سوف نتحدث في هذة المقال عن مناسك الحج والعمرة بصورة مبسطة مع بيان فضل الحج والعمرة وسوف نتحدث ايضا عن كيفية الحج والعمرة ومعرفة أحكامة بالتفصيل .
شرح مناسك الحج
حجُّ التَّمتُّع: وهو أن يُحرِم الحاجُّ للعمرة وحدها في أشهر الحجِّ، فإذا وصل مكَّة المكرَّمة، طاف بالبيت الحرام وسعى بين الصَّفا والمروة، وتحلَّل من إحرامه، ثمَّ عاد ليجدِّد إحرامه للحجِّ في اليوم الثَّامن من شهر ذي الحجَّة من مكانه. حجُّ القِران: وهو أن يُحرِم بالعمرة والحجِّ معاً وبقرن بينهما.
حجُّ الإفراد: وهو الإحرام بالحجِّ وحده. في اليوم الثَّامن من شهر ذي الحجَّة وهو اليوم المعروف بيوم التَّروية، يجدِّد من كان من الحجَّاج متمتِعاً أو من كان من أهل مكَّة إحرامهم ويخرجون جميعاً إلى مِنى للمبيت فيها، ويؤدون فيها صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر اليوم التَّاسع، فإذا أدَّوا صلاة الفجر في اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة أي يوم عرفة، انتقل الحُجَّاج إلى جبل عرفة؛ استعداداً للوقوف به.
ويسنُّ أَلَّا يقف بعرفة إلا بعد زوال الشَّمس -أي دخول وقت الظُّهر- وأداء صلاتي الظُّهر والعصر قصراً وجمع تقديمٍ، ثمَّ يقف بعرفةً منشغلاً بالدُّعاء والذِّكر ومناجاة الله -عزَّ وجلَّ- حتى غروب شمس هذا اليوم، فإذا غربت الشَّمس بدأ الحُجَّاج بالنفير إلى مزدلفة، ويصلون فيها المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ، ويبيتون فيها ويصلُّون فجر اليوم العاشر فيها كذلك.
والمبيت بمزدلفة واجبٌ عند جمهور الفقهاء، ويستحبُّ للحجَّاج التقاط الجمرات وجمعها من مزدلفة؛ استعداداً لرميها في اليوم العاشر من ذي الحجَّة.
وفي اليوم العاشر من ذي الحجَّة، وهو اليوم المعروف بيوم النَّحر، وفيه أكثر أعمال الحجِّ، يقوم الحُجَّاج بالذَّهاب إلى مِنى، ورمي جمرة العقبة أو الجمرة الكُبرى، فيرمون في هذه الجمرة بسبع حصيات، يكبِّرون عند رمي كلِّ حصاة، ويقطعون التَّلبية عند البدء برمي الجمرات، ثمَّ يقومون بذبح الهدي، وذبحه واجبٌ في حقِّ المتمتِّع والقارن وسنَّةٌ في حقِّ الحاجِّ المُفرِد، ويتحلَّل الحُجَّاج بعدها التَّحلُّل الأول أو الأصغر، فيحلقون ويقصِّرون، ويحلُّ لهم بذلك ما كان محظوراً عليهم سابقاً باستثناء الوطئ والجماع، ويتوجهون بعد ذلك إلى مكَّة لأداء طواف الإفاضة ويسمَّى كذلك طواف الزِّيارة، ويسعى بين الصَّفا والمروة من لم يسعَ منهم عند أول قدومه لمكة، ويتحلَّلون بعدها التَّحلُّل الثَّاني أو التَّحلُّل الأكبر الذي يبيح لهم كلَّ ما كان محظوراً عليهم.
وفي اليومين الحادي عشر والثَّاني عشر من ذي الحجَّة أو ما يعرف بثاني وثالث أيام النَّحر، أو أول وثاني أيام التَّشريق، يقوم الحجَّاج في هذين اليومين بالمكوث في مِنى، ويعتبر المبيت فيها في هذين اليومين واجباً عند جمهور الفقهاء، فيقومون برمي ثلاث جمراتٍ في كلِّ يومٍ من هذين اليومين، وهي: الجمرة الأولى أو الصُّغرى، والجمرة الثَّانية أو الوسطى، والجمرة الثَّالثة التي تعرف بالجمرة الكبرى أو جمرة العقبة، يرمي في كلِّ واحدةٍ من هذه الجمرات بسبع حصياتٍ، ويكرِّر ذلك ويرمي بذات الجمرات الثَّلاثة في اليوم الثالث عشر من ذي الحجَّة ثالث أيام التَّشريق من لم يكن من الحجَّاج متعجِّلاً،
فمن تعجَّل وخرج من منى بعد رمي جمرات اليوم الثاني من أيام التَّشريق فلا إثم ولا حرج عليه، بدليل قول الله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
وبعد ذلك يتبقَّى على الحُجَّاج العودة إلى مكَّة لأداء طواف الوداع؛ حتى يكون آخر عهده من الحجِّ بيتُ الله الحرام.
تعريف الحج وحكمة
الحجُّ في اللغة من الجذر اللغوي حجج، وهو بمعنى القصد؛ فيحجُّ الشَّيء يقصده، وحججت فلاناً؛ أي قصدته واعتمدته، وقيل الحجُّ القصد لأمرٍ أو شيءٍ مُعَظَّمٍ، ويأتي الحجُّ في اللغة كذلك بمعانٍ أخرى، منها القدوم، فيقال: حجَّ علينا فلانٌ أي قَدِمَ إلينا،
[١] أمَّا بالنِّسبة لمعنى الحجِّ في الاصطلاح الشَّرعي، فيراد به: قصد بيت الله الحرام والمشاعر المُقدَّسة في أشهرٍ وأيامٍ معلوماتٍ؛ للقيام بمناسك وأعمالٍ مخصوصةٍ، وفق شروطٍ وهيئاتٍ مخصوصةٍ كذلك، وهذه الأعمال المخصوصة وفق جماهير الفقهاء هي: الوقوف بعرفة، والطَّواف بالكعبة المشرَّفة، والسَّعي بين الصفا والمروة،
وقد جاء في قول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).
والحجُّ رُكنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض عينٍ على كلِّ مسلمٍ مُكلَّفٍ قادرٍ عليه ومستطيعٍ إليه سبيلاً، والأمَّة مجمعةٌ على فرضيته، وهو من المعلوم من الدِّين بالضرورة؛ أي يُكفّر كلُّ من ينكر كونه فرضاً أو يجحده
يقول الله تبارك وتعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
ما هي مناسك الحج
تنقسم مَناسك الحج إلى:
أركان، وواجبات، وَسُنن.
وَمن أركان الحج:
الوقوف بعرفة
وطواف الإفاضة
والإحرام
والسعي بين الصفا والمروة.
وَمن الواجِبات :
الوقوف بمُزدلفة
والمبيت بمنى
وطواف الوداع
ورمي الجمرات.
وَمن السُنن :
طواف القدوم
والتّوجه إلى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة.
من فضائل الحج
1- فهو من أفضل الأعمال والقربات عند الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”. قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”. قيل: “ثم ماذا؟” قال: “حج مبرور”. {البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد}.
2- والحج يعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: “لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور”. {البخاري كتاب الحج حديث رقم 1423}.
وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: “لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور”. فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية للنسائي: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد. قال: “لا، ولَكُنَّ أحسنُ الجهاد وأجملُه حج البيت، حجٌ مبرور”.
3- والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
4- والحج المبرور سبب لغفران الذنوب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه”. {البخاري 1424}.
وعند مسلم: “من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه”. {ح 2404}.
وعند الترمذي: “من حج فلم يرفث ولم يفسق غُفر له ما تقدم من ذنبه”. {ح 739}.
لكل ما هو مفيد وجديد ومتنوع زورو موقع لحظات .