سأتحدث اليكم عن الشيخ محمد عبده
محمد عبدة الذي ولد في عام 1849 إسمه بالكامل محمد بن عبده بن حسن خير الله، قام شيخنا بإنشاء حركة فكرية تجديدية في الإسلام وذلك بالتعاون مع الأستاذ جمال الدين الأفغاني.
وكانت هذه الحركة في أواخر القرن التاسع عشر حيث أنهما كانوا يسعون إلى القضاء على الجمود في الفكر والحضارة على أمل منهم في إحياء الأمة الإسلامية والإصلاح في العالم العربي والإسلامي.
لمزيد من المعلومات عن الشيخ محمد عبده زورو موقعنا موقع لحظات
حياته ونشأته
يعتبر الإمام محمد عبدة من مواليد محافظة البحيرة فهو ولد في قرية محلة نصر بشبراخيت، كان والده تركماني الأصل ووالدته مصرية عربية من قبيلة بني عدي، حفظ القرآن الكريم منذ الصغر وكان ذلك بناء على رغبة أبيه ثم استكمل دراسته في طنطا وكان يكره التعليم هناك وذلك لأن المعلم يعلمون التلاميذ بأساليب قديمة رجعية.
صرح ذلك لأبيه إلا أنه أصر على مواصلة تعليمه هذا أدى إلى هروب شيخنا إلى خاله الذي أحتضنه وتقبل وجهة نظره بصدر رحب، وأحب الإمام محمد عبده دراسة الدين التي أخذها عن خاله لذا قرر بأن يذهب إلى الأزهر الشريف وبالفعل ذهب إليه وتلقى علوم التفسير والفقه والنحو وتعمق في هذه العلوم وأحبها كثيراً.
ولكن عندما لاحظ خاله بأنه لم يعد مهتماً إلا بالعلوم الدينية فقط في حياته حاول أن يعلمه هو العلوم الفكرية الحديثة بجانب العلوم الدينية ليكون ملماً بكل المعارف والعلوم الدينية والدنيوية..
الشيخ محمد عبدة والقضاء
تم تعيين الشيخ محمد عبده ليكون قاضياً في محكمة بنها ثم محكمة الزقازيق وأخيراً محكمة عابدين وكان ذلك في عام 1889 وبعد ذلك أصبح مستشاراً في محكمة الإستئناف عام 1891 وفي عام 1899 تم تعينه ليمون مفتياً للديار المصرية وبذلك صار الإمام محمد عبده عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى.
حياته السياسيه
في عهد الخديوي إسماعيل خرج الشيخ محمد عبده في مظاهرة كانت تعارض الدستور وتطالب بالحريات ومن هنا جاءت هذه المظاهرة بالنجاح حيث تم خلع الخديوي إسماعيل من منصبه وجاء بعده ابنه توفيق الذي كان على علم ويقين بخطر كل من جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده على منصبه.
قام الخديوي توفيق بنفي جمال الدين الأفغاني إلى باريس والشيخ محمد عبده إلى بيروت إلى أن قام شيخنا بالذهاب لأستاذه في باريس وأسسا معاً جمعية عرفت بإسم “العروة الوثقى” وبعد ذلك قام الخديوي بإصدار فرمان بعودتهما مرة أخرى إلى مصر.
خواطر واقول الشيخ محمد عبده
الباطل لا يصير حقا بمرور الزمن.
إنما بقاء الباطل في غفلة الحق عنه.
إن الله عالم بكل شيء ولا يتقرب إلى الله بشيء كالعلم.
إن الحق حليم والباطل سفيه.
من لا يذوق لذة العمل الاختياري لا يذوق لذة الراحة الحقيقية ,لأن الله تعالى لا يضع الراحة بغير عمل.
من رُبّي على التسليم بغير عقل , والعمل ولو صالحا بغير فقه , فهو غير مؤمن . فليس القصد من الإيمان أن يذلل الإنسان للخير كما يذلل الحيوان , بل القصد منه أن يرتقي عقله وترتقي نفسه بالعلم فيعمل الخير لأنه يفقه أنه الخير النافع المرضي لله , ويترك الشر لأنه يفهم سوء عاقبته ودرجة مضرته.
من يريد خير البلاد فلا يسعى إلا في إتقان التربية وبعد ذلك يأتي له جميع ما يطلبه بدون إتعاب فكر ولا إجهاد نفس.
قلب السلطة الدينية هو اصل من اصول الاسلام هدم الاسلام بناء تلك السلطة و محا اثرها لم يدع الاسلام لأحد بعد الله و رسوله سلطانا على عقيدة احد ولا سيطرة على ايمانه على ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان مبلغا و مذكرا لا مهيمنا ولا مسيطرا قال تعالى:”فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر”، و ليس لمسلم على مسلم الا حق النصيحة و الارشاد
إن الجاهلية اليوم أشد من الجاهلية و الضالين في زمن النبي كان البدوي راعي الغنم يسمع القرآن فيخر له ساجدا لكا عنده من رقة الإحساس و لطف الشعور فهل يقاس هذا بأى متعلم اليوم.
الايمان بالله يرفع النفوس عن الخضوع والاستعباد للرؤساء الذين استذلوا البشر بالسلطة الدينية وهي دعوة القداسة والوساطة عند الله ودعوى التشريع والقول على الله بدون إذن الله ,أو السلطة الدنيوية,وهي سلطة الملك والإستبداد فإن العبودية لغير الله تهبط بالبشر إلى دركة الحيوان المسخر أو الزرع المستنبت وحق على الإنسان أن لا يرضى لنفسه أن يكون عبداً ذليلا لبشر مثله للقب ديني أو دنيوي وقد أعزه الله بالايمان.
من أراد أن يخدم نفسه وجب عليه أن يخدم العامة، لاندراج المصلحة الخاصة في المصلحة العامة، فإذا ضاعت المصلحة العامة ضاعت الخاصة أيضا، وإذا حفظت الأولى حفظت الثانية.
من أهم إنجازات الشيخ محمد عبدة
قام في محاولة منه بإصلاح وتحديث الأزهر الشريف والمحاكم الشرعية بالإضافة إلى أنه قام بتفسير القرآن الكريم بشكل خلاق ومبدع بعيداً عن تقليد غيره من الشيوخ في تفسيره وقام بالدفاع عن دين الإسلام ضد تداعيات هانوتو ورينان.
وقام بالإصلاح في التربية والتعليم من خلال التجديد في المناهج الدراسية وأساليب التدريس في محاولة منه لتحرير العقول ويعتبر كل من حافظ إبراهيم وسعد زغلول وقاسم أمين ومحمد رشيد رضا وعميد الأدب العربي طه حسين من أشهر تلاميذه
وفاه الشيخ محمد عبده
توفي الشيخ في مدينة الإسكندرية نتيجة مرضه بالسرطان وكان ذلك في عام 1905 عن عمر يناهز 56 عام وتم دفنه في القاهرة..