قليلٌ من يدومُ عــــــلى الودادِ

مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم قصيدة ” قليلٌ من يدومُ عــــــلى الودادِ ” للشاعر المبدع محمود سامي البارودي , ونتمني أن تنال أعجابكم , وتستمروا في متابعتنا .

قليلٌ من يدومُ عــــــلى الودادِ

قليلٌ من يدومُ على الودادِ
فلا تحــفلْ بقربٍ أو بعادِ

إذا كان التغير في الليالي
فكيف يدومُ وُدٌّ في فؤادِ

ومنْ لك أن ترى قلباً نقياً
ولمَّا يَخْلُ قلبٌ مٍنْ سَوادِ

فلا تبذُلْ هواك إلى خـليلٍ
تظنُّ به الوفاء . ولا تعــادِ

وكنْ متوسطاً في كلِ حالٍ
لتأمنَ ما تخافُ من العِنادِ

مداراةُ الرِّجَالِ أخفُ وطْأً
على الإنسان من حرب الفسادِ

يعيشُ المرءُ محبوباً إذا ما
نحا في سيرهِ قصدَ السداد

وما الدنيا سِوى عجزٍ وحِرصٍ
هُما أصلُ الخليقةِ في العبادِ

فلولا العجزُ ماكان التصافي
ولولا الحِرص ما كان التعادي

وما عقد الرجالُ الودَّ إلا
لنفعٍ ، أو لمنعٍ من تعادي

وما كان العِداءُ يخـفُ لولا
أذى السلطان،أو خـوف المعادِ

قيابنَ أبي ! ولستَ بهِ ،ولكن
كِلانا زرعُ أرضٍ للحصادِ

تأمل ، هل ترى أثراً ؟ فإني
أرى الآثارَ تذهبُ كالرمادِ

حياةُ المرءِ في الدنيا خـيالٌ
وعاقبةُ الأمور إلى نفادِ

فطوبى لامرئٍ غلبتْ هـواهُ
بصيرتُهُ ، فباتَ على رشــاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top