كم خطبة لصلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء هي وسيلةٌ لطلب السُقيا والغيث من الله تعالى عندما يطول انقطاع المطر عن العباد فيلجؤون إلى الله تعالى بالقيام بهذه الصلاة عندما يقل نزول المطر ويفتك القحط والجفاف بالأرض والزرع وللمزيد عن صلاة الاستسقاء تابعونا في هذة المقالة .

كيفية صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد، يصلي ركعتين يكبر في الأولى سبعاً وفي الآخرة خمساً، يكبر تكبيرة الإحرام وستاً بعدها، ثم يستفتح ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين،

ثم يقوم للثانية ويصليها مثل صلاة العيد، يكبر خمس تكبيرات إذا اعتدل ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ثم يقرأ التحيات ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو، ثم يسلم، مثل صلاة العيد، النبي صلاها كما كان يصلي في العيد عليه الصلاة والسلام، ثم يقوم فيخطب الناس خطبةً يعظهم فيها ويذكرهم ويحذرهم من أسباب المعاصي ومن أسباب القحط، يحذر من المعاصي لأنها أسباب القحط وأسباب حبس المطر وأسباب العقوبات،

فيحذِّر الناس من أسباب العقوبات من المعاصي والشرور، وأكل أموال الناس بالباطل، والظلم، وغير ذلك من المعاصي، ويحثهم على التوبة والاستغفار ويقرأ عليهم الآيات الواردة في ذلك، والأحاديث ثم يدعو ربه رافعاً يديه،

 

ويرفع الناس أيديهم، يدعو ويسأل ربه الغوث ومن ذلك: “اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا”، ثلاث مرات، “اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مجللاً صحا طبقاً عاماً نافعاً غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا ربِّ بلاغاً للحاضر والباد”. هذا من الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم، “اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأسقنا من بركاته”. ويلح في الدعاء، ويكرر بالدعاء: “اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”،

 

مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يستقبل القبلة في أثناء الدعاء، يستقبل القبلة وهو رافع يديه ويكمل بينه وبين ربه وهو رافع يديه، ثم ينزل، والناس كذلك يرفعون أيدهم ويدعون مع إمامهم، وإذا استقبل القبلة كذلك يدعون معه ويستقبلون القبلة بينهم وبين أنفسهم ويرفعون أيديهم، والسنة أن يحول الرداء في أثناء الخطبة، عندما يستقبل القبلة يحول رداءه فيجعل الأيمن على الأيسر، إذا كان رداء، أو بشت إن كان بشت يقلبه وإن كان ما عليه شيء سوى غترة يقلبها، قال العلماء: تفاؤل بأن الله يحول القحط إلى الخصب، يحول الشدة إلى الرخاء، لأنه جاء في حديث مرسل عن محمد بن علي الباقر أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه ليتحول القحط -يعني تفاؤل-،

 

وثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه لما صلى بهم صلاة الاستسقاء، فالسنة للمسلمين كذلك، أما في خطبة الجمعة فلم يحول رداءه عليه الصلاة والسلام دعا واستغاث وهو في خطبة الجمعة في ضمن دعائه عليه الصلاة والسلام، والاستسقاء يكون في خطبة الجمعة تكون في خطبة العيد وتكون في غير ذلك يستسقي ولو جالس في البيت أو في السوق لا بأس، دعاء الاستسقاء مطلوب من الفرد والجماعة، لكن إذا صلى بهم ركعتين خرج بهم إلى الصحراء وصلى بهم ركعتين كالعيد فإنه يخطب بعد ذلك ويدعو ويحول رداءه، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عند استقباله القبلة،

 

ويحوز أن يخطب قبل ذلك قبل الصلاة ثم يصلي بعد، جاء هذا وهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، جاء أنه خطب قبل الصلاة وجاء أنه خطب بعد الصلاة، بعد الصلاة كالعيد وقبل الصلاة كالجمعة، فكل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، والمقصود هو الدعاء والضراعة إلى الله، ورفع الشكوى إليه جل وعلا في إزالة القحط والشدة وفي إنزال المطر، والغوث منه سبحانه وتعالى. وقد جاء في بعض الأحاديث أنه ركع ثلاث ركوعات وبعضها أربع ركوعات وبعضها خمس ركوعات؛ لكن الأصح والأرجح عند المحققين من أهل العلم أنه صلى ركعتين بركوعين فقط، بركوعين وقراءتين وسجودين هذا هو الأصح، هذا هو أصح ما جاء في هذا كما تقدم، صلى ركعتين في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان،

 

ثم قرأ التحيات وصلى على النبي ودعا ثم لما سلم خطب الناس وذكرهم وبين لهم أحكام الاستسقاء، بين لهم عقوبات الذنوب والحذر منها، وبين لهم أنه ينبغي لهم الصدقة والإحسان والإكثار من ذكر الله واستغفاره وهكذا ينبغي لأئمة الصلاة والخطباء أن يذكروا الناس وينبهوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

 

متي تصلى صلاة الاستسقاء

وقت صلاة الاستسقاء يكون في نفس وقت صلاة العيد، لأنّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام صلى صلاة الاستسقاء في جموع المسلمين في نفس وقت صلاة العيد.

وقت صلاة الاستسقاء من وقت صلاة العيد حتى الانتهاء من صلاة العصر.

وقت صلاة الاستسقاء لا يقيد بوقت معين، وهذا ما رجحه الإمام الشافعي، ويستطيع جموع المسلمين أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت ماعدا الأوقات المكروه فيها الصلاة، ويكون ذلك باختيار الوقت الذي لا يكون فيه المسلمون منشغلين بأعمالهم كي يتمكنوا كافةً من القدوم لأداء صلاة الاستسقاء، ويستحبّ أداؤها بعد واحدة من الصلوات التي يجتمع فيها المسلمون، وعادةً ما يتمّ الإعلان عن موعد صلاة الاستسقاء قبل موعدها المحدد بأيام.

خطبة الاستسقاء

الحمد لله حمداً طيباً كما أمر، أحمدُه تعالى وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وبالخسارة لمن كفر، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إرضاءً له وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسولهُ سيدُ البشر و الشافعُ المشفعُ في المحشر، صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وصحبه السادة الغرر ومن تبع سبيلهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد : فاتقوا الله – عباد الله – حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى: ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) .

 

عباد الله : الماء نعمةٌ من نعم الله تعالى وإحسانه على عباده، لا يُستغنى عنه، قال تعالى: ( وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيٍ أفلا يؤمنون )، وفي نزول الأمطار حكمةٌ بالغةٌ، حين يتقاطر على الأرض ليَعمَ بسقيه وِهادها وتُلُولَها، وظِرابها وآكامها، قال تعالى: ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ) .

 

وإذا تأخّر نزول الأمطار ضجّ العباد ، وسقِمتْ المواشي ، وهلكت الزروع والأشجار، وجفَّت العيون والآبار، قال تعالى : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين ) ، وقال تعالى : ( قل ما يعبؤ بكم ربي لو لا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً ) .

الجدبُ والقحطُ بلاءٌ من الله ليعلمَ مَنْ يطيعُ ومَنْ يعصيِ ، ومن يشكرُ ومن يكفر ، وفي هذه الحال شرعَ لنا نبينا صلى الله عليه وسلم صلاةَ الاستسقاء ، والاستسقاء هو طلب السقيا وسؤال الغيث من المغيث جل وعلا ، فالنفوس البشرية مجبولةٌ على طلب الغيث ممن يغيثها ، وإقالةِ العثرة ممن يقيلها ولا يغيث ولا يرحم ولا يقيل العثراتِ ولا يجبر الكسر إلا اللهُ وحده سبحانه وتعالى.

 

والاستسقاءُ من سنن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى: ( وإذ استسقى موسى لقومه ) ، وقد استسقى خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأمته مراتٍ متعددةٍ وعلى كيفيات متنوعة فإذا أجدبت الأرض وقحطت وقلت الأمطار وانحبست فلا مناص للعباد من الفزع وصدق اللجأ إلى الله جل وعلا لطلب الرحمة والغيث .
قال ابن عباس – رضي الله عنهما – : ” خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسَلَمْ للاستسقَاء مُتَذَلِلاً مُتَواضِعاً مُتَخَشِعاً مُتَضَرِعاً ” رواه الترمذي .

صفة صلاة الاستسقاء

لاستسقاء: هو طلب السقيا من الله تعالى عند الحاجة إلى المطر أو الماء، والصلاة سنة مؤكدة لكل أحد عند القحط والجدب.

ويُسنّ تذكير الناس بالتوبة والاستغفار وردِّ المظالم ومصالحة الخصوم وصيام ثلاثة أيام متتابعات، ثم يخرجون في اليوم الرابع وهم صِيام؛ لأن دعاء الصائم أقرب للإجابة، وفي ثياب ليست من ثياب الزينة، فيصلي بهم ركعتين كصلاة العيد يكبِّر في الأولى سبعًا سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرة القيام،

ثم يخطب بهم خطبتين كخطبتي العيد، لكنه يستغفر بدل التكبير، فيستغفر في الخطبة الأولى تسعًا، وفي الثانية سبعًا، فيقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه. ثم يعظ الناس، ويكثر في الخطبتين من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزق الناس الغيث.

ويكون الاستسقاء بخطبتين وركعتين.

وأما فعل صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة، فلا حرج في ذلك، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز إقامتها في أي وقت.

جاء في [مغني المحتاج]: “لا تختص صلاة الاستسقاء بوقت العيد في الأصح… ويجوز فعلها متى شاء، ولو في وقت الكراهة على الأصح؛ لأنها ذات سبب فدارت مع السبب كصلاة الكسوف”.

وإذا جازت صلاة الاستسقاء في أي وقت -عند الجمهور-، فلا حرج في صلاتها بعد الجمعة، فيصلي الإمام ركعتي الاستسقاء بعد الجمعة ثم يخطب بعدها خطبتين.

ونذكر بكثرة الاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، والإلحاح في الدعاء، سائلين الله عز وجل أن يمدنا بالغيث من عنده، وأن يجعل بلدنا آمنا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين. والله تعالى أعلم.

 

تحدثنا في هذة المقالة عن كيفية صلاة الاستسقاء نتمني ان تنال أعجابكم وللمزيد لاروع واجمل المعلومات زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top