تظل أمراض القلب أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الإجهاد يلعب دورًا مهمًا في تطورها، حيث يُنشِّط الإجهاد والتوتر هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، وفي حين أن هذه الاستجابة يمكن أن تكون مفيدة في نوبات قصيرة، إلا أن الإجهاد المزمن يُبقي الجسم في حالة تأهب قصوى مستمرة، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على صحة القلب والأوعية الدموية، لذلك من المهم إدارة الإجهاد بشكل فعال للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتعزيز الصحة العامة، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.


إن فهم وإدارة الإجهاد بشكل فعال ليس أمرًا بالغ الأهمية للصحة العقلية فحسب، بل وأيضًا للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يزيد الإجهاد طويل الأمد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يؤدي إلى تلف الشرايين، ويرتبط الإجهاد أيضًا بالسلوكيات غير الصحية، مثل التدخين والنظام الغذائي السيئ، مما يؤدي إلى تفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب، علاوة على ذلك، قد يؤدي الإجهاد المزمن إلى الالتهابات واختلال التوازن في مستويات الكوليسترول في الدم، وكلاهما من العوامل المعروفة المساهمة في مشاكل القلب والأوعية الدموية.


فيما يلى.. استراتيجيات إدارة الإجهاد وتخفيف التوتر للحفاظ على صحة القلب:

 


النشاط البدني

 


يعد التمرين المنتظم أحد أكثر الطرق فعالية لإدارة التوتر وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ويحفز النشاط البدني إنتاج الإندورفين، وهو من المواد الطبيعية التي تُحسن الحالة المزاجية، كما يساعد على تنظيم هرمونات التوتر، وخفض ضغط الدم، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، استهدف ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط الهوائي متوسط الشدة أو 75 دقيقة من النشاط القوي أسبوعيًا، جنبًا إلى جنب مع تمارين تقوية العضلات.


ويمكن أن تكون الأنشطة مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجات، ولا يجب أن يكون دمج التمارين الرياضية في روتينك اليومي مكثفًا أو يستغرق وقتًا طويلًا، فالاتساق هو المفتاح.


اليقظة والتأمل

 


اكتسبت ممارسات اليقظة والتأمل شعبية لتأثيرها العميق على الحد من التوتر، تتضمن هذه التقنيات تركيز الانتباه على اللحظة الحالية وتنمية الوعي للأفكار والمشاعر، وقد أظهرت الدراسات أن ممارسة اليقظة والتأمل بانتظام يمكن أن تخفض مستويات الكورتيزول وتقلل من القلق وتحسن صحة القلب بشكل عام، ويمكن أن تكون التقنيات مثل تمارين التنفس العميق والاسترخاء العضلي التدريجي والتخيل الموجه فعالة بشكل خاص.


الأكل الصحي

 


يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في إدارة التوتر والحفاظ على صحة القلب، ويمكن أن يساعد النظام الغذائي المتوازن الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية في استقرار مستويات السكر في الدم وتحسين الحالة المزاجية، وأثبتت الدراسات أن الأحماض الدهنية أوميجا 3، الموجودة في الأسماك الدهنية وبذور الكتان والجوز، وتقلل من الالتهابات وتدعم صحة القلب والأوعية الدموية، كما أن تجنب الإفراط في تناول الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة يمكن أن يساعد أيضًا في إدارة التوتر، ويمكن أن تؤدي هذه المواد إلى تقلبات في مستويات الطاقة والمزاج، مما يؤدي إلى تفاقم مشاعر التوتر والقلق.


النوم الكافي

 


يعد النوم الجيد ضروريًا لإدارة التوتر والصحة العامة، ويمكن أن يؤدي الحرمان المزمن من النوم إلى رفع مستويات هرمون التوتر، وإضعاف الوظيفة الإدراكية، والمساهمة في مشاكل القلب والأوعية الدموية، واستهدف الحصول على 7-9 ساعات من النوم في الليلة وإنشاء جدول نوم منتظم، حيث يمكن أن يساعد إنشاء روتين مريح قبل النوم، مثل القراءة أو الاستحمام بماء دافئ أو ممارسة تقنيات الاسترخاء، في تحسين جودة النوم، كما أن الحد من التعرض للشاشات قبل النوم مفيد أيضًا.


إدارة الوقت

 


يمكن للإدارة الفعالة للوقت أن تخفف من التوتر من خلال مساعدة الأفراد على الشعور بمزيد من التنظيم والسيطرة، إن تحديد أولويات المهام، وتحديد أهداف واقعية، كما أن تعلم على قول “لا” عند الضرورة مهم أيضًا للحفاظ على نمط حياة متوازن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *