مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم قصيدة القديس للشاعر صلاح عبد الصبور , و هو أحد رواد حركة الشعر الحر ، و هو من أحد أهم الشعراء اللذين كانت لهم مساهمات بارزة ، في التأليف المسرحي ، و قد كان له العديد من المؤلفات الشعرية ، و من أهمها ديوان الناس في بلادي ، و شجر الليل ، و بعض المؤلفات المسرحية و منها ليلى و المجنون ,ونتمني أن ينال أعجابكم .
قصيدة القديس
إلي ، إلي، يا غرباء يا فقراء يا مرضى
كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي
إلي ، أليّ
لنطعم كسرة من حكمة الأجيال مغموسه
بطيش زماننا الممراح
نكسر، ثم نشكر قلبنا الهادي
ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا
إلي إلي
أنا، طوفت في الوراق سواحاً، شبا قلمي
حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله
سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق
وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا
وحنّ الصدر للمرفق
وداعبت الخيالات الخليينا
ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق
وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس
لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس
وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام
وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام
وقالت:
بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان
وأن حفيف هذا النجم موسيقى
وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف
و أن حقيقة الدنيا هي الفلسين فوق الكف
وأن الله قد خلق الأنام ، ونام
و أن الله في مفتاح باب البيت
ولا تسأل غريقاً كب في بحر على وجهه
لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها
كذلك كنت
وذات صباح
رأيت حقيقة الدنيا
سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى
رأيت الله في قلبي
لأني حينما استيقظت ذات صباح
رميت الكبت للنيران، ثم فتحت سباكي
و نفس الضحى الفواح
خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق
وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق
وفي لحظة
شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس
شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه
شعرت بأنني أصبحت قديساً
وأن رسالتي ..
هي أن أقدسكم