تستمد الإذاعة المصرية عراقتها من السنوات الطويلة التى قدمت خلالها للوطن العديد من الخدمات الجليلة على جميع المستويات، إذ بدأ بث الإذاعة المصرية فى مايو 1934، وكانت فى البداية 4 محطات فقط، ووصلت بعد ذلك إلى 10 محطات.
بطبيعة الحال، كان لشهر رمضان خريطة برامجية خاصة، تختلف عن برامج وخرائط العام، إذ تجتمع الأسرة على الإذاعة فى أوقات الإفطار، ما جعل المسئولين فى الإذاعة المصرية يقدمون أفضل ما لديهم من أفكار خدمية وترفيهية وتثقيفية للمستمع خلال هذا الشهر، لا سيما أن التلفزيون لم يكن دخل الخدمة قبل عام 1960.
مجلة “الموسيقى والمسرح” التى كانت تصدر فى مصر خلال الأربعينيات من القرن الماضى، نشرت فى عددها الصادر 1 يوليو 1949، تقريرًا حول برامج الإذاعة واستعدادها لشهر رمضان، حيث قال كاتب التحقيق حسني الحديدى، وهو إذاعى مصرى، “انتهت لجنة برامج الإذاعة من وضع اذاعات شهر رمضان بعد أن والت اجتماعاتها كل يوم لمدة شهر كامل، حتى تقدم هذا العام برنامجا حافلا يليق بهذا الشهر المبارك”.
راديو
وتابع التقرير: “استطاع قسم الشئون الدينية والقرآن أن يجمع كبار المتحدثين لإلقاء حديث العصر كل يوم وحديث ما قبل المغرب فيكون الأول دينيا والآخر اجتماعيا أو فى التشريع أو التفسير والفتاوى”.
وأضاف التقرير، “أدخلت الإذاعة فقرة جديدة فى برامج شهر رمضان وهى “القراءات الختامية” التى تنهى إذاعة اليوم بها حوالى الواحدة صباحا، وجمعت لذلك عدة كتب دينية اسلامية قصصية مثل حياة محمد وضحى الاسلام وعلى هامش السيرة والبوصيري وفى منزل الوحى، أما الأغانى والتمثيليات التى تذاع خلال هذا الشهر فقررت الإذاعة أن تكون جديدة توضع خصيصا لتوافق مناسبات هذا الشهر العظيم”.
وجاء بالمقال أيضا: “وقد تفضل جلال الملك فأذن للإذاعة أن تنقل سهرات السراي الملكية من قصر رأس التين فى شهر رمضان كما هي عادة جلالته من كل عام، وسيكون ذلك ابتداءا من من الثامنة مساء، وحتى العاشرة إلا عشر دقائق”.
كما رأت الإذاعة أن تقدم نوعا جديدا من البرامج بعنوان “تحقيقات المايكرفون” وهي برامج أشبه بالتحقيقات الصحفية، فيأخذ المخرج المايكرفون ويوجه أمامه أسئلة واستفسارات تصل الاذاعة من الجمهور إلى الوزراء والمسئولين حول المسائل التى تشغل بال الناس بين الحين والحين، كما يزور المايكرفون المصايف والمشاتى والمستشفيات وتوجه الأسئلة إلى الناس هنا وهناك.