مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم قصيدة ” ليلاك يا شاعر في دمي ” للشاعرة غادة السمان المبدعه , ونتمني أن ينال اعجابكم .
” ليلاك يا شاعر في دمي “
لكل شاعر من ضفّة الفرات
نصيبه الوافر
ومن الكربلائيات الزاحفة على جسد العراق
إيقاعه المنشود
لكل شاعر من الأقصى
وإلى الأقاصي .. قدس
ومن دموع الأمهات
آهة .. كالمآذن شاهقة
وكما الناقوس .. تدوّي
كما البارود
لكل شاعر مع الحكّام ، كيل من المدح
وللعنات سيل من براميل السخط
وسجّيل النفط
وأطاييب الكلام .
لكل شاعر .. ضادٌ ، وأغلالٌ ، وأصفادٌ
لكل شاعر .. بحرٌ ، ومجدافٌ ، وصيّادٌ
لكلّ شاعر .. واديه
لكل شاعر .. ” أرز ” في ” بقاع ” الشعر
عامل ” على ” شويفات ” الجمال
لكل شاعر .. ” هرم ” من الشوق
يتكوّم ” مصرا ” على البوح
أحجية على السلا م !
لكل شاعر .. بردى الذي كفّ
ولا كفّ ، طالت القاسيون.
وإن هوى الياسمين ،
ردحا ، فللياسمين دهرٌ .. لايلين
لكل شاعر .. ليلي
وليلاك ياشاعر في دميَ البابليّ
حزينة
بل مريضة
بل سقيمة
بل إنّها القتيلة ؟..
وليس الموت وحده ، خصيم ليلي
وليس الحريق جلّه خطب ، المكان
هو المعنى ، الذي تاه عن هابيل
فأودى بقابيل إلى ذاك الزمان
زماننا الذي صمت الشعراء فيه ،
ليتناهبوا
أوطان ، يتكدّس ساستها ، قبل البلاء
بلاء
وبعد البلاء … ضرام !
أيجدي القول ؟
وجدوى المحو ضارية ، يتكبّدها النخيل
هيّابا بطلعته الكسيرة
والضوء الراجف في الآفاق ، قصاصه
الدخــــــــــــــــــــــــــــــــان !
لكل شاعر ، مثلما كان لي
أغنية الطفولة
وأنشودة الوطن
وألعاب كثيفة تروي عن الحرب الضروس حكاياها الهزيلة
لكل شاعر ، مثلما صار لي ، مخاوف
أن تضيع ، الأغنيات والأقاصيص الطويلة
أن تضيع الأمنيات ،
وتبقى الألاعيب الكثيفة ، حُبلى الحروب الضروس
لتنسى الطفولة