قالت الدكتورة حنان بلخى المدير الإقليمى لشرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفى اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل، لا يحصل على العلاجِ الوقائي في إقليم شرق المتوسط في الوقت الحالي سوى 5% من المخالطين لمرضى السل المؤهلين للحصول عليه.
وأضافت، إن الدرن لا يزال يشكل تحديا ملحا لجميعِ أقاليم منظمة الصحة العالمية، وهو أحد أكثرِ الأمراضِ المُعدِية فتكا بالبشرِ في العالم.
وأضافت، إنه في سبتمبر 2023، عقدت الجمعيةُ العامةُ للأمم المتحدة اجتماعها الثاني الرفيع المستوى بشأنِ السل، والذي جددت فيه الدول الأعضاء التزاماتها بالنهوض بالجهود العالمية والإقليمية والوطنية، الرامية إلى القضاء على وباءِ السل، من خلال اعتماد إعلان سياسي بشأنِ السل، ينطوي على أهداف طموحة للسنوات الـ 5 المقبلة.
وأوضحت، إنه بالرغم من التحديات الناجمة عن طارئة كورونا، فقد تعافت بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وأراضيه تعافيا تاما من تداعيات الجائحة على جهود الوقاية من السل ورعاية المصابين به.
ويبلغ عدد الأشخاص الذين أبلغ بإصابتهم بالسل في الإقليمِ 579 ألف حالة، ويتجاوز ذلك مستوى الإصابات في عام 2019 وفي الوقتِ ذاته، تعد معدلات نجاح العلاج في الإقليمِ من بين أعلى المعدلاتِ في أقاليم المنظمة الستة قاطبة، ويمكننا الآن الوصول إلى المزيدِ من المصابين بالسل، وعلاج معظمهم، وقد أدى الدعم الذي قدمته المنظمةُ إلى دولها الأعضاءِ إلى تحسين جودة الخدمات والعلاج، وتعزيزِ نوعية حياةِ المتضررين من المرضِ، غير أن إقليمنا لا يزال بطيئا بصورة خاصة في مجال واحد مهم، ألا وهو العلاج الوقائي من السل، إذ لا يحصل على العلاجِ الوقائي في الوقتِ الحالي سوى 5% من المخالطين لمرضى السل المؤهلين للحصول عليه، و8 % من المتعايشين مع فيروسِ العوز المناعى البشري في الإقليم.
ويدعو أداء الإقليمِ في هذا المجال إلى القلق، فانخفاض مستوياتِ إتاحة العلاجِ الوقائي يعرض كثيرًا من الناسِ لخطر الإصابة بمرضِ السل بلا داعٍ. وتتعهد خطةُ العملِ الإقليميةُ لمكافحة السل بزيادةِ التغطية بالعلاجِ الوقائى من السل إلى مليوني شخصٍ على الأقل سنويًّا بحلولِ عامِ 2030 ، أي 60% مِنَ الذين يحتاجون إليه، مضيفة، إن هذا هدف طموح، لكن يمكن إدراكه، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بمبادرتي الرائدة بشأنِ تحسين إتاحة الأدوية الميسورةِ التكلفة، وضمان إنصافِ سلاسلِ الإمدادِ.
وقالت، إنه في هذا الصددِ، أود أن أدعو إلى زيادة الاستثمارات من أجل القضاء على السل، وأحث الحكوماتِ على الالتزام بالتبني الجاد لمكافحة هذا المرضِ، ويمكن لمقدمي الخدمات الصحية زيادة وعيِ عامة الناس وتثقيفهم بشأن أهمية العلاجِ الوقائي من السل.
ويمكن كذلك للمنظماتِ المجتمعية أن تحشد أفرادَ المجتمعِ للمشاركةِ في تخطيطِ برامجِ الوقايةِ من السل وتنفيذِها، وستواصل المنظمةُ، بالتعاون مع المنظماتِ الشريكة، دعم الحكوماتِ في تنفيذ استراتيجيات فعالة للقضاءِ على السل وتشمل هذه الجهود أيضًا القطاع الخاص والمُصنِّعين، الذين يمكِنُهم تخصيص مزيدٍ من المواردِ، لتيسيرِ الوصولِ المنصف والمستدام إلى علاجِ السل لجميعِ المحتاجين إليه في كل مكان، دون إغفال لأحد.