سأتحدث اليكم عن ابو فراس الحمداني ولد في الموصل ونشأ يتيما لأن ناصر الدولة صاحب الموصل، وهو أخ سيف الدولة كان قتل سعيدا والد أبي فراس، فكفله علي (سيف الدولة) الذي كان زوج أخته.
رأى سيف الدولة في أبي فراس دلائل النجابة والفروسية فجعله صاحب منبج، وأوكل إليه أمر الثغور في نواحيها لصد الروم أو هجمات الأعراب، فأبدى شجاعة فائقة وإقداما عظيما.
وفي سنة 348 أسرت الروم أبا فراس، ففداه سيف الدولة سنة 355. ويقال إنه أسر مرتين إحداهما سنة 348 والثانية سنة 351، وفي الثانية ذهبوا به إلى القسطنطينية فأقام ينتظر فداء سيف الدولة له بمال وفير أو مبادلة بأسير عظيم فطال ذلك حتى سنة 355. وبعد فداء أبي فراس ولاه سيف الدولة “حمص”، ولم يلبث أن توفي الأمير سنة 356 وتولى ابنه أبو المعالي تحت وصاية الوزير قرغويه، لمزيد من المعلومات عن ابو فراس الحمداني زورو موقعنا موقع لحظات
حياه ونشأته
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبوفراس الحمداني، هوشاعر وأمير، وفارس، وابن عم سيف الدولة، له العديد من الوقائع التي قاتل فيها مع سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبّه كثيراً ويأخذه في غزواته ويقدّمه على سائر القوم، وكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام، جُرِح في معركة مع الروم، فأُسِر وبقي في القسطنطينية، ثم فداه سيف الدولة بأموال كثيرة. مات قتيلاً في صدد وهي مدينة (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة، وله العديد من القصائد وأهمها تلك التي كتبت فترة أسره وسمّيت بـــ (الروميات
شارك أبو فراس الحمداني في الكثير من الحروب وهو في ريعان شبابه ولكن في إحدى الحروب تم أسره في مكان يسمى بمغادرة الكحل ولكن لم يستمر طويلاً في الأسر، كثرت الأقاويل حول ذلك الأسر فهناك روايات تقول أن ابن عمه سيف الدولة الحمداني افتداه والروايات الأخرى تقول أن أبي فراس الحمداني أستطاع الهروب.
ولكن من هنا يمكننا القول بأن الحمدانيين يتميزون بالشجاعة والإقدام وأثناء وقوع أبو فراس في الأسر الذي أستمر ثلاث سنوات كان يشكو من وحدته ونسيان ابن عمه له بعض الأوقات حتى ماتت والدته من شدة حزنها على ولدها الوح
وفاه ابو فراس الحمداني
توفي أبو فراس الحمداني عام 968 مقتولاً في معركة ضد جيش أبو المعالي والذي كان بقيادة قرغويه.
خواطر واقول ابو فراس
زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ وأنتَ عليَّ والأيامُ إلبُ وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَ سَهْلٌ، وعيشي وحدهُ بفناكَ صعبُ وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّ خَطْبٍ، معَ الخطبِ الملمِّ عليَّ خطبُ إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ وكمْ ذا الإعتذارُ وليسَ ذنبُ؟ فلا بالشامِ لذَّ بفيَّ شربٌ وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّ قَلْبُ فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍ جَريحٍ بهِ لحوادثِ الأيامِ ندبُ أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ ؟ وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِ كِذْبُ؟ جناني ما علمتَ، ولي لسانٌ يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَ عَضْبُ وزندي، وهوَ زندكَ، ليسَ يكبو وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَ تخبو وفرعي فرعكَ الزاكي المعلى وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكي وَحَسْبُ “لإسمعيلَ” بي وبنيهِ فخرٌ وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِ عُجْبُ وأعمامي “ربيعة ُ” وهيَ صيدٌ وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَ غُلْبُ وفضلي تعجزُ الفضلاءُ عنهُ لأنكَ أصلهُ والمجدُ تربُ فدتْ نفسي الأميرَ، كأنَّ حظي وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَ قُرْبُ فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُ دُوني، وأصبحَ بيننا بحرٌ و”دربُ” ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَ بَعْدِي ويبلغني اغتيابكَ ما يغبُّ فقلْ ما شئتَ فيَّ فلي لسانٌ مليءٌ بالثناءِ عليكَ رطبُ وعاملني بإنصافٍ وظلمٍ تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَا تَحِبّ.
لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ مَا خِفْتُ أسْبَابَ المَنِيّهْ وَلَكَانَ لي، عَمّا سَأَلْـ ـتُ منَ الفدا، نفسٌ أبيهْ لكنْ أردتُ مرادها ، وَلَوِ انْجَذَبْتُ إلى الدّنِيّهْ وَأرَى مُحَامَاتي عَلَيْـ ـهَا أنْ تُضَامَ مِنَ الحَمِيّهْ أمستْ بـ ” منبج “، حرة ً بالحُزْنِ، من بَعدي، حَرِيّهْ لوْ كانَ يدفعُ حادثٌ ، أوْ طارقٌ بجميلِ نيهْ لَمْ تَطّرِقْ نُوَبُ الحَوَا دثِ أرضَ هاتيكَ التقيهْ لَكِنْ قَضَاءُ الله، وَالـ أحكامُ تنفذُ في البريهْ وَالصَّبْرُ يَأتي كُلَّ ذِي رُزْءٍ عَلى قَدْرِ الرّزِيّهْ لا زَالَ يَطْرِقُ مَنْبِجاً، في كلِّ غادية ٍ، تحيهْ فيها التقى، والدينُ مجــ ـمُوعَانِ في نَفْسٍ زَكِيّهْ يَا أُمّتَا! لا تَحْزَني، وثقي بفضلِ اللهِ فيَّــهْ ! يَا أُمّتَا! لا تَيّأسِي، للهِ ألطافٌُ خفيهْ كَمْ حَادِثٍ عَنّا جَلا هُ، وَكَمْ كَفَانَا مِنْ بَلِيّهْ أوصيكِ بالصبرِ الجميــ ــلِ ! فإنهُ خيرُ الوصيهْ.
يا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ! أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير! أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟ أيا أمَّ الأسيرِ، لمن تربى وقدْ متِّ، الذوائبُ والشعورُ ؟
أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى ! أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمانِ يروحُ ويغدوقصيرَ الخطا فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُ إليهِ سريعٌ، قريبُ المدى.
أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا ونارُ ضلوعهِ إلا التهابا ومنْ حقِّ الطلولِ عليَّ ألا أُغِبَّ مِنَ الدّموعِ لهَا سَحابَا وَمَا قَصّرْتُ في تَسْآلِ رَبْعٍ، ولكني سألتُ فما أجابا.
أقول وقد ناحت بقربي حمامة***ايا جارتا لو تشعرين بحالي
معاذ الهوى ماذقت طارقة النوى*** ولا خطرت منك الهموم ببال
أيا جارتا ما انصف الدهر بيننا*** تعالي اقاسمك الهموم تعالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة*** ويسكت محزون ويندب سالِ
لقد كنت اولى منك بالدمع مقلة*** ولكن دمعي بالحوادث غالي