طريقة توزيع لحم الأضحية

هناك الكثير من الأعمال التي يستطيع المسلم القيام بها من أجل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وتكون هذه الأعمال من غير الفريضة فهي سنن ونوافل يقوم بها المسلم ويجزا عليها الأجر والثواب ويكسب رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بجنان النعيم وهناك الكثير من هذه السنن والنوافل سنة الوضوء وصلاة الضحى والأضحية وصيام التطوع وغيرها من الأعمال وسوف نتحدث فى هذة المقالة عن سنة الاضحية وتوزيع لحم الاضحية .

معنى الاضحية

سنتعرف في هذة الفقرة عن معنى الاضحية .

 

الأضحية لُغةً: من ضَحَّى يُضَحّي وتُجمع على أضاحي وأضاحٍ، وقد جاء أصل تسميتها من الضَّحوة الذي هو وقت الضحى أو أوَّل النهار

 

ويُقصد بها في هذا الموضع ما يتمُّ ذبحه من الأنعام، كالغنم والبقر والإبل وما شابهها من باقي الأنعام،

 

ويكون القصد من ذبحها التَّقرُّب إلى الله -سبحانه وتعالى- وذلك في وقتٍ مخصوص هو أيام عيد الأضحى المبارك الأربعة.

حكم الاضحية وأدلة مشروعيتها

سنتحدث في هذة الفقرة عن حكم الاضحية والادلة الشرعية .

أدلة مشروعية :

الأضحية ثبتت مشروعية الأُضحية في القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة، وقد قام بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وحثَّ أصحابه على القيام بها في أيام مخصوصة، كما أجمعت الأمة الإسلامية على شرعيَّتها

ومن الأدلة التي تثبت مشروعية الأضحية في الإسلام ما يلي: جاء في كتاب الله العديد من الآيات التي تثبت شرعية الأضحية، ومنها قول الله تعالى في سورة الحج: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ)

 

وقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر)[٤]. أما من السنة النبوية فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُضَحِّي بكبشَينِ أملحَينِ أقرنَينِ، ووضَع رِجلَه على صفحتِهما، ويذبحُهما بيدِه).

 

حكم الأضحية اختلف العلماء في حكم الأُضحية فذهب بعضهم إلى استحبابها، وقال آخرون بفرضيتها، وفيما يلي بيان أقوال كلِّ فريقٍ وأدلتهم:

يرى جمهور العلماء من الشافعيّة والحنابلة والمالكية في الراجح عندهم والإمام أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة في إحدى روايتيه أنّ الأُضحية سنّة مُؤكّدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنها غير واجبة

 

وقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بما روي عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- حيث قال: (إذا دخلتِ العَشْرُ وأراد أحدكم أن يُضحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعرِه وبشرِه شيئًا)،

فالإرادة الواردة في الحديث الشريف تُشير إلى أن المسلم مُخيرٌ بين الفعل والتَّرك، إذ لو كانت الأضحية واجبةً لما ترك الأمر مفتوحاً بالإرادة بل سيقيده بوجوب الفعل.

 

ذهب الإمام أبو حنيفة إلى وجوب الأضحية على القادر عليها، وقد وافقه في ذلك تلميذه أبو يوسف في قوله الثاني، والإمام أحمد بن حنبل في إحدى روايتيه واختار ذلك ابن تيمية، ومن أدلة أصحاب هذا القول؛ قول الله سبحانه وتعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر).

كيفية تقسيم لحم الاضحية

يُسنُّ للمُضحّي أن يأكل من الأضحية التي يُضحيها، فلا ينبغي له أن يوزّعها كاملةً للفقراء والمحتاجين، إنما عليه أن يدع شيئاً لأهل بيته فيأكل ويأكلون، وذلك لقول الله تبارك وتعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)

 

كما أنه ثبت عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (إذا ضَحَّى أحدُكم فَلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ)،

أما كيفية تقسيم لحم الأضحية فقد اختلف فيه العلماء، فذهب فريقٌ إلى استحباب تقسيمها ضمن حدود ثابتة، بينما قال آخرون بعدم اشتراط ذلك إنما يجوز للمُضحِّي أن يأكل منها شيئاً، ويتصدّق بشيءٍ آخر

 

وفيما يلي بيان ما ذهبوا إليه: ذهب علماء الحنفيّة إلى أنه يجوز للمُضحِّي أنّ يتصدّق بما يشاء من أضحيته، كما يجوز له أن يدَّخر ما يشاء منها لعياله، إلا أنّ الأفضل في ذلك أن يتصدَّق بالقسم الأكبر منها، إلا أن يكون ذا افتقار فالأولى أن يدَّخرها لعياله لتأمين قوتهم.

 

يرى فقهاء المذهب المالكي أنه يُستحب للمضحي أن يجمع بين أن يأكل من أُضحيته والتصدّق منها والإهداء لصديقه وجيرانه، وذلك دون تحديد شيءٍ من ذلك من حيث التَّقسيم

فيجوز أن يوزِّع نصفها ويُبقي نصفها، كما يجوز أن يوزِّع ثلثها ويُبقي ثلثيها، والأفضل أن يُبقي الأقلَّ منها إلا إن كان مُحتاجاً فيجوز أن يُبقيها جميعها لعياله.

 

ذهب الحنابلة إلى استحباب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث، فيُوزِّع ثلثها على جيرانه الفقراء، ويُبقي الثلث لأهل بيته، ويتصدَّق بالثلث الباقي على الفقراء والمساكين.

وقت الاضحية

 

كما أنّ لكل عبادةٍ وقتٌ مخصوص؛ فإن للأضحية وقتاً لا تُقبل إلا به، فإن وقعت خارجه قبله أو بعده لم تُعتبر أضحيةً بل ذبيحةً كغيرها، وقد اتَّفق العلماء على أنَّ أول وقت الأضحية يبدأ بعد شروق الشمس، مع خلافٍ يسيرٍ في تحديد ذلك الوقت، وقد اختلفوا كذلك في نهاية وقت قبول الأضحية، وبيان أقوالهم بهذا الخصوص فيما يلي:

 

أول وقت الأضحية: يرى علماء الشافعيّة والحنابلة أنَّ وقت الأضحية يبدأ بعد طلوع شمس يوم عيد الأضحى الأول، المسمى يوم النّحر، بينما يرى المالكية أنه لا بدَّ للمضحي أن ينتظر إلى أن يفرغ الخطيب من صلاة العيد وخطبتها ويذبح هو إن كان ممن يريد الأضحية تأسّياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك

 

أما الحنفيّة فإنهم يفرِّقون بين أول وقت الأضحية لأهل الأمصار عن أول وقتها لأهل البادية، فعندهم أن أول وقت الأضحية لأهل الأمصار كما يرى باقي الفقهاء يبدأ بنزول الخطيب عن المنبر بعد صلاة العيد وخطبته، أما أهل البادية فلهم الحق بالبدء بذبح الأضحية بمجرد طلوع الفجر.

 

آخر وقت الأضحية: يرى جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة أنَّ آخر وقت الأضحية ينتهي بمغيب شمس ثالث أيام عيد الأضحى الذي هو الثّاني من أيام التّشريق

 

بينما يرى الشافعيّة أن وقت الأضحية ينتهي بمغيب شمسِ رابع أيام عيد الأضحى المبارك وهو اليوم الثّالث من أيّام التّشريق، وقد استدلَّ الشافعية على ما ذهبوا إليه بما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كلُّ أيَّامِ التَّشريقِ ذبحٌ).

إ

تقسيم الاضحية

من المستحب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث، يأكل صاحبها ثلاث، ويقوم بإهداء الثلث الثاني للمقربين له

 

والتصدّق بالثلث الثالث للفقراء والمساكين، في حالة قام المسلم بأكل كمية أكبر من الثلث المخصّص له، فلا حرج عليه في ذلك، ولو أراد التصدق بكمية أكبر من الثلث فهذا جائز له؛ لأنّ تقسيم الأضحية يعود إلى رغبة المضحي وليس واجباً، لقول ابن عمر رضي الله عنهما:

 

“الضحايا والهدايا، ثلث لك، وثلث للأهل، وثلث للمساكين”، وهناك العديد من الأحاديث التي وردت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، المتعلّقة بوجوب الأكل والتصدق والادخار من لحوم الأضاحي

 

ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ادَّخِرُوا ثَلاثًا ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأَسْقِيَةَ مِنْ ضَحَايَاهُمْ وَيَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا ذَاكَ قَالُوا نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاثٍ فَقَالَ إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ (وهم ضعفاء الأعراب الذين قدموا المدينة) فَكُلُوا وَادَّخِرُوا.”

 

من الجائز أن يقوم المسلم بادخار أضحيته، لكنّ الأفضل القيام بتوزيع جزء منها، ذهب جمهور الشافعي إلى أنّه من المستحب أن يأكل المضحّي من أضحيته

وتقسيمها يكون حسب قدرة هذا المقدرة، فإن كان ميسور الحال وجب التقسيم، وإن كان من الأشخاص ذوي الدخل المحدود، لا يقوم بتقسيم الأضحية

 

ومن الأفضل أن يتمّ التبرع بكامل الأضحية وإبقاء جزء قليل منها لسدّ حاجته، أمّا المذهب الحنبلي ذهب إلى أن يأكل المضحي ثلث الأضحية، ويتصدّق على الفقراء بثلث، ويهدي من يشاء الثلث الأخير، وذهب الشافعي والحنبلي على عدم جواز بيع جلدها ولا يجوز إعطاء الجزار الذي يذبح الأضحية أي جزء منها.

 

أجمع الفقهاء على أنه من المستحب على المضحي أن يأكل من أضحيته لقوله تعالى: “فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا”، سواء كان هذا اللحم هدية أو أضحية فكلتا الحالتين متشابهتين، ولقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “إذا أضحى أحدكم فليأكل من أضحيته ويطعم منها غيره”، لأنهّا هدية من الله تعالى، وهذا المضحي ضيف الله تعالى.

لكل ما هو جديد ومفيد زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top