الفئران تُعَدُّ من الحيوانات غير المرغوبة للبشر، فالفئران تقتربُ من بيئة البشر للحصول على غذائها أو أشياء أخرى ، وهي سريعة في الانتقال من مكانٍ لآخر، وبالتالي سيقومون بمحاولاتٍ عديدةٍ للتخلُّص من الفئران، وللفئران أضرارٌ كبيرة أثناء تواجدها في منازل البشر، فهي تتسبَّبُ في نقل الجراثيم إلى المنزل، والاقتراب من غذاء البشر، وأحياناً تفسد الأثاث أو قطع الملابس بأسنانها. والفأرهو حيوانٌ صغير الحجم مكسوٌّ بالفَرْو ذو أنفٍ مُدبَّب وذيلٍ طويل، ينتمي إلى فصيلة القوارض (كائناتٌ تتميَّز بأسنانها الأماميَّة القويَّة القادرة على القَضْم)، وهي إحدى فصائل الثديِّيات. يعيشُ في العالم نحو 880 نوعاً من الفئران التي تَتَواجد في مُختلف بيئات الأرض، بما فيها الجبال والحُقول والغابات والمُستنقعات والسُّهول النهريَّة والصَّحارى القاحلة، ولعلَّ أكثر أنواعها شُيُوعاً هو الفأر المنزلي، الذي يكثُر أن يبني جُحوره داخل مُنشآت الإنسان من المنازل والمخازن.
علامات وُجود فئرانٍ في المنزل
عندما يصلُ فأرٌ إلى المنزل، فعلى الأرجح أنَّه سيجلبُ فئراناً أخرى لأنَّها سُرعان ما ستكتشف الفتحات أو الطرف التي وصلَ منها أول فأر، كما أنَّ هذه الحيوانات تتكاثر بسُرعةٍ جديدة، ولذلك سيستمرُّ عددها بالتزايد. الوسيلة الأكثر سُهولةً لاكتشاف وُجود الفئران في المنزل هي تتبُّع مُخلَّفاتها، كما أنَّ وُجود آثار أسنانٍ أو قضماتٍ على الأكياس والمُغلَّفات البلاستيكية في خزائن الأطعمة علامةٌ واضحة على وُجود الفئران.
طُرق التخلّص من الفئران
هناك طرق مُتعدّدة للتخلّص من الفئران، ومن هذه الطرق:
شِراء قطّ: فالقطط تهوى مُطاردة الفئران في أرجاء المنزل والإمساك بها واصطيادها، إمّا للتغذّي عليها أو للهو فحسبْ، ولذا فإنَّ جلب قطّ إلى البيت يكونُ وسيلة فعّالة في الكثير من الأحيان.
استخدام مِصيدة الفئران: التي تكثر أنواعها، فمن المُمكن فحصُ الأنواع واختيار الأنسبِ لطبيعة المنزل أو المكان الذي يجبُ إمساك الفأر فيه، ومن الضروريّ وضعُها في مكان مُناسب بالقرب من الوَكر الذي يعيشُ فيه الفأر أو الممرّات التي يُحتَمل أن يسيرَ خلالها.
من المُستحسن تركُ بعض الطّعام بالقُرب من المصيدة، كزبدة الفول السودانيّ أو قطع الجُبن، فهي تُساعد على جذب الفأر إلى المصيدة.
وعندما يقعُ الفأر فيها فإنَّ من المُهمّ التخلَّص منه بأسرع وقت، كيف لا يموت وتصدر عنه رائحة كريهة في المكان أو يُؤدّي لانتشار البكتيريا، ويُفضّل ارتداء القفّازات عند التخلّص من جثّة الفأر وعدم لمسه بشكل مباشر، ومن ثمَّ يُوضع داخل كيسٍ مُحكَم الإغلاق ويُرمَى بمكان بعيد عن المنزل.
استخدام المادّة اللّاصقة: وهي مُخصَّصة لصيد الفئران، وتتمّ بوضع كميّة منها على لوح كرتونيّ وترك الصّمغ عليها وجلب طعام مُناسب ليجذب الفئران للمشي عليها، وعندها تلتصقُ بالصّمغ ولا تستطيع الهرب، وتُتَّبع نفسُ الخطوات السّابق ذكرُها في التخلّص من الفأر.
استخدام مِصيدة الماء: وذلك بإحضار سطل وملء ربعه بالماء وإحضار قنينة بلاستيكيّة وحفر ثقبٍ في الجزء الأسفل منها، ومن ثمَّ يتم إدخال خيطٍ في الثّقب وإخراجُه من فتحة القنينة وربطها في يدَيْ السّطل بحيث تُصبح القنينة في وسط سطل الماء.
بعد ذلك تُوضع قطعة من الجبن أو الفول السودانيّ على القنينة، وعند حضور الفار ليأكل الطّعام سيسقط في الماء ويغرق، ثمّ يجبُ التخلّص منه.
صنع مِصيدة من الكرتون: وذلك بإحضار صندوق كرتونيّ وعمل ثقب في داخله ووضع الجبنة أو أيّ نوع من الحبوب في الجزء الآخر من الصندوق وربط الحبل في جانب الصندوق وربط بأيّ شيء ثقيل لا يمكن تحريكه بسهولة بجانب المكان الذي يوجد به الفأر، ووضع صندوق آخر في مُنتصف الطّريق حتى يتمّ تحقيق توازن بين الصّندوقين، وعند حضور الفأر لأخذ الطّعام سيسقط الصّندوق ويأتي دور الشّخص الذي يرغب بالتخلّص من الفأر بشدّ الحبل حتى يأتي الصّندوق الأول على الصّندوق الآخر.
وسائل أُخرى: الفئران تتمتّع بذكاء كبير، لذلك يجبُ إعطاؤها الثّقة بوضع الطّعام لها دون مِصيدة في البداية، ومن ثمّ تتمُّ إضافة المِصيدة بعد فترة من الوقت، وعندها سيكونُ الفأر قد فقد حذره للالتقاط الغذاء الذي يُترَك له، وعندها يُمكن القضاء عليه والتخلّص من هذه المُشكلة، وإذا باءت المُحاولات الأولى بالفشل فإنَّ من المُمكن اللّجوء إلى وسائلَ بديلةٍ؛ مثلَ إحضار الغاز السّام الذي يستنشقه الفأر فيموت وهو غاز ثاني أُكسيد الكربون، أو استعمال أنواعٍ أُخرى من السّموم التي تأتي على شكل أقراصٍ أو موادّ أُخرى، إلا أنَّه من الضروريّ الحذرُ في استعمال مثل هذه المواد الكيميائيّة لخطرها على الإنسان، ويجبُ اللّجوء إليها تحتَ إشراف شخصٍ مُختصّ فحسب.
طرق أخري لـطرد الفئران من المنزل
السُمَّ
تُوجد العديد من أنواع السُّمُوم المُتاحة في المتاجر حالياً والتي يُمكنها التخلُّص من عِدَّة أجيالٍ من الفئران المُتوالدة في المنزل.
تعملُ مُعظم هذه السُّموم بكونها مُضادَّاتٍ لتجلُّط الدم، فهي تمنعُ دم الفأر من التخثر، ولذلك تتسبَّب بأن ينزفَ نزيفاً داخلياً مُستمراً حتى المَوت، كما أنَّ هذه السُّموم تجعل الفأر يشعرُ بعطشٍ شديد، فيترك المنزل بحثاً عن مصدرٍ للماء حتى ينفُق. قد تكون هذه السموم ضارَّة جداً للبيئة، حيث إنَّها قادرةٌ أحياناً على الانتقال إلى أيّ كائنٍ حيٍّ يأكل الفئران الميِّتة، مثل القطط والطيور.
الغراء اللاَّصق
من الطُّرُق السَّهلة للإمساك بالفئران المنزليّة استخدام أنواعٍ قوية من الغراء التي تتميّز بقوة لاصقيَّتها، ويُمكن استخدامها بوضع بعضٍ من الغراء على قطعة كرتونٍ مُقوَّى، ومن ثمَّ تُترَكُ القطعة في مكان قريب من جحر الفأر، وقد توضع عليها قطعة جبنٍ أو طعامٍ ما لتجذب انتباهه، وعندما يُحاول الفأر الخُرُوج بحثاً عن الطَّعام ويدوس على قطعة الكرتون ستلتصق أرجله بها على الفور. من المُمكن، بعد ذلك، الإلقاء بالفأر خارجاً بسهُولة.
جهاز الذبذبات فوق الصوتيَّة
تُوجد بعض الأجهزة التي تقوم بإرسال ذبذبات فوق صوتيَّة في أرجاء المنزل، ولا يُمكن للإنسان سماعُ هذه الذبذبات لأنَّ الأذن البشريَّة غيرُ قادرةٍ على التقاط تردُّدها ولذلك فهي لن تُسبَّب أيَّ إزعاجٍ للسكان، وأما الفئران – من جهةٍ أخرى – فهي لن تكون قادرةً على تحمل قوّة الذبذبات، حيث أنَّها ستشعرُ بالألم، وستفقدُ رغبتها في الأكل، وستُصبح عاجزةً عن القيام بنشاطها الطبيعيّ، ولذا ستتركُ البيت خلال أيَّام.
يُمكن الاستفادة من أجهزة الذبذبة أيضاً كوسيلة وقايةٍ مُسبقة، لمنع الفئران من الاقتراب من المنزل قبل أن تدخل إليه أصلاً، وهي لا تُشكِّل أيّة إزعاج أو خطر على البشر ومُعظم الحيوانات الأليفة، ويُمكن تشغيلها مرَّة واحدة أو مرَّتين في الأسبوع لتُعطي وقايةً كافية.
تربية القطط
الطريق الأكثر تقليديَّة للتخلُّص من الفئران هي جلبُ قطَّة إلى المنزل، وليست القطَّة مُضطرَّة لمُطاردة الفئران في أرجاء المكان على الأرجح، لأنَّ الفأر ينزعجُ من رائحة القطِّ ويبتعدُ عنها بمُجرَّد أن يدخلَ ذاك المنزل، لذا خلال مُدَّة قصيرة، يفترض أن يُصبح البيت خالياً من الفئران.
إغلاق الثقوب
عند الرَّغبة في الوقاية مُسبقاً من إمكانية دخول الفئران إلى المنزل، من الضروريّ إغلاق أيُّ فُتحاتٍ تسمحُ بمُرور هذه القوارض عبرها.
يجبُ التأكد أولاً من أن الأبواب تنطبقُ على إطاراتها بدقَّة تامَّة، فلو أمكن إدخال قلمٍ في الفراغ المَوجود ما بينَ الباب والأرضية، فإنَّ ذلك يعني أنَّ بإمكان فأر صغيرٍ الدخول من تحت الباب.
بعد ذلك، من المُهمِّ البحثُ في جميع غرف البيت عن أيِّ ثقوبٍ أو تشقُّقاتٍ في الجُدران وإغلاقها بالإسمنت أو الأسلاك المعدنيَّة، فأيُّ فتحةٍ صغيرة (حتى ولو كانت بحجم قرش معدني) ستكون كافيةً لتسمح لفأر بالدخول.
المصائد البلاستيكيّة
هي عبارة عن فخّ لاصطياد الفئران، تُوضع عليه قطعة من الجبن أو نوعٌ من الطَّعام لاستدراج الفأر إلى داخل المصيدة، التي تعمل كأداةٍ للقبضِ عليه ومنعه من الهرب.
وتُوجد الكثير من أنواع مصائد الفئران المُتَاحة في المتاجر الآن، ومنها المصائد الكهربائية، التي تكون مُزوَّدة بتيَّار كهربائيٍّ يصعقُ الفأر حالما يُلامس الفخ، فيموتُ على الفور، ومن ميزاتها إمكانيَّة التخلُّص من الفأر دُون الحاجة إلى الإمساك به أو لمسه، وأنَّها لا تسمح للفئران بسرقة الطُّعم (قطعة الجُبن مثلاً) دُون الوقوع في الفخّ، وهو الاحتمال المَوجود في حال استعمال المصائد البلاستيكية.
وأما المصائد الميكانيكيَّة العاديَّة فهي لا تُؤذي الفأر، وإنَّما يُمكن أخذه إلى خارج المنزل بعد أن يقع فيها ومن ثمَّ إطلاق سراحهِ بسُهولة. ومن الضروريّ وضع هذه المصائد بأماكن مُناسبة، فيجب أن تكون قريبةً من جُحر الفأر، وقد يحتاجُ الشَّخص إلى بذل جُهدٍ لاكتشاف المكان الذي تنام فيه الفئران في المنزل، وإذا لم تستطع الإمساك بشيءٍ فذلك يعني أنَّه يجبُ إمَّا تغيير مكانها أو تبديل الطُّعم المُستخدم لاستدراج الفئران، ويتوجَّب التحقُّق من المصيدة مرَّتين في اليوم الواحد.
نثرُ الفلفل الأسود والنباتات العشبيَّة
من السَّهل إبعادُ الفئران عن طريق رشِّ أشياء ذات رَوائح قويَّة (مثل الفلفل الأسود وأوراق النَّعناع أو الشاي أو البابونج المغليَّة) في أرجاء البيت، وخاصّة في زوايا الغُرف، وعندما يقوم الفأر باستنشاق رائحة الفلفل الأسود أو النعناع أو الشاي سينزعجُ ويبتعد عن المكان أو يُحاول الانتقال إلى جزاءٍ مُختلفة من المنزل، وهذا يسهل عمليّة التخلّص منه، وتُعتَبر العديدُ من المواد العضويَّة ذات الروائح القويَّة وسائل فعَّالة في التخلُّص من الفئران.
وعاء الماء
من وسائل التخلُّص من الفئران تحضير وعاءٍ بلاستيكيٍّ ووضع كمّيّة قليلة من الماء فيه، ويُفضَّل أن تكون للوعاء يدان بارزتان في الأعلى، وبعدها تُجلَبُ زجاجة ماء بلاستيكيّة فارغة، ويُفَكّ غطاء الزجاجة، وتثقب الزجاجة من أسفلها بمقدار سنتمترين، ثُمَّ يُمرَّرُ خيطٌ مُقوَّى من أسفل الزجاجة إلى أن تصل إلى رأس الغطاء، ويُربَطُ طرفا الخيط بيديْ الوعاء حتّى تكون الزجاجة في أعلى منتصف الوعاء، ويوضع القليل من الجبن على سطح الزجاجة، وعندها يتحوَّل الوعاء إلى فخٍّ للإيقاع بالفئران، ورُبَّما دفعها إلى ترك المنزل.
الفأر المنزلي
يتميّز الفأرُ المنزليّ بقُدرةٍ خاصّة على التكيّف مع الظّروف المُحيطة بمدن الإنسان والتّعاملِ معها، فقد تطوّر هذا الحيوانُ الصّغير ليكتسبَ المَقدرة على العيش في الأبنية والمُنشآت السكنيّة الحديثة ويبني لنفسه أوكاراً داخلها، كما استطاع أن يتسلَّل إلى السّفن الخشبيّة التي كان يتنقَّل بها الإنسان قبل القرن العشرين، وكان يغزو هياكلها ويحفُرُ جحوراً فيها باستمرار، فانتقلَ على مَتنِها إلى جميع أنحاء العالم وأصبحَ يعيشُ في مُعظم مدن البشر، رُغْم أنَّه بالأصل لم يكُن يسكن سوى أجزاءً مُعيّنةً من قارَّتَي أوروبا وآسيا. وهو قادرٌ على التّكاثر بسُرعة شديدة، وإيجاد موطنٍ مُمتازٍ له في أيّ بيئة يَسكنها الإنسان.
طبيعة الحياة لدى الفئران
تُعتَبر الفئران، عندما تعيشُ في بيئتها الطبيعيّة، حيواناتٍ ذاتٍ نشاط ليليّ، فهي لا تخرجُ من أوكارها للبحث عن الطّعام أو التجوّل غالباً إلا بعدَ حلول الظّلام، وفي حالاتٍ نادرة يُمكن أن تخرج في ضوء النّهار.
وهي تسكُنُ في جحورٍ تحفُرها تحت الأرض، كما أنّها جيّدة في القفز وتسلّق الأماكن الصَّعبة، عدا عن أنَّ العديدَ من أنواعها تستطيعُ السّباحة في الماء بكفاءةٍ مُمتازة. ومن أنواع الفئران ما يَقضي كلَّ حياته تقريباً تحت الأرض بحيثُ يحفر جحوراً مُعقَّدة وعميقةً على غرار حيوان الخُلْد.
والبيئة الطبيعيّة للفئران هيَ المُروج العشبيّة والحقول، فهي تحفرُ لنفسها جحوراً صغيرة بين الأعشاب تتكوَّن في الغالب من حُجْرة واحدةٍ رئيسيّة تُغطَّى أرضُها بالقشّ والحشائش الجافّة، وهي تُواجه عدداً كبيراً جداً من الأعداء الطبيعيِّين في بيئتها الأصلية؛ إذ إنَّ الكثيرَ من أنواع الأفاعي والطّيور (مثل البوم على وجهٍ خاص) والثدييات مُتوسّطة الحجم (مثل القطط والثّعالب) تستهدُفها على نحوٍ مُتكرّر وتعتمدُ عليها كغذاءٍ أساسيّ.