مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم قصيدة المجنون للشاعر عبدالوهاب زاهدة , ونتمني أن ينال أعجابكم .
المجنون
معاذ الله
معاذَ الله
يقولُ الطفلُ أن أباه
يُحدّثُ كلَّ من يلقاه
بأنَّ الله
يشيحُ بوجهَه عنا
فلا يُرضيهِ أن صُمنا
وأن قُمنا
وأن سِرنا
على تقواهْ
معاذَ الله
معاذَ الله
********
أتى شيخٌ كسيرُ القلبْ
إلى الملكوتِ عندَ الربّ
فعاتبَهُ
وخاطبَهُ
لماذا شئتَ تُحييني ؟؟
خَليليّاً فلسطيني ؟؟
وغَزيّاً فلسطيني ؟؟
تُشرّدُني .. وتُشقيني
تُجَرّحُني .. وتُدميني !!
وأنتَ الربّ
وفي وجهي .. تَسُدُّ الدرب
فمن إلّاكَ يحميني ؟؟
أتحمي غاصباً وطغاهْ
معاذً الله
معاذَ الله
********
تَجلّى الخالقُ الباري
على الكرسي
وبينَ يديهِ أطفالٌ من القدسِ
كسيلٍ دمعُهم جاري
من الإحباطِ واليأسِ
تَملَّكَهم دوامُ الرعشْ
فلاذوا كُلُّهم بالعرشْ
بصوتٍ واحدٍ صاحوا
ألا يكفي .. شبعنا بطشْ
حنانَ الأمّ ما نلناه
ودفءُ البيتِ لا نلقاهْ
فيا الله ..
لماذا شئتَ تخلقُنا
وتُغرقُنا
ببحرِ الآه
معاذَ الله
معاذَ الله
******
.. أتى المجنون
يسوقُ أمامهُ .. عنزهْ
ويحملُ جرّةَ الزيتون
وفوقَ ذراعِهِ .. كنزه
تحلّقَ حولهُ .. سبعونْ
بحضرة مالكِ العزّه
فسادَ الجمعَ شبهُ سكون
سوى المجنون ..
فأرعدَ مثلما .. هزّه
وأزبدَ صارخا .. غزّه
متى ستهون .؟؟
إذا ما قلتَ كُن سيكون .. !!
وتمتمَ في أسىً وأنينْ
أتدري .. لو أعودُ جَنينْ
وتسألُني لأي حمىً سترسِلُني
.. أقولُ جِنينْ وذاك السهلُ في حطينْ
ولو حتى ستنذرُني
بأنني .. ها .. هنا .. أشقى
وألقى نفسَ ما .. ألقى
ستعذُرُني
فعشقُ القدسِ يأسرُني
ويأمرني
بأن أبقى
على نجواهْ
وإن أهوى .. فقط أهواهْ
فيا الله
أيوجدُ مثلٌ رام الله
معاذ الله
معاذَ الله