مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم قصيدة ” فحسبي أنت يا ربي ” للشاعر صالح محمد الجرار المبدع , نتمني ان تنال أعجابكم و وتستمروا في متابعتنا .
” فحسبي أنت يا ربي “
رَعَاكَ اللهُ يا ولدي
فأنتَ الروحُ في جَسَدِي
وأنتَ القلبُ خفّاقاً
بدُونكَ فهو في جَمَدِ
وأنتَ الفجرُ مُبتسِماً
بنورِ الواحدِ الأحدِ
وأنتَ الصُّبحُ وَضَّاءً
تنفّسَ بَعْدَ ذا الجلَدِ
سألتُ اللهَ لي وَلَداً
فكنتَ هديّةَ الصَّمَدِ
فأبْدَلنا بصحراءٍ
رياضَ الأُنْسِ والغَرَدِ
فَحمداً، ربَّنا، حَمْداً
على نُعْماكَ يا سَنَدي
فَذِي نُعماكَ سابغةً
بلا حَصْرٍ ولا عَدَدِ
* * *
بعونِكَ شبَّ أولادي
على تقواكَ والرَّشَدِ
بحبْلِكَ، ربَّنا اعتصموا
فلا يرجونَ مِن أَحَدِ
ومَن رجّى سِواكَ فقد
أضاعَ العُمْرَ في كَمَدِ
فيا رحمانُ، يا قيّومُ
كُن عوني، وكنْ سَنَدي
فدنيا النّاسِ قد مُلِئَتْ
بِجَوْرٍ غيرِ مُقْتصِدِ
وأمسى الحقُ مقهوراً
بلا غوْثٍ ولا مَدَدِ
وبانَ الباطلُ المأفونُ
مُنْتَفِخَاً كما الأَسَدِ
* * *
إلهي أنتَ مُطَّلِعٌ
على ذا الظُّلْم والأَوَدِ
إلهي إنني عَبْدٌ
ضعيفُ الحوْلِ والعُدَدِ
إلهي إنَّ ذا ولدي
ينالُ السَّبْقَ في بلدي
يُريدُ العِلمَ، يَطْلُبُهُ
بهِمّةِ مُؤمِنٍ رَشَدِ
فهل يثنيهِ عن طلبٍ
لهذا العلمِ ضِيقُ يَدِي؟
فأقساطٌ لجامعةٍ
تَنُوءُ بكلِّ ذي لُبَدِ
وأسعارٌ مُحطِّمةٌ
لمحتاجٍ بلا مَدَدِ
أيبقى النابهُ المسكينُ
مَوْؤُوداً إلى الأبَدِ
ويَعْلُو ذو الغِنى حتّى
وإن كانَ مِن الزّبَدِ؟
فإنّي لا أرى عُمَراً
يُقيمُ العَدْلَ في بَلَدي
* * *
فمالي غير أن أدعو
رفيعَ الشّأنِ والعَمَدِ
ألا يا ربِّ، ذا حالي
ولا أشكو إلى أَحَدِ
فأنتَ العادلُ القهّارُ
تُنْصِفُ كُلَّ مُضْطَهَدِ
فأدعوكَ بأسماءٍ
هي الحُسْنى، فكُن سَنَدِي
فحسبي أنتَ يا ربّي
وعِنْدَكَ مُنْتهى قَصْدِي