شوق وحنين إلى فلذات كبدي

مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم قصيدة ” شوق وحنين إلى فلذات كبدي ” للشاعر المتألق صالح محمد الجرار , ونتمني ان ينال أعجابكم , وتستمروا في متابعتنا .

” شوق وحنين إلى فلذات كبدي “


الدّارُ بدونِكُمُ قبرُ!
والعيشُ ببُعْدِكمُ جَمْرُ!
فسكونٌ حطّم أعصابي!
وهُدوءٌ ضلَّ بهِ الفكْرُ!
والعينُ بنومٍ ما هنِئتْ!
أتنامُ العينُ بها الذعْرُ!
والأكلُ، على جوعٍ، شوْكٌ!
والعذبُ، على ظمأ، مُرُّ!
أوَليس الأمرُ بهِ عجَبٌ؟!
لكن في العكْسِ ليّ العُذْرُ!
* * *
أَبنيَّ، وقد طالَ البُعْدُ
أَبنيَّ، وقد نفِدَ الصَّبْرُ!
فَهَلُمَّ، بَنيَّ، على عَجَلٍ!!
فالقلبُ أضرَّ بهِ الأمْرُ!
أيظلُّ أبوكمْ في ظمأ
والنبْعُ لديكم والقطْرُ؟!
أيظلُّ أبوكمْ في سَغَبٍ
والزّادُ لديكم والذُّخْرُ؟!
أيظل السُّهدُ يُعذّبُهُ
والنومُ بقُرْبكمُ يُسْرُ؟!
فالقُربُ بهِ للروحِ غِنىً!
وبعادُكمُ لَهُوَ الفقْرُ!
* * *
آهاتُ الشوقِ تُناديكمْ!
حاشا لِلأُذْنِ بها وَقْرُ!
حتَّى الألعابُ تُسائِلُني:
أيطول بنا هذا الهجْرُ؟!
وتُسائلُني كُتُبٌ لَكمُ:
أيكونُ لهم عنّا صبْرُ؟!
وكذا اللوحاتُ تُذكّرُني!
وكذا الأثوابُ لها نشْرُ!
وتُؤرّقُني سُرُرٌ لكمُ!
فعليها أحلامٌ غُرُّ!
هذي الغُرُفاتُ بكم روضٌ!
والروضُ ببُعْدِكمُ قَفْرُ!
هذي الساحاتُ بكم ثَغْرٌ!
قدْ حَنَّ إلى السُفُنِ الثّغْرُ!
* * *
وشِفاهي ظمآى لِلّثْمِ!
والأيدي أوحشها الَهصْرُ!
والعينُ لبَيْنِكمُ عَشِيتْ!
كيف الإبصارُ ولا فجْرُ؟!
والأُذْنُ لضحْكِكُمُ حَنّتْ!
فهو الأنغامُ لها سِحْرُ!
ونِداءٌ “بابا” أوحشها!!
غضَبٌ أذْكاهُ أو البِشْرُ!
فشِفاءُ القلبِ بقُربِكُمُ!
وبِعادُكُمُ لَهو الضُّرُ!
* * *
غبطوني الوَحْدَةَ إذ قالوا:
بُعْدَ الأطفالِ رَجا الكُثْرُ!
يا ويحَ القَسْوَةِ ما فعلَتْ
بقلوبٍ ضجَّ لها الصّخْرُ!
أتكونُ الرّحمةُ في قلبٍ
إلاّ والطّفْلُ لها شَطْرُ؟!
بالطفلِ نذوقُ حلاوتَها!
بالطفلِ يفوحُ لها عِطْرُ!
بالطفلِ يعيشُ لنا أمَلٌ!
بالطفلِ يُضيءُ لنا عُمْرُ!
فكأنَّ العيشَ بلا طفلٍ
عند الأزواجِ هو البتْرُ!
يا سعْدَ البيتِ إذا درجَتْ
فيهِ الأطفالُ!! فهمْ بِشْرُ!
الطفلُ رحيقٌ نرشُفُهُ
مِن زهْر الحُبِّ، وذا سِرُّ!
والطفلُ الزينةُ في الدنيا!
وإذا رُبُّوا فهمُ ذُخْرُ!
* * *
حمْداً للهِ على هِبَةٍ
عَشِقتْها الآمالُ الزُّهْرُ!
فأضاءَتْ شمسُ سعادِتنا!!
والليلُ بآخرهِ فجْرُ!
فجرُ الأنوارِ “محمدُنا”!
قد ضاءَ بهِ هذا العُمْرٌ!
بشذا “نِسرينَ” زكا عُمري!
والعُمْرُ “بإسلامٍ” وَفْرُ!
* * *
يا زينةَ عمري في الدنيا
ورجاءَ الأُخرى والأجرُ!
أيظلُّ أبوكم في لَهَفٍ
ويظلُّ يُحرّقُهُ الجمْرُ؟!
ما كُنتُ أودُّ فِراقكُمُ
لولا الأسفارُ لكم بِشْرُ!
فهلُمَّ بَنيَّ على عَجلٍ!!
مِصباحُ العُمْرِ له قدْرُ!
أمواجُ الشوقِ تُبلّغكُمْ:
قد حَنَّ إلى الطيرِ الوكْرُ!
وكلامُ اللهِ يُذكّرُني:
العُسْرُ يُصاحبْهُ يُسْرُ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top