ساتحدث اليكم عن عائشه عبد الرحمن // عائشة محمد علي عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ (1330 هـ / 1913 – 1419 هـ / 1998م)، مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة، وهي أول امرأة تحاضر بالازهر الشريف، ومن اوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر وبالخصوص في جريدة الأهرام، وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية.
لمزيد من المعلومات عن عائشه عبد الرحمن زورو موقعنا موقع لحظات
حياتها ونشأتها
ولدت عائشة عبد الرحمن في عام 1913 في مدينة دمياط، تربت كاتبتنا وسط أسرة مثقفة متدينة فوالدها كان يعمل مدرساً في المعهد الديني وكان أجدادها من علماء الأزهر الشريف، التحقت عائشة عبد الرحمن بالكتاب وذلك بناء على رغبة أسرتها في حفظ القرآن الكريم ثم بعد ذلك التحقت بالمدرسة الإبتدائية.
ولكن سرعان ما قرر والدها بعدم الذهاب للمدرسة نظراً لتقاليد الأسرة بمنع البنات من الذهاب للتعليم خارج البيت لذا تلقت تعليمها داخل بيت الأسرة وكانت من المتفوقين النابغين، وعندما جاء موعد الإمتحان اضطرت إلى الخروج من المنزل الأمر الذي أغضب والدها إلا أنها اجتازت الإمتحان بتفوق، وفي عام 1929 حصلت عائشة عبد الرحمن على شهادة الكفاءة للمعلمات.
بعد ذلك استطاعت كاتبتنا أن تحصل على شهادة الثانوية العامة التي أهلتها لدخول الجامعة، وبالفعل استطاعت الإلتحاق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية والتي كانت تشجعها على مواصلة تعليمها وتفوقها هي والدتها، وهي في العام الثاني من الجامعة استطاعت بكتابة وتأليف أول كتاب لها الذي كان تحت عنوان الريف المصري.
في عام 1914 حصلت عائشة عبد الرحمن على درجة الماجيستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، تزوجت كاتبتنا من الأستاذ أمين الخولي أستاذها في الجامعة وصاحب الصالون الأدبي بمدرسة الأمناء، وكانت لها ثلاثة أبناء منه.
استطاعت عائشة عبد الرحمن بأن توافق بين دراستها وبيتها حتى نالت درجة الدكتوراة والتي كان يناقشها فيها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وكان ذلك في عام 1950
وقوفها بجانب الإسلام
كانت كاتبتنا في كل حين تدافع عن دين الإسلام بفكرها الحاضر وكانت تنادي بتعليم المرأة المسلمة مادام هذا لا يعارض الدين الإسلامي، وكانت عائشة عبد الرحمن ضد الديانة البهائية والتي وصفتها وكشفت بأن لها علاقة قوية بالصهيونية العالمية، وأيضاً نجدها قد اتخذت موقف ضد التفسير العصري للقرآن الكريم.
المناصب التي شغلتها
تولت عائشة عبد الرحمن العديد من المناصب والتي من أهمها أستاذ التفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، بدأت بالكتابة في مجلة النهضة النسائية ثم جريدة الأهرام وهي تعتبر ثاني إمرأة تكتب بعد الكاتبة مي زيادة.
تولت منصب أستاذ زائر لمختلف الجامعات ومنها جامعة أم درمان، الجزائر، الخرطوم، الإمارات، الرياض، بيروت لذا نجد أنها قد استطاعت بأن تخرج أجيال من العلماء والمفكرين من هذه الدول التي قامت بالتدريس فيها.
لقب عائشة عبد الرحمن وفاة عائشة عبد الرحمن
لقبت الكاتبة الدكتورة عائشة عبد الرحمن نفسها ببنت الشاطئ ونجد أنها أقبلت على اختيار هذا اللقب كناية عن حياتها ونشأتها على شواطئ دمياط، وأيضاً خوفها من إعلان اسمها في المقالات الخاصة بها حفاظاً على شعور أبيها فكانت توقع مقالتها بإسم “بنت الشاطئ”.
وفاتها
توفيت بنت الشاطئ في عام 1998 عن عمر يناهز ستة وثمانين عام إثر سكتة قلبية أودت بحياتها.
خواطر وكلمات عائشه عبد الرحمن
لفصل بين شخصية محمد زوجاً ورجلا، وبين شخصية محمد نبياً رسولاً انه لأمر بالغ الصعوبة.
امتلأ الأفق أمامي بخليط من ظلال وأضواء متداخلة تحير البصر و تحجب الرؤية.
إن الرسول يتزوج لحكمة، وإن لم تبرأ بشريته من رغبة.
واذا به يجد في خديجة عوضاً جميلاً عما قاساه من طويل حرمان.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك.
نحن في الجامعة نترك هذا الكنز الغالي لدرس التفسير وقل فينا من يحاول أن ينقله إلى مجال الدراسات العربية التي قصرناها على دواوين الشعر.
إن القرآن الكريم هو مناط الوحدة الذوقية والوجدانية لمختلف الشعوب التي اتخذت العربية لساناً لها.
اليوم إذ تدعي الشعوب العربية الوحدة نلوذ بكتابنا الأكبر نلتقي عنده لساناً ووجداناً على اختلاف بيئاتنا ولهجتنا وتباين ميراثنا الحضاري والفني، كما يلتقي المسلمون عنده في شتى أقطارهم وعلى اختلاف ألسنتهم عقيدة وشريعة ومنهاجاً.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على العدل بين نسائه، قدوة للمسلمين ومعلما وإماما، إلا فيما لم يكن تملكه بشريته من المساواة بينهن في العاطفة والقلب.