تعرف على عيد العرش المغربي مع موقع لحظات .. يعتبر عيد العرش في المغرب مناسبة وطنية يحتفل بها ابتداء من 30 يوليو من كل سنة، يتخللها عدة احتفالات رسمية و شعبية، و هي ذكرى تربع الملك على العرش و بيعته الرسمية، بويع الملك محمد السادس بن الحسن الملك الحالي في 23 يوليو سنة 1999 و أعلن ملكا رسميا في 30 من يوليو، لهذه المناسبة عدة مظاهر تغطى عبر التلفاز العمومي كأنشطة رسمية و تقاليد عريقة تخليدا لهذه المناسبة المجيدة.☺♥☼
عيد العرش المغربي
عيد العرش المغربي هو أحد أعياد دولة المغرب وهو مناسبةٌ وطنيّةٌ يتمّ الاحتفال بها من الثلاثين من شهر يوليو، وسبب تسميته بهذا الاسم هو أنّه في هذا التاريخ تربّع الملك محمد السادس بن الحسن على عرش المغرب وبايعه الناس البيعة الرسمية في عام ألفٍ وتسعمائةٍ وتسعةٍ وتسعين، وأعلنوه ملكاً رسمياً عليهم، وكان يحتفل به عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسةٍ وخمسين كثلاثة أعياد؛ هي عيد عودة محمد الخامس من المنفى ويكون هذا في السادس عشر من شهر نوفمبر، وعيد الانبعاث ويكون في السابع عشر من شهر نوفمبر، وعيد العرش ويكون في الثامن عشر نوفمبر، أمّا بعدها فتمّ تقرير يوم الثلاثين من يوليو يوماً رسمياً للاحتفال بالعيد.
يقوم الملك في هذا اليوم بإلقاء خطابٍ عبر التلفزيون المغربيّ الرسميّ للدولة، ويتحدّث فيه عن كلّ المشاريع التي أنجزها خلال العام الماضي، وعن رؤيته المستقبليّة للعام التالي، ويعطي خلال الخطاب عدّة أوامر للشعب، ويطلق على هذا الخطاب خطابَ العرش، وهو خطابٌ ملزمٌ للشعب والسلطة بكلّ محتوياتها؛ لأنه خطابٌ ملكيٌ.
قصة أول احتفالات شعبية..
يذكر محمد الحسن الوازاني، رئيس تحرير “عمل الشعب” عام 1933 ومؤسس حزب “الشورى والاستقلال” عام 1946، في كتابه “حياة وجهاد”، كيف أن رجلا مغمورا كان وراء فكرة الاحتفال بعيد العرش، وهو محمد بن صالح ميسَّة، مدير مجلة “المغرب”، التي كانت تصدر خلال فترة الثلاثينيات باللغة العربية بالرباط، “إن فكرة الاحتفال بذكرى تولية السلطان محمد بن يوسف خلفا لوالده السلطان المولى يوسف راجت لأول مرة بواسطة محمد صالح ميسَّة، وإليه يرجع التفكير في هذه المبادرة..”.. حيث كان ميسة أديبا وشاعرا وناقدا جزائري الأصل مقيما بالمغرب، واستطاع أن ينشر فكرته عبر جريدة أخرى هي “عمل الشعب” التي كان يكتب فيها باسم مستعار.
كما يصف عبد الهادي بوطالب، المؤرخ ومستشار الملك الراحل الحسن الثاني، في “فكرة إحياء عيد العرش”، أجواء أول احتفال شعبي وغير رسمي بعيد العرش في جو ماطر، قائلا: “كان اليوم 18 نونبر من سنة 1933.. وكان المكان الحديقة العمومية الكبرى المعروفة باسم جنان السبيت.. على مقربة من باب أبي الجنود بفاس.. لم يقِنا استظلالنا بأشجار الحديقة من الابتلال من رشاش المطر المتهاطل.. ولم أكن أعي في سن صباي وأنا أحضر هذا الاجتماع أنه كان المهرجان الوطني الشعبي الأول الذي تعقده الحركة الوطنية المغربية بالمدينة.. للاحتفال بالذكرى السادسة لعيد جلوس السلطان محمد بن يوسف على العرش..”.
ترسيم الاحتفالات بعد ترسيخ الفكرة
وهكذا، وضع محمد بن صالح ميسة عبر جريدة “عمل الشعب”، بدعوته إلى سن تقليد الاحتفال بذكرى الجلوس الملكي كعيد وطني، عبر تعطيل العمل يوم 18 نونبر من كل سنة، سلطات الحماية الفرنسية في مأزق واختبار صعب، والتي لم تستجب فيه لهذا النداء، متعللة بأن السلطان كان خارج العاصمة في ذلك العام.
ورغم ذلك، انطلقت أولى الاحتفالات الشعبية بذكرى مرور 6 سنوات على جلوس محمد الخامس على العرش، بمنتزه جنان السبيل بفاس٬ وبمدينة سلا بمعية جماعة من شباب الرباط٬ بمقر “المكتب الإسلامي”، الذي صار يدعى فيما بعد مدرسة النهضة٬ وكذلك بقيسارية السمارين بمراكش.
بعد ذلك بسنة، أي 18 نونبر عام 1934، بات الاحتفال بعيد العرش يكتسي صبغة رسمية٬ بصدور قرار وزاري للصدر الأعظم المغربي محمد المقري، بتاريخ 31 أكتوبر 1934م، بعد أن أشر عليه المقيم العام الفرنسي وقتئذ “هنري بونسوت”، يعلن فيه يوم 18 نونبر عيدا وطنيا، كيوم عطلة تنظم فيه الحفلات الموسيقية٬ وتُزين المدن٬ مع توزيع الألبسة والأطعمة على نزلاء الجمعيات الخيرية.. بشرط أن لا تُلقى فيه الخطب “السامية”.
يقول عبد الهادي بوطالب في نفس السياق: “..فعيد العرش الذي فرض الشعب المغربي على الحماية الفرنسية إعلانه عيدا قوميا أصبح عيد تحدي الوطنيين للاستعمار الفرنسي، الذي أخفق في محاولة عزل السلطان عن شعبه ورعيته، مثلما فشلت تدابير قمع هذا الاستعمار في محاولة إقبار الحركة الوطنية في مهدها”.