بحث عن نجيب محفوظ

الكاتب الكبير نجيب محفوظ من اهم الادباء العالميين ، الذين ذاع صيتهم في مجال الادب العالمي، والكثير من كتب للكاتب العالمي نجيب محفوظ خالدة حتى وقتنا هذا .

اعمال الكاتب العالمي نجيب محفوظ اتسمت اعماله الروائية بعرض الرؤى الفلسفية للصراع بين القوى المضادة ، نظرا لدراستة للفلسفة فنجد انها اثرت على كتاباته الروائية التي استمت بالعمق الفني والادبي .

نجيب محفوظ اسمه بالكامل : نجيب محفوظ عبد العزيز ابراهيم احمد باشا ، هو من الحادي عشر من ديسمبر عام 1911 ، ولد بحي الجمالية ، بمحافظة القاهرة ، وكانت ولادة نجيب محفوظ ولادة متعثرة ، نجيب هو اصغر اخوته وكان يشعر دائما بالوحدة نتيجة فرق السن بينه وبين اخوته ، لهذا تعلق نجيب محفوظ بأمه كثيرا ، وخاصة لغياب ابوه خارج المنزل لفترة طويلة للعمل وقال عن امه : “سيدة أمية لا تقرأ ولا تكتب، ومع ذلك كانت مخزنا للثقافة الشعبية، وكانت تعشق سيدنا الحسين وتزوره باستمرار، والغريب أن والدتي أيضا كانت دائمة التردد على المتحف المصري، وتحب قضاء أغلب الوقت في حجرة المومياوات، ثم إنها كانت بنفس الحماس تذهب لزيارة الآثار القبطية خاصة دير “مار جرجس” وكنت عندما أسألها عن حبها للحسين و”مار جرجس” في نفس الوقت تقول “كلهم بركة” وتعتبرهم “سلسلة واحدة” والحقيقة أنني تأثرت بهذا التسامح الجميل لأن الشعب المصري لم يعرف التعصب، وهذه هي روح الإسلام الحقيقية”. تأثر بثورة عام 1919 وكان وقتها يبلغ من العمر سبع سنوات ، حيث ظهر ذلك جليا في كتاباته ،

دراسته : درس الفلسفة بجامعة القاهرة عام 1934 وقام بتحضير رسالة الماجيستر، ثم بعدها عمل سكرتير بوزارة الاوقاف ، ثم مدير لمؤسسة القرض الحسن، ثم مدير مكتب وزير الارشاد ، ثم مدير للرقابة على المصنفات الفنية، ثم مدير لمؤسسة دعم السنيما، ثم مستشار للسنيما والاذاعة والتليفزيون، واخيرا رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للسنيما ، ثم في النهاية عمل كاتب بمؤسسة الاهرام .

كان الكاتب العالمي نجيب محفوظ شديد الولع بالقراءة ، وكان هذا سبب في تنمية موهبة الكتابة ، وحبه للادب ، وكان يحب القراءة ل :” توفيق الحكيم، عباس العقاد، لسلامه موسى” ، وقد قرأ في الادب الاغريقي كثيرا ، تخرج نجيب محفوظ من الكلية في عام 1934 بعده رشح لبعثة في فرنسا لدراسة الفلسفة، ولكنه لم يسافر بسبب اسمه القبطي .

في هذا الوقت قرر ان يتفرغ للادب، وبعد ذلك بدأ يكتب المقالات وكان وقتها لم يبلغ عامه العشرون، قام بنشر مجموعة قصصية سماها (ثمن الضعف) ونشرها وقتها بمجلة اسبوعية ، بعدها بدأ بإعادة التاريخ الفرعوني القديم بشكل روائي مختلف .

عندما بلغ نجيب محفوظ الثلاثون من عمره في منتصف الاربعينات من القرن ، بدأ بكتابة الروايات والقصص القصيرة ، ونشر اعمالة بمجلة رسالة ، ثم نشر بعد ذلك في مجلة الاهرام ، وظل نجيب محفوظ غير معروف او مشهور ككاتب روايات وقصص قصيرة حتى نهاية الخمسينات اي مر خمسة عشرة عام على بداية الكتابة الروائية.

اول رواية ادبية نشرها محفوظ في عام 1939 بعنوان “عبث الاقدار” ، ونشر بعدها “كفاح طيبة ” ، ثم “رادوبيس”، حتي انتهى من الثلاثية التاريخية في زمن الفراعنة ، في عام 1945 نشر وراية “القاهرة الجديدة” ، ثم خان الخليلي و زقاق المدق ، انتقل بعدها محفوظ للواقعية من خلال روايته “السراب” ، بعدها رجع للواقعية الاجتماعية برواية “بداية ونهاية “، اتجه ايضا للفانتازيا التي ظهرت في رواية “الحرافيش”و “الف ليلة وليلة ”

قدم الاديب العالمي العديد من الروايات والقصص القصيرة ، والتي لاقت صدي عالمي ومن هذه الروايات والاعمال :

اولاد حارتنا (وهي من اهم الاعمال والتي اثارت الجدل) .
ثلاثية القاهرة ( بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) .
اللص والكلاب.
صباح الورد.
الشحاذ.
الطريق .
السراب.
بداية ونهاية .
السمان والخريف.
ثرثرة فوق النيل .
همس الجنون.
الكرنك.
دنيا الله.
ميرامار.
الحرافيش.
حكايات حارتنا.
الشيطان يعظ.
الحب تحت المطر.
ان الخليلي.
روابيس.
أصداء السيرة الذاتية.
عبث الأقدار.
خمار القط الاسود .
المرايا .

هذا وهناك العديد من الاعمال التي قدمها الاديب العالمي ، وتحولت بعدها الي افلام ومسلسلات كثيرة ، وقد نالت العديد من رواياته العديد من الجوائز .

الاديب العالمي نجيب محفوظ اول اديب عربي حصل على جائزة نوبل ، ولغته الام تكون اللغة العربية ، وقد جاء ذلك في بيان صادر من امين الاكاديمية السويدية ، معلنا عام 1988 منح الاكاديمية، جائزة نوبل للاداب للاديب المصري نجيب محفوظ ، وجاء نصها كالاتي :

“”بموجب قرار الأكاديمية السويدية هذا العام منحت جائزة نوبل للآداب لأول مرة إلى مواطن مصري. نجيب محفوظ المولود في القاهرة، هو أيضاً أول فائز لغته الأدبية الأم هي العربية”.

جزء من كلمته عند استلام جائزة نوبل :

“سيداتى، سادتى
فى البدء أشكر الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل التابعة لها على التفاتها الكريم الاجتهادى المثابر الطويل وأرجو أن تتقبلوا بسعة صدر حديثى إليكم بلغة غير معروفة لدى الكثيرين منكم، ولكنها هى الفائز الحقيقى بالجائزة، فمن الواجب أن تسبح أنغامها فى واحتكم الحضارية لأول مرة. وإنى كبير الأمل ألا تكون المرة الأخيرة، وأن يسعد الأدباء من قومى بالجلوس بكل جدارة بين أدبائكم العالميين ا لذين نشروا أريج البهجة والحكمة فى دنيانا المليئة بالشجن .

قدر لى يا سادة أن أولد فى حضن الحضارتين الفرعونية والاسلامية. وأن أرضع لبانهما واتغذى على أدابهما وفنونهما. ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم الثرية الفاتنة. ومن وحى ذلك كله بالإضافة إلى شجونى الخاصة ـ ندت عنى كلمات. أسعدها الحظ باستحقاق تقدير أكاديميتكم الموقرة فتوجت اجتهادى بجائزة نوبل الكبرى. فالشكر أقدمه لها باسمى وباسم البناة العظام الراحلين من مؤسسى الحضارتين

سادتى..
لعلكم تتساءلون: هذا الرجل القادم من العالم الثالث كيف وجــد من فـراغ البال ما أتاح له أن يكتب القصص؟؟ وهو تساؤل فى محله.. فأنا قادم من عالم ينوء تحت أثقال الديون حتى ليهدده سدادها بالمجاعة أو ما يقاربها.
سادتى..
رغم كل ما يجرى حولنا فإننى ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية. لا أقول مع الفيلسوف كانت إن الخير سينتصر فى العالم الآخر. فإنه يحرز نصرا كل يوم. بل لعل الشر أضعف مما نتصور بكثير. وأمامنا الدليل الذى لا يجحد.وقد صدق شاعرنا أبو العلاء عندما قال : إن حزنا ساعة الموت أضعاف سرور ساعة الميلاد

حاول شابان اغتيال الروائي نجيب محفوظ عام 1955 ، وتم طعنه في رقبته ، لاتهامه بالكفر والالحاد ، نظرا لرواية اولاد حارتنا التي يكتبها تشير للالحاد والكفر من وجه نظرهم .

توفى نجيب محفوظ في عام 2006 بالمستشفى نتيجه معاناته من بعض المشكلات الصحية نتيجة الشيخوخة ، توفى على اثرها الاديب والمفكر الكبير نجيب محفوظ .

وفي نهاية هذا الموضوع نرجوا ان نكون قد وفقنا في سرد هذا الموضوع الهام جداا ، ونتمني ان نكون قد وفينا الاديب العالمي حقه ، وفقكم الله وسدد خطاكم .