عميد كلية الدارسات العليا السابق بالأزهر: حواء لم تخلق من ضلع آدم حصري على لحظات


قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن بعض التفاسير للقرآن ساهمت في تشكيل صورة عن المرأة أنها شر مطلق، بسبب المفاهيم الخاطئة الإسرائيلية التي تسربت إلى كتب التفسير، وجاءت أيضا من بعض الكتب المتعلقة بالأديان.


وأضاف “أبوعاصي”، خلال حديثه لبرنامج “أبواب القرآن”، تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي “الحياة” و”إكسترا نيوز”، أن علماء النحو أيضًا ساهموا في هذه الصورة، عندما وقفوا أمام الآية “فانكحوا ما طاب لكم من النساء”، وقالوا “ما” تستعمل لغير العاقل، و”من” تستعمل للعاقل.




وأردف: “في آيات أخرى “ومنهم من يمشي على أربعة”، نقول من استخدمت لغير عاقل، يرد أنها مجاز، وفي الآية “والسماء وما بناها”، قالوا “ما” تستعمل مكان “من”، لكنه يرجع عند فانكحوا ما طاب لكم، ويقول “ما” لأنها غير عاقلة .




وأوضح أن محمد عبده ورشيد رضا وطاهر بن عاشور، يقولون المرأة في الميراث هي الأصل والقيمة وألحق بها الرجل، لأنه قال للذكر مثل حظ الأنثنين، لكن مفسر آخر مثل الألوسي يقول قدم الذكر على الأنثى لشرفه، لكن القرآن يريد أن يقيس أن المرأة لها حق في المال ولها حق في الميراث، ومن يقرأ في الدراسة التراثية وليس لديه الخلفيات الثقافية والعلمية سيقع في فخ قول الرجل أشرف من المرأة.




وأردف: “كتب النحو أيضًا تحتاج لتحديث، في كتب اللغة يقول التأنيث فرع التذكير، وأن الرجل هو الأصل، وهذا سبب ظهور كتب في الغرب من النساء أكثرها طعن في القرآن على أنه كتاب ذكوري”، واستنادًا إلى أن الخطاب في القرآن للمذكر “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم”.




وعقب: “يقولون كتاب ذكوري وهذا يحتاج منا إلى دراسة وإلى بيان”، لافتًا إلى أن برهان الزركشي يقول في علوم القرآن، أن التذكير من باب التغليب يعني غلب الذكور على الإناث.

وقال أستاذ التفسير، إنه لا يمكن التعميم وقول أن صورة المرأة في الفكر الإسلامي شوهت لأن المفسرين للقرآن ذكور، مردفا: “لا يمكن قول أن مفسر لأنه رجل  تعدى على حق المرأة من هذا الباب”.

وأضاف : ” لكن ممكن تبقى أمر نفسي خفي بداخلك شعور أنها أنثي أقل منك وشأنها حقير، تنظر للآيات من هذه النفسية الخفية، ولا تنظر للآيات من الناحية الموضوعية”.

وأكد أن من يقول أن الخطيئة الأولى من المرأة مخالف صراحة للقرآن، وصريح القرآن أن الخطيئة الأولى من آدم، فوسوس إليه الشيطان وعصي آدم ربه، والآية الأخرى ووسوس لهما الشيطان، أي أنه على الأقل يبقي مشاركة.

ولفت إلى أن المفسرين اختلفوا في سورة آل عمران “قالت رب إني وضعتها أنثي والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثي”، مردفا: “المفسرين اختلفوا في الجملتين هل من كلام الله ولا من كلام أم مريم، أرى أن الجملتين من كلام الله قالت ربي إني وضعتها أنثى فبيقول لها والله أعلم بما وضعت، ووليس الذكر كالأنثى يعني مين قالك إن الذكر سيكون أحسن من الأنثى في الخدمة؟”.

وتابع: “هي فهمت أنه يصلح للخدمة الذكر وليس الأنثى، وهناك رأي ثالث قد يحل الإشكال يقول “والله أعلم بما وضعت” من كلام الله أما “وليس الذكر كالأنثى” من كلامها، ولو أخذنا بهذا التفسير يبقى متقولش أن الرجل أفضل من المرأة، لأنه كلام أم مريم هي التي ترى أن الذكر أفضل لخدمة البيت، يبقى كلامها ليس حجة”.


وختم: “المقصود أن الأصل في المرأة أنها مخلوق مكرم ومكلف مثل الرجل، وربنا خلق كل له طبيعة مختصة من حيث الخلقة، أما من حيث الوظائف العبادية والعمل فهي مثل الرجل.

وقال عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن المفكر الأديب أمين الخولي، له كتاب اسمه “التجديد في الإسلام” تحدث عن تجديد النحو وتجديد البلاغة، وقال “لا تجديد إلا بقتل فهم القديم”.




وأضاف :” لازم تفهم القديم وتنقده فتجدد، لكن بين المتخصصين وبين المجتمع يوجد عنف ودعوة في إغلاق التجديد، وإذا فكر أحد في التجديد قالوا شوف القرطبي قال إيه شوف الألوسي قال ايه، لو قلت رأي جديد هيهاجموك ويقول لك من من المفسرين قاله؟ وهل علمك كعلم هؤلاء ؟.




وأشار إلى أنه في تفسير استخدام كلمة “ما” في الآية “فانكحوا ما طاب لكم من النساء”، المفسرين قالوا ما لغير العاقل وبالتالي المرأة غير عاقلة، مردفا: “طب أتجوز واحدة غير عاقلة ليه؟ إذا سلبت عقلها سلبت إنسانيتها، وهو قول غير معتبر لكن موجود وممكن يقرأه شباب وأعداء ومتربصين ويقولك موجود في الكتب”.




وأوضح أن بعض الناس خرجت في الإعلام في السنوات الأخيرة تقول نقد في الإسلام ويقع على هذه الأشياء وهو ليس لديه المنهجية ولا القواعد ولا العمق الفكري، وإنما ينقل ما هو منقود، عندما ينقد البخاري ينقل ما قاله العلماء القدامى والمستشرقين، وهو ليس مفكر ولا مبدع.




وأردف: “عاوزين ننقد ونبني وليس تفكيك فقط، أمين الخولي، في العصر الحالي أبو المجددين، قال لا تجديد إلا بقتل فهم القديم، أي أفهم الأسس العلمية وعلى أساسها هتجدد وهتنقد، ولهذا أنادي بإدخال الفكر النقدي كمقرر في الجامعات، لازم الطالب يتعلم الفكر النقدي، وكيف يعمل الباحث أو الطالب ملكة ومنهجية النقد في الأقوال، إنما ممكن تجد عند بعض المحدثين على استحياء عنده نقد الأحاديث”.




وقال أستاذ التفسير، إن ادعاء أن حواء خلقت من ضلع آدم، مصدره الإسرائيليات، أما القرآن قال في سورة النساء “يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها”.




وأضاف : “هل القرآن نص على أنها خلقت من ضلع آدم؟ لا، وفي كتب التفسير الطبري وكتب كثيرة جدا تجد مكتوب أنها خلقت من ضلع آدم وأنه كان في الجنة نائم،  وبعدين قام لقى دراعه الشمال بيخر دم، والرواية يقول لك ضلع ولقى بيخر دم ونظر كده لقى واحدة قاعدة جنبه قالت له أنا حواء”.




وأردف: “طبعا حواء اسم من الإسرائيليات أيضا القرآن لا علاقة له بالاسم، والإمام محمد عبده يركز على قاعدة أن الأشياء التي لم يذكرها القرآن المبهمة نسكت عنها ولا نبحث فيها، القرآن لم يشير إلى أن حواء أو زوجة آدم خلقت من ضلع أعوج، وهذا الرأي ذكره الرازي نقلا عن أبي مسلم الأصفهاني”.




وأشار إلى أن تغييب الآراء الفقهية المناصرة للمرأة  يرجع لعدة عوامل، العامل النفسي وضيق الأفق وعدم سعة الاطلاع، لهذا لابد أن ندخل مادة الفكر النقدي في العلم في الجامعات.




 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top