ضبط النفس عن الشهوات

شهوات النفس هي السبب الحقيقي وراء ارتكاب الكثير من المعاصي و الذنوب و لذلك من الضروري أن يبحث الانسان عن الطرق و الوسائل التي يمكنه الإعتماد عليها من أجل ضبط النفس عن الشهوات وهذا ما نتحدث عنة اليوم في هذة المقالة تابعونا .

تعريف الشهوات

الشهوات هي عبارة عن مجموعة من الأحاسيس تتجاوب بسرعة مع مستقبلات الإثارة، وهي موجودة في كل إنسان على هذه الأرض سواء كان ذكراً أو أنثى،

 

وتختلف درجتها من إنسان لآخر، تبعاً لعدّة عوامل، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية،

 

فقد قال سبحانه و تعالى:

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ، قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران:15]،

 

ومن الجدير بالذكر أنّ الشهوات متعددة ومنها: شهوة الأكل، والمال، والنكاح،

كيفية ضبط الشهوات

التعامل مع الشهوة على أنها واقع ذو خيارين: أمّا مقاومتها والانتصارعليها، أو ارتكابها ، والسماح لها بسحبنا إلى طريق الضلال والهلاك.

 

الصوم ضمن المعايير والأسس التي أوجبها الله سبحانه وتعالى، فلم تكن الغاية الوحيدة من الصوم هو الامتناع عن الطعام، وإنما الامتناع عن كل ما يحرّمه الله من المعاصي، والذنوب، والشهوات، بحيث تصوم العيون عن رؤية الحرمات والمعاصي

مثل: المشاهد والأفلام الإباحية، وعورات الآخرين، وغيرها، وتصوم الآذان عن سماعه الأقوال البذيئة، والأغاني، وغيرها، فقد اعتبر الرسول عليه الصلاة والسلام الصوم علاج والحلّ الأفضل لمن يعجز عن الزواج.

يعدّ غض البصر من أهم الأمور التي تلعب دوراً في ضبطها ومقاومتها، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) [النور:24]

فالنظرة التي يستهين بها الإنسان قد تقوده إلى ارتكاب الكبائر من المعاصي، وتكون باباً لدخول الشيطان لنفسه، فغض البصر يبعث في القلب طمأنينة، وسعادة وفرحاً بالانتصار على الشيطان، ويجعل الإنسان يبتعد عن كل ما هو حرام، ويقضي غرائزه بالحلال. ذكر الله باستمرار وفي كل الأوقات، فيعد الذكر حاجزاً يمنع الإنسان من ارتكاب المعاصي، ويعزّز مخافة الله بداخله، ويمنعه من ارتكاب ما يغضبه.

 

انشغال الإنسان بأمور قومه وأمّته الهامّة، وبذلك يرى الحياة من وجهة أخرى، وليس فقط من وجهة شهوته، وغرائزه المسيطرة عليه والتي تصوّر له أنّ أمور الدنيا تتلخّص فيها، فيجب على الإنسان أن يشعر بالمسؤولية تجاه مشاكل وهموم أمته، ويسارع لحالها، ويدرك الغاية من خلقه ألا وهي الإعمار في الأرض، ومحاربة الفساد، والمعاصي، والشرّ، وأن يكون خليفة الله في هذه الأرض، ويفكر في عظيم هذه الرسالة.

 

 

تعزيز مفهوم الرقابة الذاتية وتهذيب النفس، فيجب علينا التفكير قبل الإقدام على ارتكاب المعاصي مثل: السرقة، والزنا، والربا، وغيرها، والتفكير بعواقبها علينا في الدنيا، وما تجلبه من مصائب، وهموم، وشقاء، وعقابها في الآخرة من خزي، وعذاب، وحرمان من الجنة ونعيمها.

 

التفكير بما وعد الله من يقاومها، حيث سيفوز بحبّ الله ورسوله، ويمنحه الله التوفيق، والسعادة، والراحة النفسية، كما أنّه سيكون شخصاً ذا سمعة طيبة بين الناس، ويحظى باحترامهم، وحبهم.

عوامل ضبط النفس

التأمل:

ويقوم التأمل بإقناع الدماغ على ضبط النفس بشكلٍ آلي، ويكون ذلك بالتركيز على التنفس والحواس لمدة خمسة دقائق تقريباً، وكذلك بإقناع الدماغ بالتخلص من الأحاسيس المدمرة ومقاومتها.

 

الأكل:

عند محاولة ضبط النفس يقوم الجسم بحرق الكثير من الجلوكوز المخزن داخله، فإذا كان معدل السكر في الدم منخفضاً هذا يساعد على الاستسلام والتراجع، لذا يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة والتي تعطي فرصة أكبر على حرق السكر بشكلٍ بطيء، وتساعد في ضبط السكر ولا تستنزف سريعاً.

 

أداء التمارين الرياضية:

يساعد ممارسة التمارين الرياضية ولو لفترةٍ قصيرةٍ على إعطاء الدماغ شعور الراحة، مما يسهل عملية ضبط النفس، وإن كانت الرياضة لا تكفي على الشعور بالارتياح ممكن ممارسة رياضة المشي، التي يمكن من خلالها توفير الطاقة السلبية الموجودة داخلنا.

 

النوم:

عدم الحصول على القسط الكافي من النوم يسبب صعوبة امتصاص الدماغ للجلوكوز، الذي يعتبر الطاقة التي لا يعمل الدماغ بدونها، وبذلك لا يمكن للدماغ أن يضبط النفس دون طاقةٍ لديه، ولا يمكن تعويض النوم بتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالجلوكوز، فيفضل وقتها أخذ قيلولة لحل هذه المشكلة.

 

محاولة السيطرة على الرغبة الذاتية:

تميل الرغبة أحياناً إلى أن تكون قوية بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه، فيجب الانتظار فترة عشر دقائقٍ على الأقل حتى تزول هذه الرغبة، وبعدها يمكن التأكد أنها أصبحت صغيرة ويمكن زوالها والسيطرة عليها.

 

مسامحة النفس:

عند فشل السيطرة على النفس لا بد أن تتكون هناك مشاعر الاحتقار والشعور بالتقصير، فلا بد ترك هذه الأخطاء والمشاعر جانباً وعدم تجاهلها، وبدلاً من التفكير فيها التفكير في كيفية تخطي هذه المرحلة وتقوية النفس والبدء من جديد.

 

التطبيق العملي للنقاط السابقة:

تستحق النفس أن تبذل من وقتك ما يكفي في ضبطها، والسيطرة عليها والتخلص من نقاط الضعف والفشل فيها، فلا بد من ممارسة بعض العادات الجديدة التي تحسن من ذلك، وتساعد في تحقيق أهدافٍ ناجحةٍ.

 

 

كيفية التغلب على شهوات النفس

التسلح بالإيمان الذي يعينه على التغلب على الشهوات، فالإيمان هو قوّة خفية تزيد بالعمل الصالح والعبادات، وتقل مع الذنوب والخطايا والغفلة عن منهج الله، والإيمان حصن وحرز مكين لمن تسلح به، حيث يعينه على التغلب على شهوات نفسه ونزواتها.

 

الاستقامة على منهج الله ولزوم شريعته، فأنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام منهجاً قويماً يضمن لمن التزم به حياة الاستقامة في الدنيا، ومن أهم دعائم هذا المنهج كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم التي تدعو إلى الخير والفضيلة والمعروف،

وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتعين المسلم على تبيان طريقه في الحياة، والتغلب على شهوات نفسه، قال تعالى: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9].

 

الحرص على صيام النافلة، فالصيام يكسر حدة الشهوة الجنسية لدى الشباب، ويشكل وقاية للنفس من الوقوع في الفاحشة.

 

اجتناب رفقة السوء، ومجالس المنكر، فالنفس الإنسانية ومهما بلغت من التقوى والإيمان تكون ضعيفة أمام الشهوات والمغريات في الحياة، وإنّ على المسلم أن يجتنب أماكن الفتنة لما تحفل به من المغريات التي قد تزل الأقدام بسببها، واجتناب رفقة السوء الذي يزينون المنكر في أعين الناس، ويحثون الإنسان على اقتراف الشهوات التي لا تحل له.

 

الذكر وقراءة القرآن الكريم، فالنفس إن لم تشغلها بالذكر والعبادة والطاعة شغلت بالتفكير في شهوات النفس، كما أنّ الذكر وقراءة القرآن الكريم يبقي الإنسان في صلة دائمة مع ربه عز وجل، وما تتضمنه تلك الصلة من استشعار اللذة بقرب الله تغني عن ملذات الحياة وشهواتها.

 

الحرص على الانشغال بالأمور المباحة في الحياة، والعمل المنتج، فالفراغ من أكثر الأسباب التي تدعو الإنسان إلى قضاء شهواته، بينما يصرف العمل عن النفس التفكير في الشهوات والمتع.

 

قراءة الكتب النافعة، فالكتاب خير صديق للإنسان يعينه على التغلب على شهوات نفسه حينما يستشعر معاني الأنس والتشويق في القراءة والمطالعة فيشغله ذلك عن التفكر في شهوات نفسه.

لكل ما هو مفيد ومتجدد وللمزيد من الاخبار المتنوعة زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top