مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد وقديم من الشعر وعنه , واليوم نقدم لكم قصيدة ” نهر المشاعر ” للشاعر أنس الحجار , ونتمني أن تنال أعجابكم , وتستمروا في متابعتنا .
نهر المشاعر
صوتُ الحُروفِ يَجوبُ الكونَ يَصحبُهُ
بَوحُ المشاعرِ من شِعري و ألحانـي
الطَّيـرُ يَسمعُنـي يَختـالُ مُنتشـيـاً
والزَّهـرُ يَعرِفُنـي و العطـرُ نادانـي
والليلُ يَعشقُنـي و النّجـمُ صاحبَنـي
والبـدرُ عانَقنـي والفجـرُ يَهوانـي
فالشِّعرُ نهرُ هوىً يجـري بأوردتـي
مِيـاهُـهُ حَمَلَـتْ سِحْـري وألوانـي
صَبَّتْ ببحـركِ يـا محبوبتـي فأتـى
موجُ الفِراقِ بمِلـحِ الهَجـرِ يلقانـي
هل تَسْمَعينَ أنيـنَ البَـوحِ ملهمتـي
أم أنـتِ جَوهـرةٌ مــن دونِ آذانِ
وهل ترينَ دمـوعَ الشـوقِ ساقيـة ً
أشواكَ حبّكِ كـي تزهـو بأغصـانِ
يا رحلـة ً بـدأتْ , موتـي نهايتُهـا
والدَّربُ أتعبني و الشّـوقُ أضنانـي
رَتَّقتُ أشرعة َ السّلوانِ فـي سفـري
تركتُ إســمَكِ فـي آفـاق نِسيانـي
لكننـي عبـثـاً حـاولـتُ مبتـعـداً
كالطَّير يهربُ مـن أزهـارِ نَيسـانِ
حُكْمُ الإلهِ بـأنْ أهـواكِ يـا قـدري
إنِّي السَّجيـنُ وذاكَ الهُـدْبُ سجَّانـي
كما رأى يوسـفُ البرهـانَ محْتسبـاً
إنِّي رأيـتُ ضِيـا عينيـكِ برهانـي
مَزَّقـت أشرعـةَ النِّسيـانِ أحْرقُهـا
فالحزنُ أبهجنـي والسَّعـدُ أشقانـي
مـا للعُيـونِ بَريـقٌ دونَ أدمُعِـهـا
مـا للحيـاة جـمـالٌ دون أحــزانِ
سِحْرٌ أطـلَّ مـن العينيـنِ يذهلنـي
فالليلُ و الشَّمسُ في عينيكِ صِنـوانِ
لا تسألينـي ولا يحتـارُ أمـركِ فـي
دنيـا التّقلـبِ مِـن كفـرٍ و إيمـانِ
طَـوْراً أقـدِّسُ ذاكَ القَـدَّ فـي وَلَـهٍ
طَـوْراً تُـدَ نِّسُـهُ باللَّمـسِ أدرانـي
نَزْفُ اليَراعِ علـى الأوراقِ ملحمـة ٌ
آمـالُ أخيلتـي تَغـتـالُ أشجـانـي
تبقى الحروفُ صدىً من بَوْحِ خاطِرتي
كالغيثِ يَهطلُ في صحـراءِ وجدانـي
فالشِّعـرُ قيثـارةٌ أوتارُهـا نَـزَقـي
صاغتْ بهـا نَغَمَـاً للحُـبِّ عَينـانِ