دعاء يحفظك من الموت فجأة من موقع لحظات يشكل الموت هاجسا لدى قطاع كبير من الأشخاص إن لم يكن جميعهم، فالموت هو نهاية الحياة وانقطاعها وخاتمة ونهاية أعمال الإنسان في هذه الحياة، وقد كتبه الله سبحانه وتعالى على كافة البشر ولم يستثنى منهم أحد وسمى بالحق لأنه يزيل الغشاوة عن أعين الناس برؤية الحقيقة الساطعة الباهرة الحتمية والتي لا بد منها، فمهما طال العمر حتما في النهاية سينتهى ويموت الإنسان وحينئذ لن ينفعه سوى عمله الصالح في الحياة الدنيا وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز “وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ
دعاء يحفظك
الشعور بألم شديد في الرأس والذي يرافقه صداع مستمر ودائم وهذا يعد من اكثر العلامات ظهورا.
زيادة معدل نبضات القلب على نحو سريع للغاية.
تكرار انقطاع التنفّس خلال دقيقة واحدة.
حدوث نزيف في الأنف أو الفم نتيجة الإصابة بنزيف داخلي.
تغير اللون الطبيعي للجلد إلى اللون الأصفر وبخاصة عندما يكون الشخص مصاب بأمراض معينة في الكبد.
الشعور بألم حاد في منطقة البطن دون وجود سبب معروف.
الإصابة بتشنج في أغلب أطراف الجسم وبخاصة منطقة الرأس والعنق
كثرة الموة من علامات يوم الساعة
يمكن تقسيم الموت المفاجىء إلى نوعين الموت المفاجىء القلبي والموت المفاجىء الدماغي، فبالنسبة للموت القلبي فهو من أكثر أنواع الموت المفاجىء انتشارا، إذ يكون الإنسان بصحة جيدة ولكن بصورة مفاجئة يشعر بأنه يفقد الوعى تدريجيا وغير قادر على التنفس بشكل صحيح حتى يتوقف القلب عن العمل تماما ويموت، وهناك بعض الأسباب المسئولة عن حدوث هذا النوع من الموت والتي منها تعرض الشخص لصدمة حادة أو ما شابه ذلك.
أما بالنسبة للموت المفاجىء الدماغي، فيكثر انتشاره بين كبار السن والذين يعانون من تاريخ مرضى سابق، ويحدث هذا النوع عندما تتوقف الدماغ عن توصيل الإشارات العصبية لباقي الأعضاء المختلفة للجسم مما يجعلها غير قادرة على التصرف بصورة صحيحة وبالتالي توقفها عن العمل مما يؤدى إلى وفاة الشخص في الحال
انواع الموت الفجاء
موت الفجأة من أقدار الله التي يقضي بها في عباده ، بأن يصيب الموتُ العبدَ مفاجأة من غير إمهال ولا إخطار ، وإنما هجوما تنسل به الروح من غير معاناة سكرات الموت ومقدماته .
وهو صورة من صور الموت التي وجدت قديما ، وزاد انتشارها حديثا بسبب حوادث السير المعروفة اليوم ، والعدوان على الشعوب والأفراد بآلات القتل الحديثة الفاتكة .
وقد جاء في بعض الآثار والأحاديث أن انتشار موت الفجأة من علامات الساعة ، حسَّن هذه الآثار الحافظ السخاوي في ” المقاصد الحسنة ” (ص/506) وقال : له طرق يقوي بعضها بعضا ، والألباني في ” السلسلة الصحيحة ” (5/370)، ويمكن الاطلاع عليها في كتاب : “إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة ” (2/236) للشيخ حمود التويجري .
ثانيا :
ثم إن موت الفجأة يحتمل أن يكون خيرا ، ويحتمل أن يكون شرا ، وذلك بحسب اختلاف حال المتوفى ، وما له عند الله عز وجل :
1- فإذا كان المتوفَّى من أهل الصلاح والخير ، وله عند الله من الحسنات والأعمال الصالحة ما يُرجَى أن تكون نورا بين يديه يوم القيامة : فجميع صور الموت بالنسبة له من الخير ، سواء موت الفجأة ، أو بعد معاناة سكرات الموت : موت الفجأة رحمة وتخفيف وعفو من رب العباد ، فلا يجد من ألم الموت وشدة سكراته ومعاناة مرضه شيئا يذكر ، وإن وقع له ذلك ولم يكن موته فجأة كان تكفيرا لسيئاته ، ورفعة لدرجاته عند الله ، وذلك تصديق لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر المؤمن كله له خير ، وأن موت المؤمن راحة له من نصب الدنيا وعذابها ، إلى نعيم الآخرة .
2- أما إذا كان المتوفَّى من المقصرين أو الفسقة الظلمة أو الكفرة : فموت الفجأة بالنسبة له نقمة وغضب ، إذ عوجل بالموت قبل التوبة ، ولم يمهل كي يستدرك ما مضى من تفريطه وتقصيره ، فأُخِذَ أخذةَ انتقام وغضب كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ ) رواه أبو داود (رقم/3110) .
ولما كان الجزم بصلاح النفس أو تقصيرها من الأمور العسرة ، وتتفاوت فيها القلوب ، وتتنازعها أسباب الورع والخوف أو الثبات واليقين ، وجدنا في الآثار عن السلف بعض الاختلاف في نظرتهم لموت الفجأة ، فمَن غَلَّبَ جانب الخوف من الله ، وظنَّ في نفسه التقصير : كان يستعيذ من موت الفجأة ، ويرجو أن يكفر الله خطاياه بمعالجة سكرات الموت، ومَن غَلَّب جانب الرجاء ، وسعة رحمة الله : رأى في موت الفجأة فرجا ورحمة وعفوا من الله عز وجل .
فإذا قرأنا عن السلف كلاما عن موت الفجأة ظاهره التعارض ، فهو في الحقيقة والباطن ليس اختلاف تعارض ، وإنما اختلاف تنوع .
عن عبد الله بن مسعود وعائشة رضي الله عنهما قالا :
” أسف على الفاجر وراحة للمؤمن : يعني الفجأة ” انتهى.
” مصنف ابن أبي شيبة ” (3/370)، ” السنن الكبرى ” للبيهقي (3/379).
وعن تميم بن سلمة ، قال : مات منا رجل بغتة ، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخذة غضب , فذكرته لإبراهيم – وقل ما كنا نذكر لإبراهيم حديثا إلا وجدنا عنده فيه – فقال : كانوا يكرهون أخذة كأخذة الأسف .
” مصنف ابن أبي شيبة ” (3/370)
ثالثا:
أما الأحاديث المرفوعة فلم يصح منها شيء سوى الحديث المذكور سابقا : ( موت الفجأة أخذة أسف ) ، مع أن بعض أهل العلم تكلم فيه ، وأشار الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى أنه روي مرفوعا وموقوفا ، وذكر أنه الإمام البخاري رحمه الله أشار بترجمته إلى أنه في إسناده مقالا.
ينظر: فتح الباري ، للحافظ ابن حجر (3/254) .
أما غيره من الأحاديث المتعلقة بموت الفجأة مدحا أو ذما ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ منها : فلم يصح منها شيء .
ولذلك قال الفيروزأبادي رحمه الله :
” ما ثبت فيه شيء ” انتهى.
” سفر السعادة ” (ص/353)
رابعاً :
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص يحفظ من موت الفجأة ، وما ينتشر في المنتديات عن ذلك الدعاء الذي يكتب لمن قاله أجر (360) حجة ، ويحفظ من موت الفجأة وغير ذلك ، إنما هو كذب موضوع لا أصل له في كتب السنة ، وقد سبق أن بينا ذلك في جواب السؤال رقم : (126635) ، (127615) .
والأولى أن يدعو الإنسان بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :
كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ )
رواه مسلم (2739)
والله أعلم .