ظاهره البطاله ان البطاله من اكبر المشاكل التي تواجه اغلب الدول الناميه والبطاله من الظواهر التي لها اسباب ونتائج واليوم سوف نقدم لكم مقال عن البطاله والاسباب الحقيقه وراء البطاله وطبيعتها .
تعريف البطالة
البطالة لغة التعطل ونقيض العمالة والقعود عن السعي لمنفعة الدنيا او الاخره،ورد في
المعجم الوسيط (… وبطل العامل بِطالة: تعطّل، فهو بطّال)،وورد فى المصباح المنير (..وبَطَلَ الأجير من العمل فهو بطّال بيّن البَطالة بالفتح… وربما قيل بُطالة بالضم حملاً على نقيضهـا وهي العُمالة)، وورد في المفردات للأصفهاني (…ويقال للمستقل عمّا يعود بنفع دنيوي أو أخروي بَطّال، وهو ذو بِطالة بالكسر..).أما اصطلاحا فقد تعددت تعريفات البطاله، وهناك تعريف دارج في الاقتصاد السياسي التقليدي ان البطالة هي عدم العمل مع الرغبة فيه، وهو التعريف الذى أخذت به منظمة العمل الدولية حيث عرفت العاطل بأنه (كل من هو قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى).
غير ان هذا التعريف كما هو واضح يستبعد الذين لا يرغبون في العمل ، وهو بهذا يربط العمل بالأجر لان الذين لا يرغبون بالعمل هم الذين تتوافر لديهم المقدرة على الإنفاق بدون ان يعملوا، وهو بهذا يضيف ربات البيوت وأفراد العائلة الذين يعملون فى المنازل بدون اجر للعاطلين عن العمل.والتعريف الذى نأخذ به هو تعريفها بأنها عدم القيام بعمل منتج مع توافر المقدرة الذاتية عليه، وبناءا على هذا التعريف فان البطالة تفترض مقدره ذاتيه على العمل ، فهي لا تقوم بالنسبة للأطفال والشيوخ والعجزة. كما ان البطالة ليست مرتبطة بالعمل من حيث هو مجرد جهد مبذول، لان كل الناس يعملون، ولا يوجد على وجه الأرض من لا يعمل إلا العاجزون كليا ، إنما ترتبط البطالة بالعمل المنتج، اى الجهد المبذول في الإنتاج الاقتصادي .
أنواع البطالة
وطبقا لهذا التعريف يكون العمل عنصرا في عمليه الإنتاج، والبطالة هي خروج العمل من عمليه الإنتاج لفترات من السنة ( البطالة موسميه)، او بصوره دوريه( البطالة الدورية)، او عند تغير أسلوب الإنتاج ، اى تطور أدوات الإنتاج على وجه يستغنى فيه الإنتاج عن بعض قوه العمل ، او تطورها بمعدل يحول دون اكتساب المهارة الازمه( البطالة الفنية)، او امكانيه خروج العمل دون ان يتأثر الإنتاج (البطالة المقنعة)..
ما هي الأسباب التي أدت للبطالة؟
تتعدد الأسباب التي أدت إلى ظهور مثل هذه المشكلة، فمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتي سوف نتناولها
بالتفصيل هنا:
الأسباب السياسية وهي كافة أنواع المؤثرات والمتغيرات المتعلقة بسياسة دولة ما، والتي أدت إلى ظهور هذه المشكلة، ومنها:
انتشار الحروب والصراعات الأهلية الداخلية في الدول.
عدم قيام الحكومات الدولية بتقديم الدعم الكافي لقطاع الأعمال.
غياب الأثر الفعال لمجال التنمية البشرية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية.
الأسباب الاقتصادية وتعد أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار البطالة ورفع معدلاتها على المستوى الدولي،
ومنها:
قلة الوظائف المعروضة مقابل الزيادة الشديدة في عدد الموظفين، وهو ما يصنع في قطاع الأعمال ما يسمى بالركود الاقتصادي، فهو نتيجة للزيادة في خريجي الجامعات مع عدم قدرة الحكومة على توفير الوظائف المناسبة لهم.
يوجد ما يسمى بالبطالة المؤقتة، وهي الاستقالة من العمل ومحاولة البحث عن عمل جديد، ويطلق على الفرد في هذه الحالة عاطل؛ حتى يستطيع الحصول على فرصة عمل مناسبة.
استبدال الإنسان بالآلة كالكمبيوتر، حيث قامت العديد من الشركات باستبدال العمال بحواسيب لها القدرة على إنجاز المهام في وقت أقل وبكميات أكبر، وهو ما أثر بنسبة كبير في تحول أفراد كثيرة لعاطلين وزاد من حدة البطالة في المجتمع.
قيام بعض المنظمات والشركات باستقدام خبراء وموظفين من الخارج، وكذلك بعض المصانع تلجأ لتوظيف الأجانب، حيث أنهم أقل في التكلفة من العمال المحليين، مما ساهم في زيادة البطالة.
الأسباب الاجتماعية هي الأسباب التي يكون المجتمع عنصر أساسي فيها متأثراً بالأسباب السياسية والاقتصادية، ومن أهم الأسباب الاجتماعية:
التزايد المستمر في معدلات الفقر والزيادة السكانية مع قلة في الوظائف والمهن.
عدم وجود تنمية اجتماعية محلية للمجتمع، حيث تعتمد في عملها على الاستفادة من كافة المؤثرات الإيجابية، والتي يقوم بتقديمها قطاع الاقتصاد في المنظمات المحلية.
عدم وجود اهتمام كافي بالتعليم، مما يعمل على غياب الوعي بالمشاكل القومية والاجتماعية المهمة.
الشعور باليأس والإحباط من قبل الشباب؛ لعدم حصولهم على فرص كافية للتوظيف، والحصول على مورد مادي يساعده على الحياة.
عدم وجود أفكار جديدة ومتطورة لمشروعات حديثة تستوعب عدد كبير من الموظفين، والتي تساعد على التقليل من نسب البطالة في المجتمع
البطالة بين المجتمعات الغربية والمجتمعات المسلمة.
تعتبر البطالة في المجتمعات الغربية الليبرالية الراسماليه احد أهم إفرازات الأزمات الاقتصادية الدورية للنظام الاقتصادي الرأسمالي، المستند إلى الليبرالية كفلسفة ومنهج، والقائم على عدم تدخل الدولة كممثل للمجتمع. فعلى سبيل المثال أفرزت الازمه الاقتصادية العالمية الاخيره اعلي معدلات للبطالة في الغرب ، مما أدى إلى قيام حركه “احتلوا وول ستريت” فى أمريكا كحركة احتجاج ضد أهم افرزات هذه الازمه، وهى ارتفاع معدلات البطالة ، كما كانت بداية ثوره الشباب العربي في كل من تونس ومصر، لان هذه الدول اتخذت موقف القبول المطلق من الخصخصة (الاليه الاساسيه للراسماليه)، وبالتالي كانت أكثر الدول العربية تأثرا بالازمه الاقتصادية العالمية وإفرازاتها.. أما في المجتمعات المسلمة فإننا نجد ان الإسلام على المستوى النظري(ما ينبغي ان يكون) قد اعتبر العمل قيمه ايجابيه، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)(ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده). كما اعتبر ان البطالة ظاهره سالبه ،يقول ابن مسعود(رضي الله عنه) (إني لأكره أن أحد الرجل فارغاً لا في أمر دنياه ولا في أمر آخرته) .
أما على المستوى التطبيقي (ما هو كائن) فقد كان للدولة في المجتمعات المسلمة في مراحلها المتقدمة دور فاعل في محاربه البطالة من خلال آليات متعددة منها : القروض العامة:
فقد أعطى عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) للفلاحين في العراق أموالاً من بيت المال لاستغلال أرضهم، وعن الإمام أبي يوسف (ويعطى للعاجز كفايته من بيت المال قرضاً ليعمل فيها). ثانيا: تطبيق مفهوم الأرض لمن يفلحها لقوله (صلى الله عليه وسلم)
(من أحيا أرضاً ميتة فهي له) .ثالثا: عطاء الدولة: يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ( والله ما احد أحق بهذا المال من احد، وما من احد إلا وله نصيب في هذا المال نصيب أعطيته أو منعته) ( عبد القادر المطري، كيف عالج الإسلام البطالة).غير ان البطالة قد شاعت في المجتمعات المسلمة في مراحلها المتاخره ،نتيجة لعوامل متعددة منها: تحلف النمو الاقتصادي لهذه المجتمعات نتيجة لتخلف نموها الحضاري ككل،وكمحصله لعوامل داخليه (كالجمود الاستبداد) وخارجية (كالاستعمار) متفاعلة ، ولتطبيق هذه المجتمعات للنظام الاقتصادي الراسمالى تحت شعارات عده كالانفتاح والخصخصة والإصلاح الاقتصادي…
آثار البطالة: من الآثار السالبة للبطالة الظاهرة انه من الثابت انه حيث توجد البطالة لانعدام فرص العمل توجد الجرائم (العمل غير المنتج)، وحيث توجد البطالة لانعدام الحاجة إلى العمل يوجد المجرمون والضحايا معا. بالاضافه إلى ان البطالة الظاهرة في كل الأحوال تحرم الشعب من بعض إمكانياته، فتنتقص من مقدرته على التقدم الاجتماعي. ومن الآثار السالبة للبطالة المقنعة أنها تبدد قدرا من كفائه العمل المبذول في غير موضعه، وتبدد الموارد التي لا تجد عملا يبذل فيها، وتكون الحصيلة عجز الشعب عن التقدم بما هو متاح فيه من بشر وموارد
من أساليب حل مشكله البطالة
· تفعيل دور الدولة في محاربه البطالة ، من خلال التأكيد على دور الدولة في الاقتصاد،بدعم القطاع العام ماليا وفنيا وبشريا،وإصلاحه و تطهيره من البيروقراطية والفساد، وتفعيل الرقابة فيه .
· ان حل مشكله البطالة المقنعة لا تكون بالتبديد ” الكلى ” لقوة العمل بفصل العاملين كما يرى أنصار الحل الليبرالي الرسمالى. ، إنما يكون بالتوسع في القطاع العام ، بمزيد من المؤسسات الصناعية والتجارية والزراعية لتظل فرص العمل دائما أكثر من قوة العمل المتاحة .
· تجاوز موقفي القبول او الرفض المطلقين من الخصخصة (الاليه الاساسيه للراسماليه )إلى موقف نقدي منها قائم على:الوقوف ضد خصخصة المؤسسات الاستراتيجية والسلع الضرورية،مع ضمان شفافية وديمقراطية خصخصة القطاعات والسلع الأخرى بالرجوع إلي الشعب ورقابه الدولة.
· توجيه القطاع الخاص والاستثمار الاجنبى نحو المجالات الانتاجيه التي تساهم فى ايجاد فرص عمل جديدة، وتحفيزهما من خلال تخفيض الضرائب والرسوم في هذه المجالات.
· اتخاذ كافه الخطوات الممكنه تجاه الوحده الاقتصاديه بين الدول العربيه والاسلاميه، ومن ضمنها تسهيل حركه انتقال العماله والاستثمار بين هذه الدول.
· دعم المشاريع الصغيره وتفعيل التمويل الاصغر.
· تطوير النظام التعليمي لضمان مواكبته للتطور العلمي والتكنولوجي.
· تطوير التعليم الفني(التقني),
الخاتمه
وبعد هذه المقال نتمني ان تكونو الان تعلمو اسباب البطاله ونتمني ان ينال موقعنا لحظات علي اعجابكم .