مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد وقديم عن الشعر والشعراء , واليوم نقدم لكم قصيدة ” قوافي الوجع ” لـ أنس الحجار , ونتمني أن تنال أعجابكم وتستمروا في متابعتنا .
” قوافي الوجع “
صَهيـلُ الـروحِ يرتفـعُ
ويَكتُـمُ صوتَـه الفـزَعُ
و أوشِـكُ أنْ أبـوحَ بـهِ
فقلبـي لـيـسَ يَتّـسِـعُ
وفـي الأنفـاسِ آهـاتٌ
تُواصِـلُ ثـمّ تَنقَـطِـعُ
فينتفِـضُ اليَـراعُ لـهـا
بشِعـرٍ راعَـهُ الهَـلَـعُ
أريـدُ مساحـةً أُخـرى
ليرسمََنـي بهـا الوَجَـعُ
***
غزلـتُ الحُـبَّ للقمـرِ
بشِعـرٍ هـامَ بالصـور
و أعتـقُ آهَـةً حَــرّى
فيأسرُ آهتـي ضَجَـري
و أشكـو هَجْـرَ فاتنتـي
تآمرَهـا مــعَ الـقَـدَرِ
فيدنـو البـدرُ مُنكسِـراً
يحـاولُ جَبْـرَ مُنكسِـرِ
يقولُ : عيونُ مَنْ تهـوى
كعينِـكَ تَقتَفـي أثَــري
ألا يـا بـدرُ خَبّـرْهـا
و إنْ لا ترتجي خَبَـري
نَفاني العِشقُ مِـن مُدُنـي
أضعتُ الحُبَّ في سفـري
فلسـتُ الآنَ أعشقُـهـا
جفـا ألحانَهـا وتــري
أريـدُ مساحـةً أخـرى
ليرسمَنـي بهـا قَـدَري
***
يئستُ و خاننـي الأمـلُ
وفَـتْ بوعودِهـا العِلَـلُ
وفَقْـرُ الحـالِ زودَنـي
غِنـىً بالنفـسِ يَتصِـلُ
يدي تنـدسُّ فـي جَيبـي
و يُخرِجُهـا أسـىً ثَمِـلُ
كما دخلـتْ علـى أمـلٍ
تُرى هل ينفـعُ الأمـلُ ؟
و لكـنْ ليـسَ ذا همّـي
فهـذا الفـقـرُ يُحتَـمَـلُ
أريـدُ مساحـةً أخـرى
ليرسمَنـي بهـا الوجـلُ
***
زمانـي ليـسَ يعرفُنـي
جميـلُ الحَـظِّ أنكَرَنـي
و عانَقني الضياعُ علـى
تُخومِ اليـأسِ و الشجَـنِ
فلا الأصحابُ أصحـابٌ
ولا دمعـي و لا كَفَـنـي
أُناجـي نــورَ أفـئـدةٍ
و لكـنْ ليـسَ تَسمعُنـي
كعصفـورٍ يغـردُ فــو
قَ أكـوامٍ مِـنَ العَـفَـنِ
غريبٌ أحتسـي قـدَري
مِنَ الويـلاتِ و المِحَـنِ
أليـسَ الظلـمُ أن أحيـا
غريبَ الروحِ في وطنـي
سَأترُكُ نَـزفَ مُغْتَرَبـي
فليـسَ الجُـرحُ يؤلمنـي
أريدُ مساحتـي الأولـى
ليرسمَنـي بهـا زمَنـي
***
بَكَـتْ و الليـلُ يَستمـعُ
حروفـي أيهـا الوَجَـعُ
أمازالَ الخَريـفُ علـى
رُبا الأرواحِ يَضطجِـعُ ؟
عروبتُنـا تُهَـدْهِـدُ أمْـ
ـسَها والهَمْـسُ يَنقطِـعُ
بَكَتْنـا حيـنَ أضْحَكَنـا
غُرورُ النفـسِ و الطمَـعُ
و نحـيـا ذلَ فُرقتِـنـا
صنـوفَ الإثـم نبتـدع
تضيـقُ بنـا ضَمائرُنـا
و أفْـقُ الوَهـمِ يَتَّـسِـعُ
فعذراً يـا ثـرى وطنـي
يُدَنِّـسُ طُهـرَكَ القَـذَعُ
***
فلسطينـيـةٌ روحـــي
و لكـنْ ليـسَ تَنْـخَـدِعُ
و لا دخلـتْ لهـا فتـنٌ
ولا سَكَنَـتْ بهـا البِـدَعُ
و لا نكـأتْ جـراحَ أخٍ
و لا إيمانَـهـا تـــدعُ
فكيـفَ أقُـصُّ أجنحَتـي
و طيرُ الخـوفِ يَرتَفِـعُ
تَرَكْتُـمْ قدسَكـم تبـكـي
و قد أودى بهـا الجَـزَعُ
تَهُـزُّ النخـلَ مَريَمُـنـا
ولا رطـبٌ لهـا يَـقَـعُ
و إنْ عادَ المسيـحُ لنـا
و جـوهٌ سـوفَ تَمْتَقِـعُ
فشكراً يـا بنـي وطنـي
بـأنْ أفناكُـمُ الجَـشَـعُ
***
إلـى لبنـانَ مُرتَحَـلـي
لـه فـي القلـبِ مُتَّسَـعُ
و فـي بيـروتَ قافيتـي
سَباها الجـوعُ و الشبَـعُ
تُبادِلُها الخُطـوبُ أسـىً
و صَدْعُ الأمسِ يَنْصَـدِعُ
و أهداها الزمـانُ بِلـىً
و فَتَّـتْ زِنْدَهـا شِـيَـعُ
فما بـالُ الرجـالِ بهـا
لحُكْمِ الغَربِ قد خَضَعـوا
فـلا الأفعـالُ تَجْمَعُهُـمْ
و لا الأقـوالُ تَجْتَـمِـعُ
ولا القـرآنُ يُسمِعُـهـمْ
و لا إنجيلَهـمْ سَمِـعـوا
و مـا لحُروفِهـمْ حِبْـرٌ
و مـا للصـوتِ مُسْتَمِـعُ
فيـا لبـنـانُ مـعـذرةً
رجالُـكَ للخنـا خَنَعـوا
و تحـتَ ثـراكَ أبطـالٌ
جُـذورَ الحِقـدِ تَقْتَـلِـعُ
و فـوقَ الأرضِ أنـذالٌ
بُذورَ الغِلِّ كَـمْ زَرَعـوا
***
عِـراقـيٌ تُبعـثِـرُنـي
القَصيـدةُ حيـنَ تَنْدَفِـعُ
وفـي بَغـدادَ أنسِجَـتـي
بَراهـا الحُـبُّ و الوَلَـعُ
و يبقـى سِرُّهـا أبــداً
ظلامـاً ليـس يَنقَـشِـعٌ
فلا ( الحَجَّـاجُ ) يَنفَعُهـا
و لا ( صـدامُ ) يَنتَفِـعُ
و تمـلأُ أفْقَـهـا فِـتَـنٌ
مـعَ الرايـاتِ تَرْتَـفِـعُ
متـى يستيقظـونَ بهـا
رِجالٌ بعـد أنْ هَجَعـوا
وفِكـرُ الكُفـرِ يُقْنِعُـهُـمْ
بـأنَّ الظـلـمَ يُنْـتَـزَعُ
عِـراقِـيٌ و خَبَّـرَنـي
أبـي و الأذْنُ تَسْتَـمِـعُ
خليـجُ النفـطِ بلـوانـا
و فيـهِ يَكْمُـنُ الـوَجَـعُ
ستبقى يـا عـراقُ لنـا
رحيقاً رُغْمَ مـا صَنَعـوا
و مِنكَ العِطرُ فـي دمِنـا
و فيـكَ المَجـدُ مُقْتَـنِـعُ
***
غَزلـتُ الهَـمَّ مِـنْ قلـمٍ
علـى الأوجـاعِ يطّلـعُ
فقلْ يا شِعرُ كيفَ العشقُ ؟
و الأوطــانُ تَنْسَـفِـعُ
وكيـفَ الحُـبُّ يشغلُنـا
و تمـلأ قلبَنـا المـتـعُ
و هـلْ للفَـقـرِ مُتَّـكـأٌ
بـروحٍ هدَّهـا الـفَـزَعُ
كَفاكُمْ يـا بنـي وَطَنـي
ذَروا الأحقادَ و اسْتمعـوا
إذا مـا الدهـرُ شَتَّتَـنـا
بحُـضـنِ الأمِّ نَجتَـمِـعُ
فَهَـمُّ الأرضِ صَيَّـرَنـا
طيـوراً هَمُّهـا الشـبَـعُ
طيـوراً دونَ أجنِـحَـةٍ
(علـى أشكالِهـا تَقَـعُ )