ظاهرة العنف المدرسي انتشر ماخرا ظاهره غريبه جدا مع بدايه القرن ال21 وهي ظاهره العنف المدرسي وهو حدوث عنف في التعامل بين الطلاب بعضهم بعض وبين المدرسين والطلاب ….والعنف هو الايذاء الجسدي او المعنوي .
تعريف العنف
يعرف العنف بأنه سلوك إيذائي قوامه إنكار الآخرين كقيمة مماثلة للأنا أو للنحن ، كقيمة تستحق الحياة والاحترام ، ومرتكزة على استبعاد الآخر ، إما بالحط من قيمته أو تحويله إلى تابع أو بنفيه خارج الساحة أو بتصفيته معنويا أو جسديا .
ويعرف أيضا بأنه ( سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية بهدف إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة ).
إذا فالعنف يتضمن عدم الاعتراف بالآخر ويصاحبه الإيذاء باليد أو باللسان أي بالفعل بالكلمة ، وهو يتضمن ثلاث عناصر ( الكراهية – التهميش – حذف الآخر ) .
والعنف سلوك غير سوي نظرا للقوة المستخدمة فيه والتي تنشر المخاوف والأضرار التي تترك أثرا مؤلما على الأفراد في النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي يصعب علاجها في وقت قصير ، ومن ثم فإنه يدمر أمن الأفراد وآمان المجتمع .
الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال
تجمع أغلب الدراسات النفسية والاجتماعية على أن سلوك العنف على المستوى الفردي أو الجماعي هو عادة مكتسبة متعلمة تتكون لدى الفرد منذ وقت مبكر في حياته من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية المتبادلة ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية.ويمكن إجمال أهم الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال في العوامل الآتية:
أولا العوامل الأسرية :
ويمكن إجمالها في الأتي :
– أساليب التنشئة الخاطئة مثل ( القسوة – الإهمال – الرفض العاطفي – التفرقة في المعاملة – تمجيد سلوك العنف من خلال استحسانه، القمع الفكري للأطفال من خلال التربية القائمة على العيب والحلال والحرام دون تقديم تفسير لذلك-التمييز في المعاملة بين الأبناء).
– فقدان الحنان نتيجة للطلاق أو فقدان أحد الوالدين
– الشعور بعدم الاستقرار الأسري نتيجة لكثرة المشاجرات الأسرية والتهديد بالطلاق
– عدم إشباع الأسرة لحاجات أبنائها المادية نتيجة لتدني المستوى الاقتصادي
– كثرة عدد أفراد الأسرة فلقد وجد من خلال العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وسلوك العنف
– بيئة السكن فالأسرة التي يعيش أفرادها في مكان سكن مكتظ يميل أفرادها لتبني سلوك العنف كوسيلة لحل مشكلاتهم
ثانيا أسباب مجتمعية :
1- ثقافة المجتمع : ويقصد بالثقافة هنا جميع المثل والقيم وأساليب الحياة وطرق التفكير في المجتمع فإذا كانت الثقافة السائدة ، ثقافة تكثر فيها الظواهر السلبية والمخاصمات وتمجد العنف فإن الفرد سوف .
2- إن المجتمع يعتبر بمثابة نظام متكامل يؤثر ويتأثر بأنساقه المختلفة في نسق الأسرة يؤثر في نسق التعليم ونسق الإعلام يؤثر الأسرة وهكذا ، فإذا ساد العنف في الأسرة فسوف ينعكس علي المدرسة وهكذا .
3- الهامشية : فالمناطق المهمشة المحرومة من أبسط حقوق الإنسان ونتيجة لشعور ساكنيها بالإحباط عادة ما يميلون إلى تبنى أسلوب العنف بل ويمجدونه .
4- الفقر يعتبر الفقر من الأسباب المهمة في انتشار سلوك العنف نتيجة لإحساس الطبقة الفقيرة بالظلم الواقع عليها خصوصا في غياب فلسفة التكافل الإجتماعى وفي ظل عدم المقدرة علي إشباع الحاجات والإحباطات المستمرة لأفراد هذه الطبقة .
5- مناخ مجتمعي يغلب علية عدم الاطمئنان وعدم توافر العدالة والمساواة في تحقيق الأهداف وشعور الفرد بكونه ضحية للإكراه والقمع .
6- مناخ سياسي مضطرب يغلب علية عدم وضوح الرؤيا للمستقبل
7- الغزو والاحتلال فالعنف يولد العنف .
ثالثا أسباب نفسية :
1- الإحباط فعادة ما يوجه العنف نحو مصدر الإحباط الذي يحول دون تحقيق أهداف الفرد أو الجماعة سواء كانت مادية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية
2- الحرمان ويكون بسبب عدم إشباع الحاجات والدوافع المادية والمعنوية للأفراد مع إحساس الأفراد بعدم العدالة في التوزيع
3- الصدمات النفسية والكوارث والأزمات خصوصا إذا لم يتم الدعم النفسي الاجتماعي للتخفيف من الآثار المترتبة على ما بعد الأزمة أو الصدمة
4- النمذجة فالصغار يتعلمون من الكبار خصوصا إذا كان النموذج صاحب تأثير في حياة الطفل مثل الأب أو المعلم
5- تعرض الشخص للعنف فالعنف يولد العنف بطريقة مباشرة علي مصدر العدوان أو يقوم الشخص المعنف بعملية إزاحة أو نقل على مصدر أخر له علاقة بمصدر التعنيف
6- تأكيد الذات بأسلوب خاطئ ( تعزيز خاطئ ) من قبل الذات أومن قبل الآخرين
7- حماية الذات عندما يتعرض الشخص للتهديد المادي أو المعنوي
8- حب الظهور في مرحلة المراهقة خصوصا إذا ما كانت البيئة الاجتماعية تقدر السلوك العنيف وتعتبره معيارا للرجولة والهيمنة .
9- وقت الفراغ وعدم وجود الأنشطة والبدائل التي يمكن عن طريقها تصريف الطاقة الزائدة .
10 – شعور الفرد أو الأفراد بالاغتراب داخل الوطن مع ما يصاحبة من مشاعر وأحاسيس نفسية واجتماعية حيث وجد في العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين العنف والاغتراب .
11- غالبا ما يصدر العنف عن الأفراد الذين يتسمون بضعف في السيطرة علي دوافعهم عند تعرضهم للمواقف الصعبة مما يؤدي لسلوك العنف .
رابعا : وسائل الإعلام وألعاب الأطفال :-
تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال من خلال ما تعرضه من برامج ومسلسلات على الشاشة لما تحتويه من عناصر الإبهار والسرعة والحركة والجاذبية وبالتالي يقوم الطفل بتمثلها وحفظها في مخزونه الفكري والسيكولوجي ، كما أن مسلسلات الأطفال بما تحتويه من ألفاظ وعبارات لاتتناسبت في كثير من الأحيان مع واقع مجتمعنا الفلسطيني كما نجد أن الألفاظ والمشاهد تكرس مفاهيم القتل والعدوان والسيطرة والقوة
العنف المدرسي أسباب ونتائج وحلول
تعتبر المدرسة إحدى وسائط التنشئة الاجتماعية والتي أوكل إليها المجتمع مسؤولية تحويل أهدافه وفق فلسفة تربوية متفق عليها إلي عادات سلوكية تؤمن النمو المتكامل والسليم للتلاميذ إلي جانب عمليات التوافق والتكيف والإعداد للمستقبل، ومن خلال المدرسة يتشكل أيضا وعي الإنسان الاجتماعي والسياسي ، و يكتسب التلميذ المهارات والقدرات لمزاولة نشاطه الاقتصادي بل وأكثر من ذلك يتشكل من خلال التعليم أبرز ملامح المجتمع وتتحد مكانته في السلم الحضاري .
وتسعى المدرسة جاهدة لتحقيق ذلك من خلال وسائل تربوية قائمة على أسس معرفية ونفسية .
فهل العنف الذي يمارس داخل مدارسنا سواء من قبل المعلمين تجاه الطلبة أومن قبل التلاميذ تجاه المعلمين ، أو من قبل التلاميذ تجاه بعضهم البعض ؟
إن العنف هو نقيض للتربية فهو يهدر الكرامة الإنسانية ، لأنه يقوم علي تهميش الآخر وتصغيره والحط من قيمته الإنسانية التي كرمها الله ، وبالتالي يولد إحساسا بعدم الثقة وتدني مستوى الذات وتكوين مفهوم سلبي تجاه الذات والآخرين والعنف الذي يمارس تجاه الطالب لا يتماشى مع أبسط حقوقه وهو حرية التعبير عن الذات لأن العنف يقمع هذا الحق تحت شعار التربية .
وقبل البدء في مناقشة هذه المشكلة لابد من الإشارة إلي أن هذه المشكلة ليست مشكلة فلسطينية فقط بل هي مشكلة عربية وعالمية أصابت المدارس وأصبحنا نسمع عن أخبارها في الدراسات والأخبار العالمية ، وحين نناقشها فليس من باب جلد الذات .وقد نشأت هذه المشكلة نتيجة تراكمات الماضي من أصل تصادم الآراء والأحكام والنظرة ألي السلطة والقوة، كما أن لها علاقة بأسلوب الحياة والمعيشة الاجتماعية في الأسرة والسوق والمؤسسات، ولما كان التربويون جزءا من الحياة، فقد اكتسبوا عادات العنف من أصل حياتهم عندما كانوا أطفالا في الأسرة وعندما كانوا طلبة في المدارس وطلبة في الجامعات ومعلمين .
أولا:أشكال العنف المدرسي :
للعنف المدرسي عدة مظاهر وأشكال منها :
من طالب لطالب أخر :
– الضرب : باليد – بالدفع – بأداة – بالقدم وعادة ما يكون الطفل المعتدى عليه ضعيف لا يقدر على المواجهة وبالذات لو اجتمع عليه أكثر من طفل .
– التخويف : ويكون عن طريق التهديد بالضرب المباشر نتيجة لأنه أكثر منه قوة أو التهديد بشلة الأصدقاء أو الأقرباء .
– التحقير من الشأن : لكونه غريبا عن المنطقة أو لأنه أضعف جسما أولأنه يعاني مرضا اوإعاقة أو السمعة السيئة لأحد أقاربه .
– نعته بألقاب معينة لها علاقة بالجسم كالطول أو القصر أو غير ذلك، أولها علاقة بالأصل ( قرية – قبيلة ) .
– السب والشتم.
من طالب على الأثاث المدرسي :
– تكسير الشبابيك والأبواب ومقاعد الدراسة .
– الحفر على الجدران .
– تمزيق الكتب .
– تكسير وتخريب الحمامات .
– تمزيق الصور والوسائل التعليمية والستائر .
من طالب علي المعلم أو الإدارة المدرسية :
– تحطيم أو تخريب متعلقات خاصة بالمعلم أو المدير .
– التهديد والوعيد .
– الاعتداء المباشر.
– الشتم أو التهديد في غياب المعلم أو المدير .
من المعلم أو المدير على الطلبة :
– العقاب الجماعي ( عندما يقوم المعلم بعقاب جماعي للفصل سواء بالضرب والشتم ، لأن طالب أو مجموعة من الطلبة يثيرون الفوضى ) .
– الاستهزاء أو السخرية من طالب أو مجموعة من الطلبة .
– الاضطهاد .
– التفرقة في المعاملة .
– عدم السماح بمخالفته الرأي حتى ولو كان الطلب على صواب .
– التهميش .
– التجهم والنظرة القاسية .
– التهديد المادي أو التهديد بالرسوب .
– إشعارا الطالب بالفشل الدائم .
طابع عالمي
ظاهرة العنف في المدارس ظاهرة ذات طابع عالمي لا تقتصر على مجتمع دون الآخر، ولا ترتبط بغنى أو فقر، او قوة وضعف،او تقدم وتخلف، فهي تبقى في النهاية سلوكا إنسانيا له اسباب ودوافع أخرى تتشابه في الكثير من المجتمعات وقد تختلف في بعضها البعض لعوامل بيئية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو غيرها، وهذه نماذج من بعض الدول:
أستراليا
قال وزير التربية والتعليم في كوينزلاند في يوليو 2009 ان مستويات العنف في المدارس المرتفعة «غير مقبولة على الإطلاق» واعترف بأنه لم تبذل جهود كافية لمكافحة العنف. وفي العام 2008، فُصل 55000 طالب في مدارس حكومية وكان قرابة الثلث منهم فصلوا بسبب «سوء السلوك الجسدي». أما في جنوب أستراليا، فقد سجل 175 اعتداء عنيفا على الطلاب أو الموظفين في عام 2008.
بلجيكا
أظهرت دراسة حديثة أن العنف الذي يتعرض له المعلمون في بلجيكا الفرنكوفونية كان من الأسباب الرئيسة لترك مهنة التدريس.
بلغاريا
بعد «تقارير عديدة خلال العقد الماضي عن العنف في المدارس»، وضع وزير التربية والتعليم البلغاري في عام 2009 قوانين أكثر صرامة لسلوك الطلاب، بما في ذلك ارتداء اللباس غير المناسب، والحضور في حالة سكر، وحمل الهواتف النقالة، وقرر إعطاء المعلمين صلاحيات جديدة لمعاقبة الطلاب المشاغبين.
فرنسا
ادعى وزير التربية والتعليم الفرنسي في عام 2000 أن 39 مدرسة حكومية من أصل 75000 كانت «تعاني من العنف بدرجة خطيرة» و300 مدرسة كانت «تعاني من العنف بعض الشيء».
بولندا
دفع انتحار فتاة تعرضت لتحرش جنسي في المدرسة في عام 2006، وزير التربية والتعليم البولندي رومان جيرتيتش، الى إطلاق خطة إصلاحية للمدارس «بلا تسامح». وبموجب هذه الخطة، فإن المعلمين يعدون قانونيا في منصب الخدمة المدنية، ما يجعل عقوبات جرائم العنف التي تقع عليهم أشد. ومدير المدرسة سيكون، من الناحية النظرية، قادرا على إرسال التلاميذ العدوانيين لأداء أعمال تتعلق بخدمة المجتمع، وقد يغرم آباء هؤلاء الطلاب أيضا. ويمكن أن يواجه المعلمون الذين لا يبلغون عن أعمال العنف في المدرسة عقوبة السجن.
الإسلام والوقاية من العنف
كلمة الإسلام مشتقة من كلمة «السلام» ويشكل السلام احدى الركائز الأساسية في حياة المسلم. وقد ذكرت كلمة «السلام» في القرآن أكثر من 14 مرة، ويؤكد الإسلام على نبذ العنف والقتل ويقول القرآن «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» (السورة 5 – الآية 32)، وقد بين النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه السلوك الصحيح للمسلم فقال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وقد أشار القرآن لهذا الموضوع في مراحل الوقاية الثلاث.
المرحلة الأولى
يبدأ اسلوب الإسلام في الوقاية من العنف قبل الميلاد حيث يوصي الزوج باختيار شريكة حياته من مجتمع جيد مسالم فيقول الحديث الشريف «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس».
ويوصي الرسول صلوات الله عليه – الشباب الا يتزوج فتاة لجمالها فقط اذا كانت قد نشأت في بيئة سيئة لأن مثل هذه الفتاة تشبه زهرة نمت في بيئة فاسدة فيقول «اياكم وخضراء الدمن وهي المرأة الجميلة في منبت السوء» وهذه الوصايا لتجنب الجينات المريضة.
ويعطي الإسلام للأيام الأولى في الحياة أهمية خاصة ففيها تشكل شخصية الفرد ولهذا السبب يؤكد الإسلام على اهمية هذه الأيام ويحرص على نضج الأخلاقيات والسلوك الحميد وتنشيط الارادة.
ويؤكد الرسول صلوات الله عليه على التأكيد لتعليم الابناء مبادئ الصلاة قبل السابعة، وهذا يتطلب النظافة والوضوء وقراءة القرآن وتقليد سلوك الوالدين اثناء الصلاة والاستماع اليهم وهم يقرأون القرآن والاجابة عما يوجه اليهم من اسئلة اثناء هذه الفترة الحرجة من العمر.
وتؤدي هذه الخطوات إلى النضج السريع الصحي الخالي من العدوان والعنف والذي يتسم بالسلام والحب والطاعة وهذه الوقاية الأولية مسؤولية عدة اطراف، فالوالدان والأسرة يأتيان أولا يليها المدرسة والنادي والجيران والاصدقاء والزملاء ووسائل الإعلام والقادة أو الزعماء في كل منطقة. كما انها لها اهمية كبرى في أماكن العبادة كالمساجد.
المرحلة الثانية
قد ينشأ العنف في كثير من الاسباب المرضية سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو عضوية أو اقتصادية أو غير ذلك. والتشخيص المبكر مهم جداً لمعالجة هذه الأمراض المختلفة والتعامل معها. ولا بد للمجتمع ان يكون مستعداً لإقامة مراكز العلاج اللازم لمواجهة هذه الحالات واعطاء العلاج المبكر والمتابعة. ولا بد للطبيب النفسي والاخصائي النفسي والاخصائي الاجتماعي والمرشد الديني ان يعملوا كفريق واحد في هذه المراكز.
ويؤكد القرآن هذا الاتجاه حيث يقول «ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون» السورة 3 الآية (104).
وإذا نجح المجتمع في تحقيق هذه الأهداف فان مشكلة العنف سوف تقل… ان العنف يولد العنف، ولا بد للجهات المعنية ان تعالج هذه الظاهرة في جميع المجالات. فلا بد من تحليل العنف ومعرفة دوافعه ومعالجتها حسب طبيعتها. ويقول القرآن «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم».
المرحلة الثالثة
قد تستمر حالات العنف بسبب خطأ العلاج أو غير ذلك من الأمراض وهذه الحالات تحتاج التأهيل والعلاج في مراكز خاصة تستعمل احدث الاجهزة والاساليب التي من بينها الاسلوب الديني. ولا بد للمجتمع ان يسهل انشاء هذه المراكز وتبني سياستها الوقائية على الاسلوب الاجتماعي الديني.
ولا بد ان تبتعد هذه المراكز عن المفاهيم القديمة على اعتبار انها مراكز للعقوبة ويؤكد القرآن على هذه المبادئ فيقول: «ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولاً معروفا» والكثير من الحالات تستجيب للوقاية الثالثة ويعودون إلى المجتمع الذي يجب عليه ان يسهل حياتهم ويقبلهم كمواطنين عاديين وهذا يتطلب القيام بدور المتابعة لتجنب النكسة.
مجتمع متوازن
لقد وضع الإسلام حدودا معينة لا يجب تجاوزها كما ان هناك انواعاً خاصة من العقوبة تطبق على من يتجاوز هذه الحدود وذلك لتحقيق التوازن في المجتمع وللحيلولة دون احتمال الأخذ بالثأر. ولكن على الرغم من كل هذه الاحتياطات فإن الإسلام يشجع الناس على التسامح والعفو، وهذا الاتجاه يساعد على تقوية صلابة شخصية الفرد المسلم واستقرارها ويقول القرآن في هذا المعنى «فمن عفا واصلح فأجره على الله». ان الإسلام عندما يوفر قاعدة عريضة لمقاومة العنف فإنه يكون بذلك قد حفظ حقوق الأفراد واكد على التزاماتهم ويكون بذلك قد ساعد على إيجاد مجتمع متوازن.
الخاتمه
وبعد هذا المقال نتمني ان يقلل من ظاهره العنف المدرسي لانها من اهم القضايه التي تؤثر علي الطالب ونفسيته ومستقبله .