لا يوجد ملعب في العالم تجاوز فيه عدد الحضور الجماهير 150 ألف متفرج سوى الماراكانا، وتكرر هذا الحدث العالمي من الحضور الجماهيري أكثر من 26 مرة، وزاد عدد التواجد الجاهيري عن 100 ألف مشجع في ما يقارب 300 مرة.
يقع فى حي ماراكانا بالمنطقة الشمالية لمدينة دي جانيرو، ويمتد على مساحة مائتي ألف متر مربع، وهو عبارة عن مجمع للرياضة، وانطلقت أشغال بناء ملعب ماراكانا في 2 أغسطس 1948 وافتتح يوم 16 يونيو 1950، وهو ملعب مفتوح على الهواء، تبلغ طاقته الاستيعابية 78 ألفا و838 مقعدا، وذلك بعد تقليصها بطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في وقت بلغ عدد المتفرجين به خلال المباراة النهائية لكأس العالم عام 1950 نحو 199 ألفا و854 شخصا.
استخدم منذ افتتاحه في مباريات كرة القدم بين الأندية البرازيلية الكبرى في ريو دي جانيرو، وكفلامنغو، وفلومينسي، وفاسكو دي غاما، وبوتافوغو، إضافة إلى احتضانه عددا من الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية الكبرى.
تمت إعادة بناء ملعب ماراكانا جزئيا ابتداء من عام 2010 بميزانية بلغت خمسمئة مليون دولار، ليستضيف لاحقا كأس القارات عام 2013 وكأس العالم 2014، والإعداد للألعاب الأولمبية الصيفية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة عام 2016.
وتحول الملعب إلى تحفة فنية بعد انتهاء الإصلاحات، وأصبح مرتبطا بأحدث وسائل النقل وتوسيع حظيرة وقوف السيارات، حيث شمل التجديد إزالة المدرج الأسفل بالكامل وبناء مدرج جديد يوفر رؤية أفضل، وزيادة سعة الممرات، واستبدال المقاعد، إضافة إلى تركيب غطاء جديد مجهز لتجميع مياه الأمطار لكي يعاد استخدامها.
يحمل ملعب ماراكانا رسميا اسم ماريو فيليو تكريما له كصحفي ساهم بمقالاته في نهاية أربعينيات القرن الماضي بدعم بناء الملعب، لكن اسم ماراكانا المعروف به يعني “الطائر الأخضر”، وهو مشتق من شعبية نهر ماراكانا الذي يعبر مدينة ريو دي جانيرو.
تم تصنيف واجهة الملعب عام 1998 في قائمة معهد التراث التاريخي والفني الوطني باعتباره معلما وطنيا، مما يعني أنه لا يمكن هدمه.
لعب منتخب البرازيل مبارياته في كأس العالم عام 1950 على الملعب، باستثناء مباراته مع سويسرا التي انتهت بالتعادل اثنين مقابل اثنين، وشهد خسارة البرازيل في المباراة النهائية للبطولة أمام أوروغواي بهدفين لواحد بحضور 174 ألف متفرج.
كما شهد خلال بطولة العالم لكرة القدم 2014 تلقي البرازيل هزيمة تاريخية في نصف نهائي الدورة أمام ألمانيا بنتيجة 7 مقابل 1.
وجرت على أرضيته سبع مباريات في البطولة إضافة إلى المباراة النهائية التي توجت بها ألمانيا، على حساب الأرجنتين بهدف لصفر ليصبح بذلك الملعب الثاني الذي استضاف نهائي كأس العالم مرتين بعد ملعب “أزتيكا” في المكسيك الذي استضاف نهائيات كأس العالم عام 1970 و1986.
احتضن عدة فعاليات للألعاب الأميركية في يونيو 2007، كما استضاف الملعب عام 1989 بطولة “كوبا أميركا” التي فازت بها البرازيل، ولعبت فيه أيضا عام 2000 المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للأندية والتي فاز في مباراتها النهائية نادي كورينثيانز البرازيلي أمام فاسكو دي غاما بركلات الترجيح.
نظمت في الملعب عامي 1988 و1990 حفلتين موسيقيتين على التوالي للمغنية الأميركية تينا تيرنر والمغني الإنجليزي بول مكارتني اجتذبت كل واحدة أكثر من 180 ألف متفرج، مما جعلها تدخل غينيس للأرقام القياسية.
وشهد ملعب ماراكانا في 19 يوليو 1992 انهيار مدرجه العلوي، نتج عنه وفاة ثلاثة وإصابة خمسين متفرجا، مما دفع إلى العمل على تقليص حجم الطاقة الاستيعابية للملعب وتجهيزه بالمقاعد.
أطلق اللاعب البرازيلي السابق زيكو في سبتمبر 2015 حملته للترشح إلى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم لخلافة جوزيف بلاتر في ملعب ماراكانا قائلا “لا يوجد مكان محبب لدي أكثر من هذا المكان لتقديم حملتي”.