أوصانا رسولنا الكريم بالحفاظ على الصلاة، فهي أول أركان الإسلام الخمس، وهي عمود الدين الذي لا يستقسم بدونها، وهي أول الأعمال التي يسأل عنها العبد يوم يقف بين يدي الله عز وجل، فإن صَلُحَتْ صلح أمره وفاز برضى ربه، وإن فسدت فسد أمره ونال السخط والعذاب من الله تعالى
فضل الصلاة على وقتها
لم يكتفِ رسولنا الكريم بِحَثِّنا على المواظبة على الصلاة وأدائها فقط، وإنما حثنا على أدائها في موعدها وعدم تأجيلها، فيُكره من العبد أن يؤجل صلاته بغير عذر، كما يُكره منه أن يشغله عنها شاغلٌ من أمور الحياة الدنيا، فعلى العبد أن يجعل صلاته في مقدمة أعماله وأن يعطيها الأولوية على كل شيءٍ ما لم يكن هنالك عذرٌ قاهرٌ يمنعه من أدائها في وقتها. ولأداء الصلاة في وقتها فضلٌ كبيرٌ كما بين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومن هذه الأفضال:
إقامة الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن أحب الأعمال إلى الله فقال:” الصلاة على وقتها، ثم قال أيُّ؟ قال: بر الوالدين، ثمَّ قال أيُّ: قال: الجهاد في سبيل الله” ولم يفرض الله سبحانه وتعالى الصلوات الخمس في مواعيدها هذه عبثاً وحاشاه، وإنما كانت له حكمة من ذلك فينبغي على المؤمن أن يتحرّى الصلاة في وقتها.
إقامة الصلاة في وقتها يبعث على الطمأنينة والشعور بالراحة، ففيها يكون العبد أقرب ما يكون إلى الله تعالى، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بلالاً رضي الله عنه بالأذان للصلاة قائلاً: أرحنا بها يا بلال.
الصلاة على وقتها من سمات المؤمن المخلص، الذي يشتاق لربه فيسرع مستجيباً إليه كلما سمع النداء والأذان، والله سبحانه وتعالى يحب المؤمن المخلص الذي كلّما تقرب إليه زاده الله قرباً منه، وأنزل عليه من السكينة والطمأنينة ما يريح به قلبه ويكفيه همّه.
من أهم السباب النجاح والتوفيق في الرزق والعمل الحرص على أداء الصّلاة في وقتها، فالمؤمن الذي يحرص صلاته في وقتها يوفّقه الله في عمله وييسّر له أسباب الرزق والتوفيق.
أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أنّ الصلاة في وقتها تعود على الجسم بالنفع والفائدة، وتنظّم عمل الساعة البيولوجيّة في الجسم، كما تنظم إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم تبعاً لأوقات الصّلوات المختلفة، وتنظّم أيضاً عمل الجهاز العصبي في الجسم وتخفف من الضغط والتوتر والشعور بالضيق