يذكر الله تعالي احوال يوم القيامه وما فيها من الاهوال الطامه وانها تغشي الخلائق بشدادها فيجازون باعمالهم ويتميزون الي فريقين فريقا في الجنه وفريقا في السعير فاخبر عن وصف كلا الفريقين فقال في وصف اهل النار وجوه يومئذ اي يوم القيامه خاشعة من الذل والفضيحة والخزي عاملة ناصبة تاعبة في العذاب تجر علي وجوههم وتخشي علي وجوههم النار وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها ؛ ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا
سورة الغاشية مكتوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
1- هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ
2- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ
3- عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ
4- تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً
5- تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ
6- لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ
7- لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ
8- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ
9- لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ
10- فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
11- لّا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً
12- فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ
13- فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ
14- وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ
15- وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ
16- وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
17- أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
18- وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ
19- وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
20- وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
21- فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ
22-لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ
23- إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ
24- فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ
25- إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ
26- ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ
تفسير سورة الغاشية
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، فلا يدل عليه سياق الكلام، بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه قيده بالظرف، وهو يوم القيامة، ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها ؛ ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا