص الأقباط من دفع الجزية التي ظلت ثقيلة عليهم طوال السنين منذ بداية الفتح الإسلامي، وسمح للأقباط بالسفر في الدول الأوربية لطلب العلم، وقد عين حامًا مسيحيًا على السودان.
وأيضًا في عهد الخديوي الذي أدر قرار بأحقية الأقباط في خوض انتخابات الشورى، بالإضافة إلى أنه عين بعض الأقباط في مناصب مختلفة، ليس هذا فقط بل إنه منح الأقباط لقب الباشاوية، وكان أول قبطي قد حصل على هذا اللقب هو واصف باشا، وقد عمل الكثير من الأقباط في رتب مختلفة.
وثورة 1919 كان لها دور كبير في الوحدة الوطنية، حيث أن سعد زغلول قائد هذه الثروة على وعي كبير من أهمية الوحدة الوطنية، وهذا الأمر جعل أشخاص من مختلف الأديان يشاركون معه في هذه الثروة ويبدون بمتطلباتهم، وكانوا يشاركون في كل الأحداث السياسية بكل عزيمة وقوة ووحدة وطنية، وهذه الفترة كانت خصبة بالوحدة الوطنية، وبانتشار التسامح والمودة بين المواطنين، حتى بدأت جماعة الإخوان المسلمين بقياد/ حسن ألبنا بطلب الديني في مصر، ولقد تصدى له الوفد دائمًا ولم ينفذ له مطلبه، وهذا الأمر جعل المجتمع الديمقراطي ينتصر إلى أن قامت ثورة 23 في سنة 1952.
وفي السبعينات كانت هذه الفترة من أكثر الفترات التي عاشت انتكاسات طائفية، وذلك بعد أن ظهر التيار الديني المتشدد، والذي كان من أهم أهدافه هو القضاء على الوحدة الوطنية في مصر، وقد عرف هذا التيار الديني باسم (جماعة الإخوان المسلمين) ولم يقتصر هدفها على هذا فقط بل أنها كانت تهدف إلى ضرب الاقتصاد في الوطن، والقضاء على السياحة تمامًا، والعمل على زيادة البطالة، وهذا الأمر جعلهم يقومون بتجنيد الكثير من الشباب في العمليات الإرهابية، وكانوا يطلبون منهم قتل رجال الشرطة، وقتل الأبرياء وذلك تحت مسمى الإسلام، وكانوا يرغبون للصول إلى الحكم، وقلب نظام الحكم، ومن أشهر الحوادث التي حدثت في هذه الفترة ما عرفت باسم (الزاوية الحمرة) حيث تمكنوا من نشر الفتنة بين المسلمين والأقباط وراح في هذه الحادث الكثير من الدماء المسلمة والقبطية، وبعد هذا قال الرئيس السادات خطبة شهيرة حيث قال بها: “غسيل في بلكونة مواطن نقطت مايه على غسيل مواطن “وتبع هذا الأمر الكثير من الخلافات وتسربت الكثير من دماء مسلمين ومسيحيين.
وإلى الآن وما زال يتم محاربة كل من يعملون على تفكيك الوحدة الوطنية وعلى نشر الفتنة بين المواطنين، وذلك لأن مصر كانت ومازلت وستبقا دائمًا شامخة، وتعم بها وحدة وطنية بين المواطنين.
الخاتمه
نتمني ان ينال موقعنا لحظات علي اعجابكم وان تعودو الينا مره ثانيه للاطلاع علي باقي المقالات في المواضيع المختلفه