يعد التسبيح قبل النوم سواء كان مطلق التسبيح والذكر أو الأذكار الخاصة بالتسبيح قبل النوم مظهرا عظيما من مظاهر امتثال المسلم بالعبودية الحقة وما يصاحبها من تذلل حقيقي مقرون بالحب لله سبحانه فهو العبادة الخفية التي تعبر عن صدق إيمان المسلم وصلته بالله وسوف نتحدث في هذة المقالة عن فوائد التسبيح والازكار قبل النوم .
فوائد التسبيح قبل النوم
طمأنينة للنّفس وشعورها بالراحة والسعادة.
وقوف المسلم أمام نفسه وقفة المحاسب الشديد، فيستغفر ويسبّح، حامداً معظّماً لربه وشاكراً له.
خير حماية للنّفس من وساوس الشيطان ومكائده، فيحصن نفسه طيلة ليله لائذاً ومستجيراً بربه.
استمرار المؤمن مع عهد الطاعة والانقياد الحقيقيّ لربه.
برمجه جيّدة لعقله وطرق تفكيره.
جلب لراحة النوم وعمقه.
الأجر العظيم، والخير الجزيل، حيث يشعر المسلم بلذة الطاعة الحقيقية لربه.
يتميّز المؤمن الحقيقيّ من غيره، فالأول حَفِظَ علاقة الودِّ مع خالقه، والآخر عاش مستغنياً عنها مغتراً بجاهه وسلطانه، قد أغراه طول الأمل وتقاعس عن العمل.
خير عون للمسلم على قيام الليل؛ ذلك أنّه قد نام وقلبه معلّق بطاعة ربّه، فيستيقظ من ليله بشوق إلى الصلاة والطاعة.
خير عون للمسلم على مواجهة مصاعب الحياة وهمومها والتغلّب عليها، وهذا يظهر جلياً وواضحاً في قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي وزوجته فاطمة بعد أن وجههما إلى التسبيح: (فذلك خير لكما من الخادم).
أزكار وتسبيح قبل النوم
من القرآن الكريم:
قراءة أوراد يومية بشكل منتظم من القرآن الكريم، كسورة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، وكذلك مطلق القراءة من القرآن الكريم فيها ذكر وتسبيح وتعظيم لله سبحانه.
من السنة النبوية:
هناك عدّة أدعية وأذكار وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص منها: قوله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم لعلي وزوجته فاطمة: (إذا أخذتُما مضاجِعَكما؛ فسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمَدا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادمٍ) إنّ التسبيح قبل النوم وِردٌ يوميّ وعهد للمسلم مع ربه وخالقه ـ عز وجل ـ
وكلما انتظم المسلم في المحافظة عليه كان النفع والخير والبركة، وفي هذا يتفاوت المسلمون تفاوتهم في صدق الإيمان، وطرق التعبير عنه.
أذكار قبل النوم
اللهم باسمك أموت وأحيا. (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
ثلاث مرات (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
ثلاث مرات (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
ثلاث مرات (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
(ءامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين)، الحمدلله (ثلاثاً وثلاثين)، لله أكبر (أربعاً وثلاين).
اللهم رب السموات، ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيءٍ أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر.
اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافي له، ولا مأوى.
اللهم خلقت نفسي وأنت تتوفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي، وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
فضل التسبيح
التسبيح هو تنزيه الله تعالى عن أية نقائص تَنزَّه وتعالى وجلَّ في علاه، وهو نوع من أنواع ذكر الله تعالى، كأن يكرر الإنسان المسلم قول سبحان الله – على سبيل المثال –
والتسبيح هو مما ورد في القرآن الكريم في العديد من المواضع المختلفة ومما ورد عن الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – من مستحبات تقرب الإنسان المسلم المؤمن من ربه – عزّ وجلّ -. الذكر إجمالاً مما يجعل اللسان والفؤاد رطبين بذكر الله عز وجل،
وهذه هي فائدة التسبيح، فكثرة ذكر الله تعالى ، حتى لو لم تكن بوعي الكلمات التي يتم النطق بها، تبقي الإنسان دائماً متصلاً مع الله – عزّ وجلّ -، فالاتصال الدائم مع الله – عزّ وجلّ – يجعل الإنسان أكثر وعياً بحقيقة الله تعالى وبرحمته ويجعله أكثر قرباً من وأكثر طلباً لرضوانه، فرضوان الله تعالى هو الأهم، هو أهم من أي شيء، لأنّ رضاه بوابة الدخول إلى باقي الأمور،
سواء في الدنيا أم في الآخرة، كما أنّ رضاه – عزّ وجلّ في علاه – ما هو إلّا دليلُ صارخ وواضح على خيريّة الإنسان وعلى أنّه لا يزال إنساناً، لأنه من كان قريباً من الله تعالى فقد نال كلَّ شيء آخر مهما كان.
كثرة التسبيح لا تعني أن الإنسان من الضروري أن يكون أخلاقياً ورحيماً، فقد يكون شكلياً فقط، فالاتصال هو اتصال القلب بالله أساساً، وليس اتصال اللسان، فاللسان هو وسيلة تقوي الاتصال وتذكر الإنسان بالله إن نسي،
أمّا إن لم يكن هناك اتصال قلبي فلا فائدة ترجى من التسبيح لأن القلب جاف، والقلب الجاف هو علامة من علامات الخذلان، أما القلب الرحيم المتصل بالله – عز وجل – فهو سبيل النجاة في الدنيا قبل الآخرة، ففي الدنيا يجعل الإنسان مصدراً يشع رحمة ونوراً وهدى لكل من حوله وفي الآخرة يكون قريباً من الله – عز وجل – ويفوز فيها في الوقت الذي يخسر الآخرون.
من أكثر التسابيح التي وردت عن الرسول الأعظم والتي كان دائم التسبيح بها، هي ” سبحان الله وبحمده ” و ” لا إله إلّا الله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ” و ” سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ” و ” سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم ”
وغيرها العديد من الأذكار والتسابيح المختلفة والمتنوعة.
ويمكن التسبيح بالمسبحة أو على الأصابع أو بدون أي شيء فقط بالقلب.
حكم التسبيح بالمسبحة
يروى عن بعض السلف أن كان يعد التسبيح بالحصى، وبعضهم يعده بالنوى، وبعضهم يعدهم بالعقد، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعده بالأصابع، كان يعد تسبيحه بالأصابع،
وثبت عنه أنه أمر بعدِّه بالأنامل يعني بالأصابع، فالسنة أن يكون ذلك بالأصابع هذا هو السنة وهذا هو الأفضل،
أما بالمسبحة أو بالنوى أو بالحصى فهذا إذا كان في البيت في محله بالبيت داخل البيت فالأمر سهل إن شاء الله كما فعله بعض السلف، أما عند الناس وفي المساجد فلا ينبغي؛
لأنه خلاف السنة الظاهرة؛ ولأن ذلك قد يفضي إلى الرياء في عمله ذلك، فالسنة أن يعدها بالأصابع في جميع الأوقات،
لكن في المساجد وبين الناس يتأكد هذا كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويروى عن بعض السلف ويروى عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين أنها فعلت ذلك بالحصى في البيت.
نتمنى لكم مشاهدة طيبة ولاجدد الاخبار والمنوعات زورو موقع لحظات .