السلام عليكم ورحمه الله وبركاته …نرحب بكم في موقعنا ونتمني ان ينال اعجابكم … ونقدم لكم اليوم مقال عن بحيره عسل ونتمني ان يعجبكم المقال والموقع الخاص بنا ( لحظات ) وان تعودو اليه دائما .
بحيرة عسل المالحة في جيبوتي
تنخفض بحيرة عسل، الواقعة في مثلث عفر بجيبوتي، عن سطح البحر بحوالى 155 متراً، وهي أدنى نقطة على الأرض في أفريقيا، وثالث أدنى نقطة على مستوى العالم، بعد بحيرة طبريا والبحر الميت. ولم يحدث أي تدفّق من المياه لتجديد البحيرة أو تخفيف ملوحتها سواء من البحر أو النهر.
وبسبب درجات الحرارة العالية، وارتفاع معدل التبخُّر؛ فإن مستوى ملوحة البحيرة يبلغ عشرة أضعاف ملوحة البحر، مما يجعلها أكثر البحيرات ملوحة على مستوى العالم، بعد بحيرة دون جوان في القارة القطبيّة الجنوبيّة. هذه البيئة شديدة الملوحة، جعلت البحيرة لا تصلح أن تكون مكاناً لنوعٍ معيّن من الكائنات البحريّة.
تقع البحيرة في فوهة بركان، على الطرف الغربي من خليج تاجورا، وتتماس مع إقليم دخيل في الجزء العلوي من الوادي المتصدع الكبير على بعد نحو 120 كم غربي مدينة جيبوتي، ومساحة سطح البحيرة حوالى 54 كلم مربع، بينما منطقة تجمعات المياه التابعة لها تصل إلى 900 كلم مربع.
تمتلكُ البحيرة أكبر احتياطي للملح في العالم، إذ تُعدُّ كنزاً كبيراً وثروة قوميّة لجيبوتي، وقد تمّ إعلانها منطقة محمية بموجب قانون البيئة الوطني. ومع ذلك لم يضبط القانون حدودَ البحيرة تماماً، مما يسمح باستغلالها بصورة غير منضبطة وبوسائل تجريف تهدد تلك الثروة. ويجري العمل حالياً على إدراج البحيرة من جانب اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي.
تأخذُ البحيرة شكلاً بيضاوياً بطول 19 كم وعرض 6,5 كم، وتتألّف من قسمين منفصلين أحدهما هو السطح المتبلر، وهو حوالى 26 كلم مربع، والآخر هو منطقة السائل عالي الملوحة، على مساحة حوالى 54 كلم2. وتمتدُّ منطقة السطح المتبلر إلى عمق 60 متراً. ويُقدَّر حجم الملح الموجود بحوالى 300 مليون طن. وقد انخفض مستوى سطح البحيرة حالياً بحوالى 50 قدماً مقارنة بالمستوى القديم لضفافها.
كان استخراج الملح قديماً يتم عن طريق القبائل البدوية في عفر، ثم ينقل على ظهور الجمال عبر طرق التجارة والقوافل المتّجهة إلى أثيوبيا، إذ ارتبطت تجارة الملح بالمقايضة مع ما تنتجه منطقة الحبشة من الذرة والفحم والقهوة والعاج والمسك وغيرها من السلع، إضافة إلى تجارة العبيد.
وقتها كان الملح مصدر ثروة كبيرة للقبائل المحلية المستوطنة حول البحيرة، كما كان مصدراً لصراعات دموية للحفاظ على حقوق ملكيته، أو ضد محاولات التعدي عليه من قبل الغزاة الطامحين للثروة. في العقدين الأخيرين، تمّ تفعيل عمليّات التعدين الصناعي، وتطوير الطرق التي تربط البحيرة بخليج تاجورا، إذ إنّ الطريق التقليدية وعرة وغير مُعبّدة.
يتكوَّن الغطاء النباتي في البحيرة من بعض الشجيرات الشائكة المتناثرة، وبعض الشجيرات الخضراء قرب ضفتها اليمنى، فيما توجد شجرةُ نخيل وحيدة على جانب الطريق. ومياه البحيرة غنية بالمعادن، ولكن لا توجد بها أي حياة سوى بعض البكتريا المتوافرة.
ولكن تشهد المنطقة المحيطة بالبحيرة وجود بعض الأنواع البرية من الظباء الصغيرة الحجم والجمال والطيور والسحالي والحشرات. بينما لا يوجد أي أنواع من الحيوانات التي تعتاد الحياة بقرب الكتل المائية.
بحيرة عسل الجيبوتية: هندسة الملح والبراكين
مؤكد أن الإبداع الجمالي الإلهي الطبيعي الذي تحويه القارة السمراء يفوق بكثير، ما يوجد في باقي بلدان العالم رغم النقص الكبير في العناية بهذه الكنوز الطبيعية الإفريقية، “بحيرة عسل” في جيبوتي أحد أهم الأماكن التي تضم تنوعاً عجيباً جعلها قبلة سياحية بامتياز.
بحيرة عسل الجيبوتية، ورغم أن اسمها لا ينساق مع مضمونها ومكوناتها إلا أن الغارق في جماليتها يستطيع تذوق ذلك العسل الخفي، فحسب بعض الدراسات الجيولوجية البحثية في تاريخ هذه البحيرة الجيبوتية الضخمة وبتجميع ما توفر من معلومات متناثرة عبر المواقع والمنتديات الالكترونية التي تحكي عن هذه البحيرة، فإنها تقع على فوهة بركان خامد يسمى “أردو كوبا” والذي كان آخر نشاط له العام 1978، وهو ما تؤكده آثار الحمم البركانية البادية بوضوح، والتي ترسم خطوطاً سوداء بأشكال هندسية جميلة غاية الروعة.
الأسود ليس وحده اللون الموجود هناك، بل إن الأبيض الذي يصنعه الملح المترسب، على جنبات البحيرة المالحة بشكل كبير، والتي تبلغ نسبة الملح فيها حوالي 350 غراماً في الليتر الواحد، أي بعشرة أضعاف ملوحة البحار والمحيطات، وهو ما يجعل أيضاً البحيرة قريبة الشبه بالبحر الميت المتواجد بين فلسطين والأردن، وهي كذلك شبيهة به في ميزة السباحة، إذ يكفي للسابح أن يلقي بجسمه داخل مياهها دون أن يخاف من الغرق، بسبب كثافة وثقل المياه حسب قانون الطفو في المياه الأكثر ملوحة.
يقال بأن الحاجة أم الاختراع، وهنا ببحيرة العسل، “الفائض هو أب الاختراع” إن صح التعبير، فأطنان الملح المتراكمة هناك والمتشكلة تلقائياً دون عناء، كانت محفزاً على الابداع لساكنة المنطقة لابتكار منتوجات باتت تصدر لكافة بقاع العالم، حيث توضع رؤوس الأغنام في جيبوتي هناك حتى تتكون حولها طبقات من الملح قبل أن تتخذ شكلاً فنياً رائعاً، كما تزدهر أيضا تجارة كريات الملح التي تستخدم في الاطباق العالمية بعد تنقيتها وإضافة النكهات لها.
ما يجعل أمر الاستمتاع بجمالية بحيرة عسل صعباً بعض الشيء هو ارتفاع حرارة المكان التي قد تصل في بعض الأحايين خلال فصل الصيف لأكثر من 50 درجة مئوية، مع الرياح الشرقية الحارة، ولعل هذين السببين أحد العوامل الأساسية التي أدت لجفاف منطقة مهمة من البحيرة تمتد على مساحة 7 كيلومترات لتصبح تشكيلات بديعة وطبقات ملحية وجبسية بيضاء قد يتخيل للناظر لها بأنها طبقات جليدية، وهي التي كانت كما يقال تربط بحيرة عسل ببحيرة أخرى قريبة منها تدعى “قبة الخراب” الواقعة على “خليج تجورة”، قبة الخراب هذه التي أخذت اسمها هذا بسبب أسطورة كانت تقول بأنها مسكن الجن قديماً.
ليست بحيرة عسل هي الوحيدة في منطقتها بل إنها واحدة من مجموعة بحيرات مالحة هناك، إلا أن خصائصها الجيولوجية التي بوّأتها الرتبة الأولى إفريقيا والثالثة عالميا كانت السبب وراء إثارتها للانتباه، بتموقعها في قلب دولة جيبوتي، وبعدها عن العاصمة جيبوتي بحوالي 120 كلم، ومساحتها الممتدة على حوالي 54 كلم²، بعمق مياهها الذي يصل لـ 7.40 متراً، وأيضا نزول مستواها عن مستوى سطح البحر بـ 155 متراً.
صور عن بحيره عسل